TODAY - 07 March, 2011
كتاب: نحترم قرارهم . الملا: ان غابوا لا يفتقدون
منشقوا العراقية يؤسسون كتلة بيضاء: علاوي ضيع علينا 8 نقاط وفرصة كبيرة مع المالكي
بغداد – العالم
اعلن 7 نواب انشقوا عن القائمة التي يتزعمها اياد علاوي امس الاثنين، تأسيسهم كتلة باسم "العراقية البيضاء" قائلين انهم يحتجون على سياسة ائتلافهم التي "ضيعت" فرصة مهمة مع رئيس الحكومة نوري المالكي ونحو 8 نقاط على سلم توزيع الحقائب الوزارية.
وجاء حديث هؤلاء النواب مع "العالم" بعد ان أعلن القيادي في العراقية جمال البطيخ عن انشقاقه عن حركة الوفاق الوطني بالإضافة إلى ستة من نواب العراقية بينهم حسن العلوي وتشكيل "الكتلة العراقية البيضاء".
وأضاف البطيخ أن "أعضاء الكتلة الجديدة هم قتيبة الجبوري وكاظم الشمري وأحمد عريبي وعزيز المياحي وعالية نصيف وغضنفر البطيخ وجمال البطيخ وحسن العلوي"، مشيراً الى أنه "تم اختيار قتيبة الجبوري رئيساً للكتلة داخل البرلمان وعالية نصيف المتحدثة باسمها".
وفي لقطات متلفزة ظهر نواب الكتلة العراقية البيضاء الثمانية خلال المؤتمر الصحافي وهم يرتدون وشاحاً أبيض.
وباستثناء العلوي الذي كان يجاهر بخلافاته مع زعيم القائمة اياد علاوي، فإن الآخرين وخاصة البطيخ الذي شغل منصب وزير دولة، وعالية نصيف، معروفان بدفاعهما المستمر عن سياسة القائمة. لكن حلفاءهما يقولون ان الامر يتصل بخلافات معقدة وقديمة تمتد الى شهور.
وفي حديث لـ"العالم" قال قتيبة الجبوري عضو مجلس النواب الذي ترأس كتلة "العراقية البيضاء"، ان تشكيل القائمة الجديدة "لم يبن على خلفية خلاف شخصي مع الدكتور علاوي ولكن اعتراضنا كان على مسار خاطئ حاولنا مرارا وتكرارا تصحيحه لكن قوبلنا بصمت من الدكتور علاوي رغم التحذيرات المستمرة له".
ويضيف انه والآخرين كانوا يحذرونه بشأن وجود "خلل في الوفد التفاوضي الذي كان يمثل القائمة العراقية، وكان هو يقول لنا انه على علم بالاخطاء التي حصلت، ولكنه بالمقابل لم يحاول تصحيحها".
ويتابع الجبوري "حاولنا جاهدين منذ البداية الاتفاق مع دولة القانون التي يتزعمها المالكي على اعتبار اننا نمثل اكبر كتلتين فائزتين، لتشكيل تحالف كبير، وهذا كان مطلب الجماهير، وبالفعل حصلنا على عرض من الاخ المالكي بتولي علاوي رئاسة الجمهورية وان نحصل على 40% من المناصب الوزارية بينها وزارتين سياديتين وواحدة امنية لكن لم تحصل موافقة قادة العراقية على هذا العرض".
ويقول الجبوري ان قائمته "تأخرت" وضيعت الفرصة حتى تم الاتفاق على تشكيل التحالف الوطني (الشيعي) وبعدها الاتفاق مع الاخوة الكرد "ما ادى الى ضياع حق العراقية التي حصلت على نسبة قليلة من استحقاقها، واخذ قادة العراقية التهافت على مناصب فخرية لا يستطيعون من خلالها تقديم اي خدمة للشعب".
وزاد ان "جميع اعضاء الوفد التفاوضي تحولوا الى وزارء، وكذلك استمر سكوت الدكتور علاوي على هذا الموضوع، ثم جاء تخليه عن المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية الذي هو منصب فخري ولكنه حسب على قائمتنا وبقيمة ثمان نقاط وعليه ضاع استحقاقها".
ويقول الجبوري انه ضمن 23 نائبا من حركة علاوي لم يخرجوا سوى بوزارة الاتصالات "التي هي وزارة فخرية لان هيئة الاتصالات والاعلام هي من يدير قطاع الاتصالات في البلاد بشكل فعلي".
وعن طموحهم المستقبلي قال الجبوري ان الكتلة الجديدة تتكون من ثمانية نواب "واخترنا حسن العلوي لتزعم القائمة، وانا لرئاسة الكتلة داخل مجلس النواب والشيخ جمال البطيخ زعيما سياسيا للقائمة، وبابنا مفتوح لجميع النواب والكتل السياسية حتى التي لا تمتلك تمثيلا نيابيا وستكون لنا قاعدة كبيرة في محافظتي صلاح الدين وواسط".
من جهتها تقول عضو مجلس النواب والقيادية في القائمة الجديدة عالية نصيف، ان الذي حصل هو تشكيل كتلة مستقلة لها مشروعها وبرنامجها، وتؤكد ان الدافع لهذه الخطوة انها رأت "ان القائمة العراقية قد ابتعدت عن مشروعها ووعدها وبرامجها الانتخابية التي وعدت بها جمهورها" مؤكدة ان تشكيل التكتل الجديد "لا علاقة له بشخصنة الامور وفلك الانشقاقات، بقدر الاعتراض على نهج القائمة العراقية الذي من خلاله سحبت المشروع الوطني، وراحت تركز على برنامج مناصب" بحسب قولها.
وبقدر ما كان بعض نواب العراقية منزعجين من هذه الخطوة، فإن سواهم اعتبروا الامر طبيعيا.
وقال عضو مجلس النواب عن العراقية النائب حيدر الملا ان تشكيل العراقية البيضاء "لا يسمى انشقاقا، فهناك 6 اطراف قررت قيادة العراقية خروجهم من القائمة اصلا. وحديث المبعدين عن القائمة عن حيادنا عن خطنا الوطني لا يهمنا وليتحدثوا ويزعموا ما يشاؤون فهم ان حضروا لا يعدون وان غابوا لا يفتقدون".
وتابع "العراقية مشروع كبير ولن يؤثر عليها خروج بضعة اشخاص ومشروعنا الوطني يسير بشكل سليم وينمو وفق ما مخطط له مسبقا".
كما لم يبد الملا مهتما لضياع وزارة الدولة لشؤون العشائر التي يتزعمها البطيخ احد المنشقين، من قائمته وقال ان انتقال الوزارة الى القائمة الجديدة "امر لا يهمنا بشيء فالوزارات قد صوت عليها وانتهى الامر وهي بالتالي وزارة دولة ولا تعني شيء لنا".
اما الدكتور شاكر كتاب المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية وعضو حركة "تجديد" التي يتزعمها نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي فيؤكد ان كتلته "تحترم حق كل عضو من اعضائها في الخروج من صفوفها، واتخاذ ما يراه منسجما مع قناعاته من مواقف، عملا بنهجها الديموقراطي في صفوفها وفي علاقتها مع الاطراف الاخرى".
واضاف "اننا اذا نأسف لخروج عدد من اعضائنا النواب وتتمنى لهم كل التوفيق والنجاح، لا نرى مانعا من معالجة اسباب الخلاف بالحوار البناء، وفي الوقت نفسه فإن القائمة العراقية تؤكد تماسكها وصلابة موقفها ووحدة قيادتها ومواصلة سياستها الرامية الى تنفيذ برنامجها الانتخابي الذي زكاه الشعب العراقي يوم الانتخابات".