شوقي كريم حسن
تحقيقات وريبورتاجات: خطـوط متقاطعـة .. أشكال أرناك!!
منذ زمن ليس بالقصير، وأنا أتابع تلك المقولة الشهيرة على السن العراقيين دون سواهم، باحثا عن جذورها واصولها علي اهتدي الى ذلك التأثير النفسي لها في اعماقنا وقد توصلت الى ما تعني اشكال لانها واضحة في دلالاتها الشعبية والمعجمية معان لكني لم اجد لاختها المدللة ارناك جذرا.
ولا مكانا في معاجمنا وقواميسنا والغريب ان الاشكال والارناك تقع في موقع الرضا داخل النفس العراقية حين تتعلق بالاكل والمشرب والملبس، فلقد عزمنا فلان الفلاني وقدم لنا اشكالا وارناكا، وذهبت الى الشورجة سوقنا الذي صار مدمنا للحرائق وما يتبعها، فما وجدت غير بقايا لاشكال والارناك، وغابت ملامح الابتهاج فوق وجوه المتسوقين وهم يتوجسون خيفة من مصيبة قد تقع في ايما لحظة ونتيجة لتماس كهربائين برغم ان العراق كله يعرف ازمات الكهرباء وما آلت اليه حتى اصبحت مزحة ثقيلة تتردد على الشفاه لا لكي تضحك فنحن شعب ممنوع علينا ان نضحك وممنوع علينا ان نسعى باتجاه مستقبل افضل وممنوع علينا الخروج من دائرة الصراعات السياسية التي تدعي ما تدعي لكنها لاتفكر بغير ما قال فلان وقوله اشكال ارناك وما قاله علان وفي قوله ارناك واشكال، وممنوع علينا تجاوز انفسنا، لاننا رفعنا شعار الصبر، اما الفرج ومفتاحه فقد ضاع بين اطمار دجلة الذي تحول بقدرة الاشكال والارناك الى سويقية يعتدي علينا المستثمرين الجدد ويطمروها بتراب المزابل والانقاض لطي يشيدوا مقهى باليارد او كازينو يقال انها للعوائل العراقية، وكأن دجلة وحده الذي يجب ان يتحمل اوزار مخاوفنا ومتاعبنا،وبين فلان وعلان جلسات سرية خاصة جدا وفي مطابخ السياسة، يتقاسمون بها ما يشاؤون من اشكالنا وارناكنا، دون ان نقول ما نريد او نحتج على ما يحدث برغم ما في اعلاننا من اقوال تؤكد اننا بلد يسعى بجد باتجاه الديمقراطية، والكثير منا يجهلون جهلا تاما ما تعني الديمقراطية كفعل بعيد عن الانشاء الذي يقول انها حكم الشعب لنفسه، فتلك خدعة كبيرة، تناقض المثل العراقي الذي يقول( اذا انت.. امير وانا امير فمن يسوق الحمير!!) معضلتنا كبيرة حقا، والدلالة واضحة لهذا نحن ولا استثني احدا لانفهم كيف نتخلص من فكرة الامارة وننتمي الى الناس الذين لايريدون اميرا ولا وزيرا لايعرف مالذي يريدون وما الذي لا يريدون ويعتمد على اراء حاشيته واتباعه الذين تهفوا انفسهم الى ما في الخارج بعد ان ملاؤوا تشريب الباميا والباجه وثريد الباقلاء بالدهن وصاروا يطمحون الى اشكال وارناك مكدونالد وباريس وربما الى هاوي وهوليوود كما يشاع اما نحن فلنا اشكالنا وارناكنا التي بهتت من كثر ما تصورناها على غير حقيقتنا وانقلبت لتغدو غماما فلدينا اشكال ممتازة يحق لنا ان نتفاخر به لدينا مفخخات من الطراز الممتاز ، ولدينا سيطرات ما انزل الله بها من سلطان بعضها ثابت ثبوت الاطواد يتعمد اهانة الناس كل هنيهة وقت وبعضها متحرك تراه هنا وهناك يحدق بالجميع باستغراب، ولدينا دوائر حكومية الله ما احلاها، وهي ترفع شعر ورق نقدا تأخذ ما تشاء حتى وان كان ممنوعا ومخالفا لكل القوانين والانظمة، ولك ان تطلب ما تشاء شريطة ان تسكت وتدفع ولا تتحدث بالوطنية وحقوق المواطنة فتلك ارناك بليت وعافها الزمن ولهذا وتحت ظل ديمقراطيتنا الرشيدة، هذه اشكالنا اما ارناكنا فلسوف اتركها الى المرة الثانية.