بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين خالق الانسان من طين وجعله نطفتاُ في قرار مكين
.من الأدعية المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد هذا الدعاء نردده دائما و لكننا لا نعلم الحقيقة العلمية لتكوين البرد
وهذا رأي الشيخ المرحوم محمد علي حسن الحلي الذي تكلم عن تكون البرد عام 1948 في كتابه ( الكون والقران ) يقول الشيخ المرحوم
يتكوّن البرَد وقتياً من الثلوج المنتشرة في الفضاء وقت الشتاء ،
وكذلك من الثلوج المتراكمة فوق الجبال العالية في الأقطار الباردة ، وذلك بمرور رياح عاصفة على تلك الجبال فتحمل بطريقها من تلك الثلوج إلى أماكن أخرى ،
وبمرورها في الأجواء تتدحرج تلك الثلوج وتكون على هيئة كريات بيضاء فتسقط مع الأمطار وتتلف الزرع أينما سقطت .
والدليل على ذلك ترى سقوط البرَد يكون في الربيع حيث يسخن الهواء قليلاً ، لأنّ الرياح الساخنة تذيب من تلك الثلوج وترفع الأخرى الغير ذائبة وبمرورها في الأجواء تجمد ثانيةً وتتدحرج فتكون كريّات ثلجية بيضاء هي البرَد ، ويسمّى في العراق عند العامّة "حالوب" .
فإذا كسرت واحدة من تلك الكريّات الثلجية وأمعنت النظر فيها ترى بعض ذرّاتها شفّافة وهي التي ذابت من الثلوج عند ملامسة الرياح الساخنة ثمّ جمدت ، وترى الذرّات الأخرى بيضاء غير شفّافة وهي التي حملتها الرياح على ما هي عليه لم تذب .
قال الله تعالى في سورة النور في آية 43 {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} .
التفسير:
{وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء} أي من الجو ينزّل البرَد ،
{مِن جِبَالٍ فِيهَا} أي في سماء الأرض ، وهي جبال من السحب ومن الثلوج . وإنّك إذا سافرت بالطائرة ترى جبالاً منتشرة في الفضاء ، وما هي إلاّ جبال من السحب ،
وقوله {مِن بَرَدٍ} أي يتكوّن منها قليل من البرَد ،
{فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء} إتلاف زرعه ،
{وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء} أن يبقى زرعه ،
{يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} أي برق السحاب ، وهي شحنات كهربائية سالبة وموجبة يتكوّن فيها شرارات كهربائيّة فتضيء ليلاً ،
{يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} لشدّة ضوئه ولمعانه في ظلام اللّيل .
وتسمّيه العامّة "حالوب" ، وهو كريّات صلبة بيضاء ، فالشعراء يشبّهون به أسنان حبيباتهم ، وفي ذلك قال أحدهم :
وأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقت ورداً وعضّت على العنّاب بالبرَدِ
فشبّه أسنانها بالبرَد لبياضها . وقال امرؤ القيس :
بعلّ بهِ بردُ أنيابِها إذا طرب الطائرُ المُستحِر
وقال جرير يصف فتاة :
تُجري السِّواكَ على أغرَّ كأنَّهُ بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِن مُتُونِ غَمامِ
فشبّه أسنانَها بالبَرَد وهي تصقلها بالمسواك .
فإنّ القطع الكبيرة من البرَد تدمّر الزرع وتهلك المواشي وتقتل الإنسان ، وقد أضرّت بكثيرٍ من الناس . وإليك بعض تلك الحوادث والأضرار عن جريدة الحرّية بعددها 881 الصادرة في 13/5/1957 :
"إنّ الحالوب تساقط على مدينة الناصريّة (جنوب العراق) في نحو الساعة الثامنة إلاّ عشر دقائق من صباح ليلة عيد الفطر المبارك ؛ كانت القطعة أشبه بالطابوقة وكان وزن الواحدة منها 160 غراماً . استمرّ سقوطه زهاء العشرين دقيقة ، وسبّب سقوطه على الطارمات من الاسبست أن جعلها أشبه بالمنخل حتّى أنّ الكاشي تهشّم نهائياً من أثره ، كما أصيب من سقط عليهم بجروح أُدخِلوا على إثرها المستشفى ."
وقد قرأتُ في مجلّة الهلال المصريّة ذات مرّة عن سقوط برَد ملوَّن "أحمر" في بعض المناطق و"أسود" في مناطق أخرى . وهذا دليل على اختلاط تربة الجبل بالبرَد فأكسبته لوناً أحمر أو أسود .
والله اعلم واكرم
ولمن اراد الزياده في العلم الرجوع الى اصل الكتاب على الرابط التالي
http://www.quran-ayat.com/arab.htm