من أوجه الشبه بين النبي يحيى والإمام الحسين عليهما السلام ::

1 ـ أنّ يحيى والحسين ولدا لستة أشهر.

2 ـ أنّ يحيى سمّاه الله تعالى ولم يجعل له من قبل سمّياً وكذلك الحسين (عليه السلام).

3 ـ أنّ السماء لم تبكِ إلاّ عليهما.

4 ـ أنّ قاتل يحيى ولد زنا، وكذلك قاتل الحسين ولد زنا.

وأمّا أوجه الشبه التي تتعلق بالرأس فمنها ما ذكره الحسين (عليه السلام) نفسه،
فعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (خرجنا مع الحسين (عليه السلام) فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلاّ وذكر يحيى بن زكريا (عليه السلام)
وقال يوماً: ((من هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل)).

فكما أهدي رأس يحيى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، كذلك أهدي رأس الحسين (عليه السلام) إلى اللعين يزيد.

ومن ذلك أيضاً أنّ رأس يحيى ذُبح ووضع بطست من ذهب،
وأمّا الحسين فقد ذُبح من القفا وحُمل رأسه على الرمح وطيف به في البلدان، ووُضع أيضاً على طبق من ذهب بين يدي يزيد.

ومن أوجه الشبه أنّ دم يحيى بقي يفور والناس يطرحون عليه التراب فيعلو الدم حتى صار تلاًّ عظيماً ولم يسكن حتى جاء (بخت نصر) وقتل سبعين ألفاً من اليهود، ولكنّ الحسين ظلّ دمه فائراً ثائراً وسيبقى حتى يظهر من يأخذ له بثأره وهو مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وقد أخبر الحسين ابنه عليّاً بذلك حين
قال: (يا ولدي يا علي والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفا).
وأخيراً شاء الله تعالى أن يكون موضع رأس الحسين (عليه السلام) في الشام إلى جانب يحيى (عليه السلام)، حتى يكونا معاً رمزاً خالداً يُقصدا ويزارا معاً دائماً، وأين؟ في منتصف دمشق التي كانت عاصمة الأمويين ليتجلّى انتصار الحسين بأروع صُوَره.