بعد أن ارتدى نظاراته ونفض التراب من جسده قال لي نتيجة لمتابعة الأخبار العراقية أصبحت حمارا عراقيا
وبسبب اضطراباتي من الوضع السائد في البلاد أجريت عملية بواسير لم يكن سببها الاحتلال بل فساد المسؤولين .
قلت له ألا أن الفساد مستشري في كل مكان كَل الخير والشر كلهما موجدان .
ضحك ضحكة طويلة ثم سكت وقال متعجبا من ردي الذي أزعجه : أستاذ انتم أصحاب المثل والقيم وكنا منكم نتعلم والان أصبحت رائحة الفساد عندكم تزكم الأنوف فالكبار يتهمون الصغار والصغار يتهمون الكبار وفي يوم ما سيتهمونك ويتهموني .
- هل تظن الفاسد سيقول ياناس ياعالم أنا فاسد ؟!!!
- لم اقصد ذلك ولكن من يخجل مات !!!!
- أذن ياصديقي لا تنزعج ، لو أردنا أن نقطع أيدي الفاسدين لأصبح ألاف المعوقين في بلادنا . ولكن لا عليك دعنا نبداء بقطع الرءوس الكبيرة قبل مضي الأوان .
قال لي : أستاذي العزيز كلما جلسوا لمحاربة الفساد أزداد السوء سوءاً وكثر المفسدين ففي الغرب لو سرق احد المسؤولين دولارا واحد تقوم القيامة ولا تقعد وانتم جالسين مغمضين أعينكم ولا تغيرون اللصوص وتقولون المسؤول الذي شبع افضل من القادم الجائع
فقلت : عزيزي الحمار انك تنتقد بكل صراحة ولا يهمك شيئاً ولكن بالنسبة للناس معذورين فقد قتلهم همهم من جهة والاحتلال من جهة أخرى والبطالة والفقر والخوف والتسلط
فسكت برهة ثم ضحك وأخذا يروي لي قصة جده :
بينما كان جحا سائرا في طريقه نزل لقضاء حاجته في مكان لايوجد فيه احد فنزع عباءته ووضعها على ظهر الحمار ولحظ الحمار السيئ مر لص وسرقها ، عاد جحا ولم يجد عباءته فأخذ ينهال بضرب الحمار ويقول له اعترف أين عباءتي ؟ ولكنه لم يجد جواب لذلك ، مما جعل جحا اخذ بردعة الحمار ووضعها على ظهره ويقول له ارجع لي عباءتي ارجع لك بردعتك
ضحكت كثير .... فشر البلية مايضحك !!!!
لا أعرف كيف حماري صور لي موقفنا مع أولائك المفسدين بتلك السخرية .
اعتقد انه متشائم ولكن أبقى متفائلا بانتظار الإصلاحات ومعاقبة المفسدين والفاسدين .
جاسم الزركاني