أدوية الأمراض المزمنة في رمضان
استخدام الأدوية في شهر رمضان الكريم ينبغي له الالتزام بعدة نصائح والأخذ بالاحتياطات اللازمة، خاصة أدوية الأمراض المزمنة والمضادات الحيوية، حتى يتم الحصول على الفائدة المرجوة من العلاج بدون التأثير على صحة الشخص أو التأثير على الصيام.
المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، عليهم دائماً مراعاة بعض النصائح الهامة خلال شهر رمضان الكريم وأهمها أن يقوم بالتعاون مع طبيبه المعالج وبإشرافه بتنسيق جدولٍ لمواعيد تناول الدواء بحيث يمكن من خلاله تقليص عدد مرات تناول الجرعات أو المباعدة بين مواعيدها للتتناسب مع وقت وجبتي الفطور والسحور - أي ما بعد الإفطار وقبل الإمساك عن الطعام، كما أن على المريض التأكد من عدم وجود تعارض ما بين الدواء والطعام، فبعض الأدوية يزداد امتصاصها مع الطعام، مثل: (فيراباميل Verapamil SR) والبعض الآخر يقلل الطعام من امتصاصها، مثل: (كابتوبريل Captopril)، وهذا بطبيعة الحال بالتشاور مع طبيبه، كما أنه ونظراً لتغيُّر النمط اليومي خلال شهر رمضان، فيفضل قياس ضغط الدم من فترة إلى أخرى خلال أيام الشهر الفضيل، وذلك للتأكد من عدم اختلال قراءات ضغط الدم وتعديل الأدوية عند الحاجة، أما بالنسبة للأدوية التي تعتبر من مدرات البول، فيجب أخذ الجرعة الأولى (أو الأكبر) مع الإفطار مباشرة والأخرى في منتصف الليل أو قبل السحور بفترة، وذلك تلافياً لإدرار البول بكثرة خلال فترة الصيام والتعرض للجفاف.
أما بالنسبة لمرض الربو فإن كثيرا من سكان المملكة يعانون منه كمرض مزمن وذلك لطبيعة بيئتنا الصحراوية والغبار، وعليه ننصح باتخاذ بعض الاحتياطات الهامة لمرضى الربو من أهمها تجنب التعرض للروائح القوية خاصة دخان التبغ ودخان البخور، والتخلص من وبر الحيوانات والغبار في المنزل، مع الحرص على تناول الطعام الصحي سهل الهضم وذلك بالتشاور مع أخصائي تغذية أو الطبيب المعالج، كذلك شرب كميات كافية من السوائل لتعويض الجسم ما فقده منها خلال وقت الصيام، والعناية بتناول أدوية الربو الخاصة بالمريض على النحو الذي يحدده الطبيب.
وفيما يتعلق بمرضى السرطان، فيجب استشارة الطبيب المعالج قبل اتخاذ أي قرار يخص الصيام، حيث ان قدرة المريض على الصيام تحددها عدة عوامل، منها:
نوع المرض ومدى تقدمه، الخطة العلاجية (بما فيها الأدوية وأعراضها الجانبية) والآثار المترتبة على الصيام وانعكاسه على استقرار الحالة، لذلك من الطبيعي أن القدرة على الصيام تختلف من مريض إلى آخر.
يمكن لمريض السرطان تأخير الجرعة إلى المساء بعد استشارة الطبيب إذا كان الدواء الذي يتم تناوله هو لمرة واحدة في اليوم وبشرط أن لا يؤثر ذلك على فعالية العلاج أو مدى تحمله، أما الدواء الذي يتم تناوله مرتين في اليوم، فهناك أدوية لعلاج السرطان تؤخذ كل 12 ساعة، ونظرًا لقصر وقت الليل وحيث ان بعض الأدوية يجب أن تؤخذ مع أو بعد وجبة، فقد يتعذر على المريض الصيام لأنه قد يتعارض مع مواعيد العلاج لذلك استشر طبيبك المعالج.
أما فيما يتعلق بمرض الصرع فإن الطبيب يحدد لمريض الصرع إمكانية الصيام من عدمها، وذلك بموازنة الأضرار التي قد يصاب بها نتيجة لعدم تناوله أدويته خلال فترة الصيام - كحدوث نوبات تشنج وإغماء متكررة - مع قدرتهم على اتمام الصيام دون وقوعها، حيث ان الصيام بحد ذاته لا يعد مضرًا، ومريض الصرع بشكل عام يعتمد في علاجه على تناول نوع واحد أو أكثر من الأدوية المضادة للصرع، تؤخذ على شكل جرعتين أو أكثر بحسب إرشادات الطبيب، وذلك اعتمادًا على عمره، ووزنه، ونوع التشنجات وشدتها، ومستوى الدواء في الدم، ونوع وجرعة أدوية الصرع الأخرى التي يتناولها، بعد تحديد مقدار الجرعة اليومية الكلية، يتم تقسيمها على جرعات صغيرة يتناولها المريض خلال اليوم، عدد هذه الجرعات المجزأة خلال اليوم يختلف من دواء لآخر، من شكل دوائي لآخر (حبوب ، شراب، كبسولات) ومن مصاب لآخر، وفي شهر رمضان فقد يلجأ الطبيب إلى تقسيم الجرعة اليومية الكلية المعتادة إلى جرعتين بدلاً من ثلاث جرعات لتؤخذ ما بين الإفطار والسحور، وفي حالات معينة يستلزم أخذ نفس عدد الجرعات التي كانت تؤخذ قبل رمضان، ولكن يتم تقسيمها على فترات متساوية ما بين الإفطار والسحور، ويعتبر هذا النظام الدوائي هو الأفضل لتفادي حدوث زيادة في عدد النوبات خلال شهر رمضان .
هنالك بعض الاحتياطات الهامة التي يتوجب على المصاب أو المصابة بالصرع الأخذ بها خلال شهر رمضان:
1- مراجعة طبيب الأعصاب ومناقشته حول أفضل نظام دوائي لاتباعه أثناء شهر رمضان.
2- المحافظة على مواعيد تناول الدواء وعدم تأخير الجرعة عن موعدها، لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نوبات تشنجية ارتدادية بسبب النقص الحاد لمستوى الدواء في الدم.
3- في حالة استمرار التشنجات أو تكرارها، لابد من مراجعة الطبيب فورًا.
4- لا يجب أن يغير المريض من تلقاء نفسه أي شيء يتعلق بدوائه إلا بعد مراجعة طبيب الأعصاب.
ومن النصائح العامة لمرضى الصرع دائما ما ينصح بالابتعاد عن الإرهاق الجسدي أو الفكري الذي قد يزيد من احتمال حدوث النوبات، وتنظيم مواعيد النوم وأخذ قسط كاف من النوم والراحة، المحافظة على روتين يومي دقيق، حيث ان التغيير المفاجئ في الأنشطة قد يؤدي إلى خلل في تنظيم وظائف المخ أو مستوى الدواء في الدم، وبالتالي تحدث النوبات أو تزداد شدتها، والحفاظ على نظام غذائي متوازن، ودائما ما ينصح مريض الصرع بحمل مفكرته الخاصة لتسجيل عدد النوبات، ومقدار شدتها وطول مدتها حتى تساعد الطبيب ليحصل على كل ما يحتاجه من معلومات لمتابعة حالته.
تعليمات عامة باستعمال الأدوية في رمضان:
- لا تتوقف عن تناول دوائك من تلقاء نفسك.
- لا تغير مواعيد جرعات الأدوية إلا بعد استشارة الطبيب المعالج أو المختص.
- تناول دواءك مع الطعام إذا أخبرك الطبيب أو الصيدلي بذلك.
- وللسيدات يجب إخطار طبيبك، إذا كنت حاملاً أو تخططين للحمل أو إذا كنت ترضعين رضاعة طبيعية.
- تذكر دائماً أن تخزن الأدوية حسب توجيهات الطبيب أو الصيدلي.
- راجع المستشفى على الفور إذا ظهرت أعراض الحساسية من العلاج، الحكة، أو السعال الشديد، أو تحول لون البشرة إلى اللون الأزرق، أو نوبات الصرع، أو تورم الوجه، أو أي طفح جلدي.