الحواريون :
======
حواريون: قال في اللسان:" أَصل التَّـحْوِيرِ فـي اللغة من حارَ يَحُورُ، وهو الرجوع. و التَّـحْوِيرُ: الترجيع، ؛

وتأْويل الـحواريـين فـي اللغة: الذين أُخْـلِصُوا، ونُقُّوا من كل عيب؛ وكذلك الـحُوَّارَي من الدقـيق سمي به لأَنه يُنَقَّـى من لُباب البُرِّ؛ قال: وتأْويله فـي الناس: الذي قد روجع فـي اختِـياره مرة بعد مرة؛ فوجد نَقِـيًّا من العيوب؛ فهذا تأْويله.

وقيل: أَصله من التـحوير، وهو: التبـيـيض، وإِنما سموا حواريـين لأَنهم كانوا يغسلون الثـياب أَي يُحَوِّرُونهَا، وهو التبـيـيض؛ ومنه قولهم: امرأَة حَوارِيَّةً إِذا كانت بـيضاء. وقـيل لأَصحاب عيسى، علـيه السلام: الـحواريون؛ للبـياض، لأَنهم كانوا قَصَّارِين، وكانوا أَنصاره دون الناس؛ فقـيل لناصر نبـيه حَوارِيٌّ إِذا بالغ فـي نُصْرَته تشبـيهاً بأُولئك، وروى شمر أَنه قال: الـحَوارِيُّ: الناصح، وأَصله الشيء الـخالص، وكل شيء خَـلَصَ لَوْنُه؛ فهو حَوَارِ

قال النووي:" الحواريون المذكورون اختلف فيهم!
فقال الأزهري وغيره: هم خُلْصَان الأنبياء، وأصفياؤهم، والخلصان الذين نقوا من كل عيب.وقال غيرهم: أنصارهم .وقيل المجاهدون.وقيل الذين يصلحون للخلافة بعدهم. والأولى حمله على العموم، وما بعده يفسره: " يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره"

هم أتباع عيسى -عليه السلام- الذين آمنوا به وصدقوه واتبعوا ما جاءهم به من الوحي والشرع، وخالفوا اليهود الذين كذبوه وقذفوا أمه -لعنهم الله- وخالفوا النصارى الذين غلوا، وادعوا أنه هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، فالحواريون استجابوا له كما قال تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ .

قال ابن كثير رحمه الله عن هذه الآية: (الحواريون قيل: كانوا قصارين، وقيل: سموا بذلك لبياض ثيابهم وقيل: صيادين، والصحيح أن الحواري: الناصر، كما في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما ندب الناس يوم الأحزاب فانتدب الزبير ثم ندبهم، فانتدب الزبير رضي الله عنه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لكل نبي حواري وحواري الزبير أي

فالحواريون هم الأنصار والأعوان وأهل الاتباع والتصديق، وقال تعالى: كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وأصل الحور هو شدة بياض العين في شدة سوادها، ومنه سمي نساء الجنة بالحور العين،

والله أعلم .

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين