TODAY - 09 March, 2011
كولي: 4 ملايين ورقة نقوم بفرزها حاليا.. وستعلن حصيلتها الاسبوع المقبل
الصدر يدلي بصوته في استفتاء «الخدمات» والتيار يقول ان النتائج الاولية «تؤيد التظاهرات»

شباب مدينة الصدر يتجمعون قرب مكتب الهيئة السياسية للتيار الصدري ترحيبا بزيارة زعيمهم الى بغداد الليلة قبل الماضية
بغداد – ا ف ب
قال ساسة بارزون في التيار الصدري امس الاربعاء، ان زعيم التيار مقتدى الصدر قد ادلى بصوته في "استفتاء الخدمات" الذي انطلق الاسبوع الماضي، مؤكدين ان نتائج نحو 4 ملايين مشارك ستعلن قريبا، وأنها حسب الحصيلة الاولية لفرز اوراق الاقتراع "تؤيد التظاهر". ومع تكرر الاحتجاجات الشعبية في عموم مناطق البلاد مطالبة بتحسين الخدمات والاصلاح السياسي، فضل زعيم التيار الصدري منح الحكومة مهلة 6 شهور لتغيير واقع الخدمات المتردي، ونظم تياره استفتاء في مدن عديدة لاستطلاع رأي الجمهور بشأن الاحتجاج السلمي.
وكان الصدر زار بغداد امس الاول الثلاثاء، على نحو مفاجئ، وفي تصريح لـ"العالم" نفى السيد حازم الاعرجي القيادي الصدري البارز، ان يكون الصدر قد غادر البلاد، دون ان يفصح عن مكان تواجده حاليا.
وقال الاعرجي ان الاستفتاء "كان ناجحا، وسماحة السيد مقتدى كانت انطباعاته جيدة واستمر بمتابعة مجرياته عن قرب، وزار مراكز الاستفتاء واماكن العد والفرز وادلى بصوته مع الجماهير". وتابع ان الصدر "تصله تقارير يومية حول سير عملية الاستفتاء وما زال متابعا والاسبوع القادم سنعلن نتائج نهائية للاستفتاء". ويقول الاعرجي ان التنازلات التي قدمتها الحكومة اثر احتجاجات ومظاهرات خرجت في جميع المدن "لا نراها كافية فالمجتمع العراقي وممثلوه بحاجة الى اصلاحات حقيقية وبوتيرة اكبر، وما شهدناه من اصلاحات اعلنت عنها الحكومة لا تعتبر سوى اصلاحات بسيطة من باب ذر الرماد في العيون والمطلوب ان نلمس اصلاحات اكبر واكبر". وينفي الاعرجي ان يكون تياره في موقف "حرج" بسبب مشاركته في الحكومة العاجزة حتى الآن عن تقديم حلول سريعة. ويقول "على الرغم من حضورنا الكبير داخل المشهد السياسي وما يقال من اننا في حرج نتيجة شراكتنا السياسية ولكن السيد مقتدى الصدر يقول كلمته وان كان هناك احراج للحكومة ورئيس الوزراء".
ويضيف "بيان الصدر الاخير بخصوص رئيس الوزراء كان قد وضع النقاط على الحروف وشخص مكامن الخلل ومنحه ستة اشهر من اجل الاصلاح". وكان الصدر علق الاسبوع الماضي على مهلة 100 يوم منحها رئيس الوزراء نوري المالكي لوزرائه، بأنها لا تعني "التملص من المسؤولية" وقال ان "جميع القرارات" تمر عبر "رأس الطاقم الوزاري".
ويقول الاعرجي "نحن لا نزال نطالب بحقوق العراقيين سواء كنا في صفوف المعارضة ام شركاء في العملية السياسية ونطالب بتحسين وضع المعيشة لهذا الشعب وتحسين الخدمات والنهوض بجميع الميادين، وبالتالي لا حرج نشعر به كتيار صدري".
وقال "سندعم بكل قوة نتائج الاستفتاء وسنقف الى جانب جمهورنا مهما كانت رغباتهم، وسنساند مظاهراتهم السلمية وان قرروا الاعتصام حتى رحيل الحكومة عندها سيكون لكل حادث حديث، ولكن ندعم المظاهرات بكل توجهاتها".
من جهتها قالت عضو الهيئة السياسية للتيار الصدري بلقيس كولي، ان مقترح الاستفتاء هو بمثابة "اعطاء فرصة للحكومة العراقية امدها ستة اشهر كي يتضح بشكل حقيقي وواقعي نوعية الخدمات المقدمة للمواطن وبالتالي على الحكومة اعادة النظر بمجمل خططها الخدماتية وما الذي قدمته لابناء الشعب خلال هذه المدة".
وقالت في حديث مع "العالم" ان المعنيين في التيار "منشغلون حاليا بفرز وعد اصوات المستفتين الذين بلغ عددهم اكثر من اربعة ملايين مواطن، كمحصلة اولى على اساس ان الهيئة المعنية داخل التيار الصدري والمسؤولة عن تنظيم استفتاء الشعب، وزعت اربعة ملايين استمارة ولكن العدد تجاوز عدد الاستمارات اساسا، خصوصا ونحن نتحدث عن توزيعها في عموم محافظات البلاد".
وتؤكد كولي ان النتائج الاولية للاستفتاء "تظهر وجود رغبة حقيقية لدى الشعب بأنه مستعد للتظاهر السلمي بعد انقضاء مهلة الستة اشهر وسبب ذلك ان اسباب هذه التظاهرات موجودة وهناك نقص واضح وكبير في قطاع الخدمات وعليه فإن التظاهر حق دستوري للمواطن ولكن نريده بشكل حضاري وسلمي وبدون تخريب لمؤسسات الدولة التي هي ملك الجميع". وزادت "الجمهور يريد التظاهر بسبب تلكؤ الحكومة في توفير الخدمات، هذا واضح". وبشأن ما يمكن ان يحصل خلال فترة الشهور الستة المقبلة، تقول كولي ان لدى الصدر "رغبة واضحة بإلقاء الحجة على الحكومة وعبر صناديق الاقتراع وقد ادلى المواطن بصوته كتابة، والمهلة هذه تعني اعطاء فترة للحكومة كي تعيد النظر بخططها الخاصة بالخدمات على مستوى الوزارات والحكومات المحلية ومجالس البلديات".
وتتحدث كولي عن "واقع جديد" افرزته التظاهرات، وهو "يحتم على الجميع ان تكون لديهم رؤيا تتوافق مع هذا الواقع الجديد الذي يفرض نفسه على الجميع، وبعد المهلة المحدد، واذا لم تتحسن الخدمات سوف يتبنى التيار الصدري المظاهرات".
وإذا قرر التيار الصدري دعم المظاهرات فمن المتوقع خروج عدد كبير من المحتجين، خاصة وأن الشهور الستة ستنقضي خلال فترة الصيف وانقطاع الكهرباء، ما يطرح اسئلة عديدة بشأن تماسك الائتلاف الحكومي الذي كان للصدر دور واضح في حسمه وضمان ولاية جديدة لرئيس الوزراء. وتقول كولي "من الطبيعي ان نتخلى عن مجمل مشاركتنا السياسية لو انقضت المهلة ولم تقدم الخدمات لابناء شعبنا، وسوف نتبنى خيار التظاهر مع الشعب".