لبرامكة أو كما يسمون بالفارسية (برمكيان) هم عائلة ترجع اصولها إلى برمك المجوسي من مدينة بلخ ، وقد كان للبرامكة منزلة عاليه واستحوذوا على الكثير من المناصب في الدولة العباسية وكان لهم حضور كبير في بلاط الخليفة العباسيهارون الرشيد، الذي ارضعته زوجة يحيى بن خالد البرمكي الذي حفظ لهارون الرشيد ولاية العهد بعد ان اراد الخليفة الهادي خلع هارون الرشيد. في زمن هارون الرشيد , قوي ساعد البرامكة وهم أصلا من الفرس ويعودون الى جدهم برمك المجوسي . تولى يحيى البرمكي تربية الرشيد ,وقامت زوجة يحيى بارضاع هارون الرشيد طفلا , فأصبح أخا (بالرضاعة) لابنها الفضل بن يحيى البرمكي الذي حظي بمكانة خاصة عند الرشيد , ويقال بأنه كان الحاكم الفعلي لبعض أمور الدولة العباسية .بذل أمراء البيت العباسي جهودا كبيرة لاقناع الرشيد ببيعة الأمين ,ابنه من زبيدة وكان لهم ماأرادوا بحجة أن الأمين بن هارون الرشيد من أب وأم هاشميين . رغم أن الأمين كان صغير السن مع أن الرشيد كان يحب المأمون لذكائه و نجابته .تمكن البرمكيون من الضغط على الرشيد , فأمر ببيعة المأمون بعد الأمين , وللعلم فان أم المأمون فارسية .
تعاظم نفوذ البرامكة في عهد هارون الرشيد ,لدرجة أن بعض حاشية الخليفة بدأت تضمر لهم شرا , واحتدم الصراع بين البرمكيين وخصومهم .الى أن تمكن خصوم البرامكة بعد حشد كل طاقاتهم من اقناع الخليفة بالتخلص منهم . كان هارون الرشيد ذكيا , وكان يعرف نفوذ البرامكة في الدولة , وأدرك أن التخلص منهم ليس بالأمر السهل . لذا لجأ للمكر , وقرر فجأة في مثل هذه الأيام من سنة (803ميلادية) القبض على جميع أفراد العائلة البرمكية , وصادر أموالهم وممتلكاتهم , وشرد بعضهم , وقتل البعض , بينما دخل الكثيرون منهم الى السجون . وهكذا في غضون ساعات انتهت أسطورة البرامكة وانتهت سلطتهم داخل الدولة العباسية. وسميت معركة الرشيد ضدهم ب " نكبة البرامكة".