سؤال يطرح في الكثير من المناسبات ويستأثر بنقاش طويل ، وتتعدد الأجابات و(تتشعب) و( تتعرج ) دون تحديد واضح ودقيق لمواصفات الخاطـــــــــــــرة في ظــل ما يحدث وما يدور في داخل نفسيات الكتّاب .
ثم أن هناك سؤال (آخـــــر) هل الخاطـــــرة وثيقة تحمل بين طياتها أنفاس الحـــــزن والكآبة وتؤكــــك قانونية الهـــم والحــــزن في نفوس الكتّاب؟.
ثم (ينشق) من ذلك ســـــؤال (ثالث) أم أن الخاطـــــرة أعمق من مجــــرد الحزن والهم في الشكل وتختزنة في المكنون أو ما نسميه بالمضمون أو المحتوى الفكـــــري؟.
إذاً:-
الــخـــاطـــــــرة: هي ( صدق الأنتماء النفسي لمكنون الذات البشرية من العديد من الأعتبارات الوجدانية والتاريخية والمصيرية في آن واحد وتأتي عادة دفعة واحدة تتحكم في دقتها وقوتها الخبرة الأدبية والتجربة الفنية والبلاغية في تصوير ما يدور في داخل الذات من أنطباعات مختلفة ).
عــنــدمــا نسلم بمبدأ هذا التعريف ... فأن أكثر التعابير وضوحاً ( لاتســـــقط ).
لــكــن
(كيف تُـكـتـب الـخـاطـرة؟ ) في نسق أدبي صحيح هذا السؤال ... هو موضع الحوار
هناك العديد من الرموز التى تعطي النص ( الخاطرة ) المتانة والقوة ..منه على سبيل المثال لا على سبيل ( الحصــــر) ما يلي :-
1- الفــراشــة / هي رمز الحلم أينما وجدت ... مثال ذلك فراشات تحترق أي احلام تحترق .
2- الكلب / رمز للوفاء / مثال ذلك قول الشاعر (.....) كالكلب في حفاظة للود . بكسر الدال الاخيرة .
3-الــحمــامـة / بعتبارها رمز السلام / الا أنها تأتي رمزاً للمرأة الجميلة ...مثال ذلك قول الشاعر (....) بشكل نبطي ( وأنا شاقني بالحيل منظر حمام شهار *** صلاة العصر يوم أنحدر بسفل الوادي ) هنا استخدم الشاعر الحمام في الجمع للدلالة علة مجموعة من الفتيات .
4- الزهـــــــور / تختلف الزهور في الأسقاط الوظيفي داخل الخاطــــرة بأختلاف الألوان التى تتسم بها ...هناك:-
الأحمر دليل للحب ..
الأصفر دليل على الغيرة ..
الأبيض دليل للشفاء من المحن والأمراض ..
البنفسجي .. دليل الحزن الشديد ..
الأســـــقاط الفني :-
هو أنزال مجموعة الرموز داخل النص لتعطــــي الدلالة على أشياء من الواقع من الصعب على ( القارئ ) العادي تفسيرها أن لم يكن يعرف دلالة الرمز من الأســـاااااس ... ولكي نفهم النص ( يجب ) أن نعرف الرمز والدلالة ومن ثم ( حذف ) الرمز وأسقاط الدالة بمكانة ، وهنا سوف يكون المعنى غاية في ( الوضوح التام ).
التنقـــــــــــيط :-
هناك من يستخدم النقطتين التابعتين للنهاية الجملة وهناك من يستخد ثلاث نقاط أيضاً في نهاية الجملة _ وفي كلتا الحالتين هي تجاوز المعنى القريب الى المعنى البعيد لكــــــــــلام محذوف وجوده يعيق الوزن ويخلخل الموسيقي للجملة والعكس .
الفواصل تنعدم الفواصل في الخاطر لكونها تفصل المعاني عن بعضها وهذه من سمات ( المقال ) فقط .
النقطة الوحدة أيضاً تنعدم لانها تلغي الفكرة السابقة ويأتي بعدها فكرة جديدة مغايرة .وهي من سمات المقال .
أنتــــــــــــــقاء الكلـــــــــــــــمات :-
في السبق تحدثنا أن الخاطرة تكون قوية إذا أتسم صاحبها بقوة أدبية ( بارعة ) تعكس قوة القراءة وتخزين المفردات الكلامية ...
لذا الحرص على ( أنتقاء ) الكلمات القوية ذات الدلالة التصويرية شئ مهم ومطلوب لكي تكون الخاطرة ( أكثر ) تعبيراً وليس أكثر جمالاً ، لأن ( الجمال ) يأتي بطبيعة الحال بعـــد قوة التعبير والتصوير وليس قبل ذلك .
الخلــــــــــــــــط الفكـــــــــري :-
هناك بين من يخلط بين أنوع كثيرة من الأدب مثل الرسائل ، والمقال ، والخاطرة ، والقصيدة ( من فئة التفعيلة ) ،و بين القصة ، والرواية .
والخلط في العادة يأخذ مسمى فصيلة غير الفصيلة المطروحة قد لايستطيع أيضاً ( القارئ العادي ) أن يفسر الأختلاف الأدبي مالم يكن ملمّـاً بكل تفاصيل الأنواع المختلفة وقد نجد من يكتب بعض القصص القصيرة على أنها ( خاطـــــــرة ) والعكس بالمثل في بقية الفصائل الأدبية الأخرى . ففي القصة والمقال والرسائل تنعدم الرمزيات بينما هي من سمات الخواطر بينما يكثر التوجيه في المقال وينعدم في القصة والمقال ونجد أن هناك رسالة داخل المقال يجب أن تصل الى القارئ بينما نجد مجموعة من ( الأهداف ) في القصة يجب أن تصل الى القارئ ... أما ( الرسائل الأدبية ) فتأخذ طابع الدعوة والأرشاد والموعظة والنصايحة الى شخص أو مجموعة من الاشخاص ( أربَ شئ الى هذا النوع هي الخطابة ) كموضوع ألا أنها تختلف لكونها في العادة تحتاج الى منبر وشكل جماهيري لتوصيلها الى الجمهور .
الشكـــــــــــل التعبيري ( التصــــــــوير ) :-
تلبس الخواطـــــــر في الغالب ( ثوب الحــــــــــــــزن ) وهذا ما يجعل القارئ يتفاعل معها بشكل عاطفي .خاصة اذا كانت ذات كلمات قوية ومعبرة وحزينة .
أنواع الخوطر من حيث الشكل :-
هناك ثلاث أنواع من الخوطر من حيث الشكل:-
1- القصيرة .
2- المتوسطة .
3- الطويلة .
وتكون ( المتوسطة ) في العادة هي الأكثر جمالاً لوجود التماسك الفكري القوي وأنحصار الرموز وقـلّـتها ، وعلى عكس ( الـطـويـلـة ) التى تكون المعاني فيها كثيرة وتتعدد فيها الرموز . بالنسبة ( للـقـصـيـره) تحتوي في الغالب على رمز أو رمزين وتكون كلماتها بسيطة وسهلة الفهم .
متى تكــــــــــــون الخوطــــــــــر ترف فكــــــــــري :-
في العادة تأتي الخوطر نتيجة ( الضغط النفسي ) الشديد ، لكن هناك من يجيد كتابتها دون ذلك هنا تصبح الخاطـــــر نوعاً من الترف الفكري تتسم بالطول وتعدد المعاني وتشعب الافكار فتصبح أقرب الى المقال منها الى الخاطــــــرة ، ومعرفة فن كتابة الخواطر يدفعنا إلى تقديم الخاطره بشكل ( أفضل ) وبطريقه مدروسه تجتمع فيها الخلجات العفويه ، والتنميق المدروس فكما للـشعر ( أوزان وقوافي وبحور ) ، فالخاطره لا تعني الكلمات ( متحرره ) وظاهرة خبط عشواء ، فهناك الرمز وهناك الفنون البديعيه ، من كنايات وأستعارات والتي إن تواجدت يجب التنسيق فيما بينها والعمل على إيجاد روابط فيما بين الجمل والأفكـــــار ، والتنقل بين الأفكار يحتاج لوجود صله فلا يعبر عن فكره ثم ينتقل في الجمله او العبارة الأخرى إلى شط مغاير تماماً لما بدأه وبدون إيجاد أدنى صله فيما بينها.