TODAY - 09 March, 2011
كشفت عن منح 280 اجازة استثمار تتضمن انشاء اكبر مشروع على ضفاف الحبانية
الانبار: خلافات 2010 حرمتنا الكثير ومشاريعنا بحجم استثمارات الاردن
واجهات بعض المشاريع الاستثمارية في الرمادي وفي الاطار صورة رئيس هيئة الاستثمار في الانبار
الرمادي – العالم
قالت محافظة الانبار ان المشاريع التي اعلنتها مؤخرا توازي في حجمها ما يوجد من استثمارات في بلد مثل الاردن، مشيرة الى انها منحت 280 اجازة استثمار لشركات محلية واجنبية في كافة القطاعات.
وفيما كشفت عن وضع حجر الاساس لاكبر مشروع اسكاني في العراق على ضفاف بحيرة الحبانية (مدينة الرمادي الجديدة، الفلوجة الجديدة)، قالت ان المشاريع التي تنوي تنفيذها من شأنها القضاء على البطالة في المحافظة والمحافظات المجاورة.
وبعد اعوام من العنف والاعمال المسحلة التي شهدتها الانبار، تسعى المحافظة وهي الاكبر من حيث الحدود الادارية في العراق، الى اعادة الحياة الى الاقضية والنواحي التابعة لها من خلال حملات للتعريف بالامكانيات والفرص الاستثمارية في قطاعات الاسكان والتعليم والسياحة والصناعة والزراعة.
استثمارنا يوازي الاردن
وتحدث رئيس هيئة استثمار الانبار لـ «العالم» عن الصعوبات التي واجهتها الهيئة في بداية عملها، ويشير الى ابرزها بالقول ان «هناك تحديات كانت تتعلق ومازالت بقانون الاستثمار الذي يحتاج للتوضيح، فخبرة المواطن المستثمر قليلة في هذا المجال الا انه في عام 2009 بدء العمل يسير بشكل جيد».
ويضيف فرحان «وضعنا خطة وفق اولويات للترويج عن الاستثمار في المحافظة اعتمدت على ماهو مهم وقد اخذنا على عاتقنا كهيئة استثمار، ولتعويض ما حصل في الانبار من خراب ودمار، مسؤولية تهيئة ما يمكن عرضه من فرص استثمارية في مجال الخدمات العامة والسكنية والزراعية، وحاولنا ان نخلق فرصا مشابهة للطراز المطروح في دول الجوار».
ويمضي بالقول ان «حجم المشاريع الحالية التي بدأنا فيها هي موازية لحجم الاستثمار في الاردن، ونتوقع خلال السنوات الخمس المقبلة ان تتقدم فرص الاستثمار وان يكون اقبال المستثمرين الاجانب على المحافظة كبير لوجود موارد وفرص استشمار طبيعية اضافة لايدي عاملة وخبرات كبيرة في هذا المجال».
ويكشف رئيس هيئة استثمار الانبار الدكتور عامر فرحان عن منح «280 اجازة استثمارية في جميع القطاعات»، مشيرا الى ان «نصيب القطاع الصناعي فيها كبير حيث تستقطب المشاريع الصناعية المستثمرين وصلت نسبة الاستثمار من اصل مشاريعنا الى 34 % ، فيما بلغ استثمار الزراعة 14 %».
ويضيف فرحان «ندرس مع احدى الجهات المستثمرة مشروعا مهما يعد احد اكبر واهم المشاريع الاستثمارية وهو مشروع الزجاج العائم ومشروع صناعة الالمنيوم في الرمادي وفق تقنيات متطورة وعالمية»، متوقعا انها «ستجلب الانظار للمحافظة خصوصا وهي تمتلك مقومات الاولية لمثل هذه المشاريع القليلة».
وتحدث رئيس هيئة استثمار الانبار عن «الاتفاق على انشاء 416 وحدة سكنية في الفلوجة ستوزع على المواطنين مباشرة بمساحة كبيرة جدا وسعر تنافسي، وهي جزء من عشرة مشاريع سكنية في عموم المحافظة سيتم الاتفاق عليها لاحقا مع مستثمرين جدد».
مدن على ضفاف الحبانية
وعن ابرز المشاريع التي انجزتها الهيئة، يقول الدكتور عامر فرحان «مدينة العاب الرمادي افتتحت في 2009 وتتسع للمئات، والاقبال عليها كان بمثابة المفاجئة لنا من حيث الاعداد، وكونها اصبحت متنفسا لاهالي الرمادي».
ويضيف «انجزنا ايضا عدة مشاريع سكنية بينها ثلاثة آلاف وحدة سكنية للمواطنين، كما تم الانتهاء من مشروع صناعة الانابيب البلاستيكية في مدينة هيت واصبح من المشاريع الاستثمارية الناجحة على مستوى البلد وليس الانبار وهو ينتج انابيب بلاستيكية بمواصفات عالمية، ويتوقع ان تتطور سعته الانتاجية لشدة الطلب عليه، كما ان العمارات السكنية في منطقة 7 كم سلمت وانتهى العمل فيها حيث انشئت بطريقة الاستثمار ووفق المواصفات الدولية».
ولفت فرحان الى «وضع حجر الاساس لمدينة الرمادي الجديدة وهي مدينة عصرية حديثة على ضفاف بحرية الحبانية، تضم مستشفى ودوائر حكومية كاملة وآلاف الوحدات السكنية المختلفة والمولات، اضافة لمرافق متعددة اخرى».
ويؤكد ان «كل هذا يجري بطريقة الاستثمار، حيث سيقدم المشروع اكبر مدينة عصرية في العراق وسيتم انشاء مدينة في الجهة المقابلة لها على ضفاف البحيرة من جهة مدينة الفلوجة تسمى مدينة الفلوجة الجديدة».
ويبدو فرحان متحمسا لأن ذلك سيوفر فرص عمل ليس لاهالي الانبار وانما لابناء المحافظات الاخرى خصوص بغداد وكربلا وبابل.
وفيما يتعلق بالمشاريع السياحية تحدث فرحان عن مشروع مجمع النواعير السياحي، مؤكدا بان «العمل مستمر على قدم وساق فيه وكلفة المشروع تبلغ 10 مليار دينار عراقي، وهو مجمع سياحي يضم مطعما وفق المواصفات العالمية من طابقين يسع لاكثر من 800 شخص، ويحوي قاعة اجتماعات خاصة لخدمة رجال الاعمال، كما يضم المجمع شاليهات مصنفة الى a وb انشئت وفق المواصفات العالمية وسيتم الانتهاء من هذا المشروع قبل نهاية العام الجاري».
السياسة حرمتنا الكثير
ويعرب رئيس هيئة استثمار الانبار عن خيبته من الخلافات السياسية التي حالت دون اعلان 2010 عاما للاستثمار، ويوضح ان «الخلافات السياسية الى جانب تأخر تشكيل الحكومة سبب تلكؤا كبيرا في الاتفاق على مشاريع استثمارية مهمة في عموم العراق، واعتقد ان مشاريع الانبار تعزز استقرار البلد لان الاستثمار يعزز التكامل الاقتصادي بين موارد محافظات البلاد».
ويضيف ان «الاهتمام بالمشاريع الاستثمارية سيعزز الوحدة الوطنية، لان الاقتصاد من اهم ركائز الاستقرارالسياسي والوحدة الوطنية وتوجد تجارب كثيرة في المنطقة والعالم كدولة الامارات العربية المتحدة على سبيل المثال».
وحول الخطوات التي اقدمت عليها محافظة الانبار لتفعيل الجانب الاستثماري، يؤكد عامر فرحان «نحن كهيئة استثمار قمنا بفتح دورات وعقدنا مؤتمرات وندوات لبيان اهمية الاستثمار في المحافظة والبلد».
ويتابع حديثه بالقول «استطعنا ان نبين للناس مفهوم الاستثمار لان الناس تجهل ذلك بسبب الفترة المظلمة التي عاشها العراق، والانقطاع عن العالم طيلة عقود طويلة، كما قمنا بارسال موظفين ومدراء دوائر في المحافظة الى دورات عالمية خارج القطر لمعرفة كيفية التعامل مع المستثمرين الاجانب والشركات الدولية التي بدأت تتجه الينا اكثر فأكثر».