( غربة الوطن والحنين اليه)
رقص التذكـّـُر والنـّوى ناداني = حَنَّ الفؤاد لموطن ٍ آواني
الأهل فيه وصُحبتي وأحبتي = والدارُ لا أنسى مَعَ الجيران ِ
في كـُلّ يوم ٍ موطني في خاطري = والقلبُ يَخفـِقُ دائمَ التَّحْنان ِ
لا المالُ يُنسي أنـَّني متغربٌ = كُلُّ النعيم فلا أرى أنـْساني
لو عشت ُ في أدنى الخيام ِ بموطني = لـَيَفوقُ عندي أرفعَ البنيان ِ
مُتـَغَرِّب ٌبالجسم أحيا غـُرْبتي = وهناك في وطن ِ الجدود ِ جَناني
في كـُلِّ رُكْنٍ لي هنالك قصة ٌ = في مسجدي في حَلْقة ِ القرآن ِ
في نزهة ٍ حيث الورودُ أشمها = قـَطـْفُ الثمار ِ هناك في البستان ِ
في سَهْرة ٍ مَعَ أسْرتي وأقاربي =في مجلس ٍ للصَحْب والخلان ِ
في سَفـْرَةٍ مُتجولٌ في موطني = وزيارة ٌ للبحر والشُـْطآن ِ
أين الْـتـَفـَتُّ ولو لحبة ِ رملة ٍ = مهما ذكرتُ تَهَيَّجتْ أشجاني
خيرُ التأسّي بالحبيب محمد ٍ = بالحزن وَدَّعَ خـيرَة َ البلدان ِ
وكذا الصحابة كان بَوْحُ حنينهمْ = عند التغربِ مكة الرحمن ِ
عادوا إليها بعد طول ِ غيابهمْ = والفتح ُ جاءَ بساحة ِ الميدان ِ
لا بُدَّ من بَعْدِ الغياب ِ لعودةٍ = وترى التعانقَ طاب بالأحضان ِ
يا ربِّ أرجعنا كما أرجعتهمْ = واختم ْ لنا بالأمن ِ والإيمان ِ
ويقولُ بعضُ الصَّحْبِ مالـَكَ شارد ٌ = في الذهن أنْت بغالبِ الأحيان ِ
فأجبْتـُهُمْ وطني بكلِّ دقيقة ٍ = أحياهُ حتى في المنام أتاني
إني لـَمُشْتاقٌ ولكن صابرٌ = لولا التـَّصبّرُ بُعْدُهُ أذواني
يا أيها الوطن العزيز الا اصْطبرْ= لا بُدَّ أن ْ ألقاكَ أوْ تلقاني
لا شئَ في هذا الوجود بخالدٍ = إلا الاله وما له مِنْ ثان ِ
ذو الـْعـُسْر ِ لَمْ يَبْقَِ الحياة َ بـِعُسْرِهِ =وأخو الهموم ِ مفارقُ الأحزان ِ
اللهُ يَحْكُم ُلا يـُبـَدَّلُ حُكْمُه ُ = حُكْمٌ مَعَ الأيام ِ والأزمان ِ
فالنفسُ آمِلَة ٌ وإني ناظرٌ = لليوم ِ فيه أعودُ للأوطان ِ
الحبُّ للأوطان ِ فـَرْض ٌ جازمٌ = والحُبُّ هذا فـِطـْرة ُ الإنسان ِ
وا حسرتا مِمَّن له هو بائع ٌ = وا خـَيْبَة ً مِنْ ذلك الخوان ِ
الحـُرّ ُ يَأبى أنْ يبيعَ حبيبه ُ = لو كان مهما كان من أثمان ِِ
الحـُرّ لا يرضى ببيع ٍ آثم ٍ = هذا وربي أقبحُ النـُّكْران ِ
وطني الحبيب فلا ولـَسْت ُ أبيعُهُ = لا والذي من نطفة ٍ سَوّاني
ووصيتي دفني به هـِيَ مـُنـْيَتي = من أجل ذاك مُجَهـِّزٌ أكفاني
واسمعْ لدرس ٍ في الختامِ وعبرةٍ = ما أسعد َ الغـُرَباء في الإيمان ِ
كُنْ كالغريبِ رسولـُنا قد قالها = هذي الدّنا لـَيْسَتْ بـِدار أمان ِ
وَيْحَ ابنُ آدم َ أيْنَ حـَلَّ بـِغـُرْبَةٍ = لا دارَ الا جنة الرِّضْوان ِ
فهناك موطننا الأصيلُ حقيقة ً = قـَدْ عاش فيها قـَبْلـَنا الأبوان ِ