الكاتب الشاب / محمود عبد الغني النقيب
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ







وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ

آية رائعة تدور حولها خبايا أنفسنا وقدراتنا اللامحدودة وهدية الله سبحانه وتعالى لنا وتكريمه لبنى آدم ، فقد قال الله تعالي في كتابه العزيز (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) .
ففي هذه الآية إجابة لكل يائس ومكئتب لم يتذكر قوته لتركيزه على اليأس.
وأعتقد أنها لن تكون صفقة خاسرة أن تبحر معى فى هذا المقال بل ستربح الكثير ...




لماذا خلقنا الله ؟
سؤال ربما يأتى فى ذهنك (لماذا خلقنا الله ؟) .
لقد خلقنا الله فى هذه الدنيا لعبادته ، قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ .إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } . وقد يخطر ببالك أن الله يحتاج إليك لعبادته ، ولكن الله قال بعد "ليعبدون" " ماأريد منهم من رزق "، فلاتتوهم أن الله خلقك لحاجته أن تعبده ، لقد خلقك الله لتتعرف عليه ليعبدون تعنى لتعرفون ، فاحمد لله على أنه خلقك ،وقال أحد الحكماء ( خلقنا لنربح عليه لا ليربح علينا ) .
أنت جئت هذه الدنيا لتعرف من هو الله وتتعرف على أسرار كونه وتعمل لدنياك وأخراك .

أنت لاترى جيداً وأنت مغطى بالتراب؟؟!


إذا استمريت على ترديد أفكار سلبية لن تستطيع ان ترى إمكانيتك ،ستغفل عنها لذلك قال الله تعالي { أَفَلا تُبْصِرُونَ} ، لأن العقل البشرى لايستطيع أن يركز إلا على شىء واحد ويجذب بعدها أفكار تشبه تلك الفكرة وأشخاص وأحداث تخليداً لفكرته وذلك تحقيقاً لقانون الجذب.
قصة رائعة ..






كان الصينيون يريدون أن يبنون تمثالاً ضخماً وزنه 20 طن من الذهب ولكن كان هناك نوعاً من الهنود يذهبون الى أى بلد ويقتلون من فيها .
وعندما علم بذلك رهبان المدينة الصينيون ، قرروا أن يغطوا هذا التمثال بالطين لتكون حضارة لمن بعدهم ،
فقتل الهنود أهل هذا المكان ووجدوا التمثال مغطى بالطين فتركوه ، ظل هذا التمثال في المدينة ما يقرب من 150 سنة ، و في يوم شديد المطر أراد أحد الكهنة أن ينزله حتى لايُكسر فشرخ التمثال فذهب الكاهن ومعه بطارية ووجهها على الشرخ فوجد انعكاس فقال الطين لاينعكس ، فكسر التمثال حتى وصل الى التمثال الذهب . التمثال الذهب موجود منذ زمن ولكن الطين غطاه أنساه نفسه أقنعه أنه طين مع إنه فى الأصل ذهب ذو لون جميل .
لاتجعل أحد يغيطك بالطين دون ارادتك ..
تعلم من هذه القصة أنك تمتلك روعة داخلية وإمكانيات ولكنها تُهدر بسبب تغطيتنا لها بالتراب (أنا فاشل .. أنا كسلان ..أنا لاأنجح ) .
الآن إبدأ بتكسير الطين لترى التمثال الذهب وتشعر به وتستغل طاقتك وحذارى أن تكتشف ذلك بعد ان يدفن معك كنزك وتمثالك الذهب ويأخذ الله منك أمانته أو تعجز فاغتنم الآن وأنت فى صحتك .


تهدر طاقتك ولاتعرف قيمتها ؟؟!
في عام 1948 كان علماء الجولوجيا يبحثون على الماس فى جنوب افريقيا وكان من بينهم عالم اسمه "يوكى" نزل مع العلماء إلى جنوب افريقيا ، وكان يعمل هذا العالم كل يوم من الصباح حتي المساء .. وفي يوم من الأيام وفي أثناء عمله إكتئب هذا العالم وقرر أن يذهب إلي بيته مبكراً ، وفي طريقه إلي المنزل وجد طفل صغير معه حجر، فقال له :أعطني إياه وسأعطيك المال ، قال له الطفل: لا.. لاأعرف ماذا يعنى المال ، أريد فقط شكولاتة ، فأعطاه الرجل ما طلب وأخذ منه الحجر .
حلل " يوكى "الحجر مايزيد عن 14 مرة ، فاكتشف أنها أكبر ماسة موجودة ، ماسة خام عندما تصنع تباع بملايين الدولارات .

الولد كان فى يده كنز ولا يعرف قيمته ، ولو كان يعرف لربما عاش هو وأهل بيته وبلده بالكامل حياة أفضل لأنه لم يعرف قيمة جوهرته باعها رخيصة!!!.
أنت أيضاً تبيع طاقتك رخيصة ، تبيعها فى النقد للأفكار السلبيه للشكوى واللوم وتهدر طاقتك اللا محدودة ...تعالى معى لنعرف ماهى امكانيتك ؟؟؟ ..





إن عقلك الذى يزن 2 كليو به 150 مليار خليه عقلية ، إذا أردت أن تعدهم ستسخسر عمرك فى عدهم ^_^ ،، عقلك اللاواعى يستوعب 2 مليون معلومة فى الثانيه ،، عقلك الواعى يستقبل 7 معلومات فى الثانيه ،،عيناك تغلق وتفتح 18 ألف مرة فى اليوم ، عيناك أيضاً تميز 10 مليون لون فى الثانيه الواحده ،، قلبك يدق 10000 مرة فى اليوم بدون أن تفكر،، عمودك الفقرى يتغير كل ست شهور،، الحمض الموجود في المعدة قوي بما فيه الكفاية ليحلل شفرات الحلاقة ،، غير ذلك حاسة الشم والتذوق واللمس كل ذلك أنت لا أحد غيرك ..
الله يحبك خلقك بيده ، سخرلك السموات والأرض.
سبحان الخلاق العظيم .. انظر الى نفسك من روعة ولكن كن مبصر ولاتغطى امكانيتك بالطين مثلما فعل الصينيون !!




أنت من تقرر إما ان تعيش سعيداً أو تعيش تعيساً



أنت من بيدك أن تقرر إما أن تعيش سعيداً أو تعيساً بالفكرة التى تأتى منك أيها المفكر ، فالسعيد يرى كل شىء جميل حتى تحديات الحياة .
السعادة هى شعور لاتنتهى ، قال دكتور إبراهيم الفقى رحمه الله (لايوجد طريق للسعادة لأنها هى الطريق والسعادة هى حب الله عزوجل ).
السعادة شىء بداخلك (وفى أنفسكم أفلا تبصرون )،ابحث عنها فى التسامح والعطاء . قال دكتور مصطفى محمود رحمه الله (إن عقلكم الباطن هو مفتاحكم السحري للسعادة و راحة البال) فى نفسك كل الخير، فيك كل الإمكانيات لايهمك كلام الناس ، بل انتقم منهم بنجاحك واعفو عنهم بتسامحك .




قبل أن تنام سامح كل الناس ليس لأجل شخص بل لأن الله قال {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين }.
عندما تكون على وشك أن تنفجر من الغيظ تذكر ثواب ( والكاظيمن الغيط ) ستكظم غيظك ، تذكر ثواب (والعافين عن الناس ) سترى ان طاقتك ترتاح ، تذكر ( والله يحب المحسنين ) سيعمل مخك على ترجمتها أنها مكافأة لك وأن الله يحبك وحينها يعمل (مركز المكافأة فى المخ) وسينتهى أى غيظ .
ولكن افعل تلك التجربة بتأمل .


فإذا عزمت فتوكل الله
إذا قررت تحقيق أهدافك فتوكل على الله لأن الله يحب من يتوكل عليه ،لاتخف من الفشل فالخوف من الفشل عدم ثقة فى الله ، كن واثق ..أنت تعتمد على ملك الكون صاحب القوانين ، بيده أن يقلب هذه القوانين رأساً علي عقب ،وإذا واجهتك مصاعب فإعتصم بالله أكثر {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} .
يقول بعض السلف أن الله دائما مع الضعيف مثل المريض العاجز والصابر على البلاء ، فهو معك أينما كنت ، لا تخف فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ، إن فشلت فى البداية لاتخف من تلك العثرات قل "يا رب يا رب"، وعندما تحقق هدفك لاتنساه واشكره لأنه وعدك بالمزيد ( ولئن شكرتم لأزيدنكم).




عند إتزان المعادلة ستعرف لماذا ؟؟؟؟!
يوم القيامة ستعرف لماذا ابتلاك الله ؟ وقتها ستتذكر أنك فعلت ذنب وأراد الله ان يكفره عنك ، ولماذا أخد منك ابوك وأنت فى صغير عمرك؟.
حينئذ ستتزن المعادلة كل شىء موجود معك الأهل والأحبة ، وسيقولون الناس ليتنا ابتلينا مثلك لكى نكون فى مكانة أفضل فى الجنة .
إعلم أن الدنيا ليست باقيه لأحد ، قصيرة جداً ليس لها بروفة ،إنها حياة واحدة.










كن متزن روحانياً



إنك جئت هذه الدنيا للعمل والعبادة معاً كما ذكرنا سالفاً ، فعليك ألا تميل بالعمل عن العبادة والعكس صحيح ، حب لله ، لا فقط لأجل أن يوصلك للنجاح بل ليحبك ، وإذا أحبك أعطاك بسخاء لن تتوقعه ، تقرب إليه بركعتين فى جوف الليل ، لاتنساه ولاتنسى أيضاً تحقيق أهدافك وعندما يغمرك اليأس تذكر{ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ }.




تذكر إمكانيتك قال دكتور إبراهيم الفقى (أبى الروحى) رحمه الله ( قد تنظر الى الماضى تجده مخيباً وتنظر للمستقبل تجده مظلماً ولكن أنظر ما بداخلك وتوكل على الله بحب تام ستجد الماضى مشرقاً والمستقبل مضيئاً ).
عمرك لحظة لأنك لاتملك أن تستعيد الماضى ولا تملك المستقبل،أنت تملك فقط اللحظة التى تعيش فيها ، عشها بحب لله وقدر قيمة حياتك .
إذا أنت عرفت نفسك لن تستطيع إلا أن تكون سعيد .
تقبل منى أن أقول لك أنى أحبك فى الله لأنك قرأت هذا المقال لرغبتك فى تحسين نفسك ..شكرا لك صديقى ^_^