TODAY - March 07, 2011
في يوم عمل عراقي عاديّ وبلا حظر للتجوال
ناشطون يتظاهرون لتأكيد ندمهم لانتخاب القادة الحاليين
معلقة تدعو إلى المشاركة في "يوم الندم" العراقيّ
بغداد_ ايلاف
يُنظم ناشطون عراقيون الاثنين تظاهرات في عموم البلاد تحت شعار "يوم الندم" لإعلان ندمهم على المشاركة في الانتخابات العامة الأخيرة التي تمر ذكراها السنوية اليوم وانتخاب القادة الحاليين مؤكدين أنهم سيرفعون أصابعهم نادمين على الثورة البنفسجية التي حولها "برلمان المحاصصة" إلى سوداء محذرين من أية إجراءات تقطع أوصال بغداد أو مدن العراق.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
في يوم عمل عادي وبلا إعلان حظر لتجوال الأفراد او العجلات ينظم ناشطون عراقيون الاثنين تظاهرات في عموم البلاد تحت شعار "يوم الندم" لإعلان ندمهم على المشاركة في الانتخابات العامة الأخيرة التي تمر ذكراها السنوية اليوم وانتخاب القادة الحاليين مؤكدين أنهم سيرفعون أصابعهم نادمين على الثورة البنفسجية التي حولها "برلمان المحاصصة" إلى سوداء محذرين من أية إجراءات تقطع أوصال بغداد أو مدن العراق وحذروا قائلين انه وقتها لن يكون يوم ندم للعراقيين المحرومين فحسب بل يوم ندم للسلطة.
فقد اعلنت الحكومة العراقية ان اليوم الاثنين سيكون يوم دوام رسمي لكل المؤسسات. وقال وزير الدولة الناطق الرسمي للحكومة علي الدباغ في تصريح صحافي ان اليوم سيكون يوم دوام رسمي اعتيادي لكل المؤسسات ولا صحة للشائعات عن تعطيل مؤسسات الدولة.
ومن جهته اكد الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا عدم فرض حظر لتجوال الافراد او العجلات كما حصل خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة ومدن عراقية اخرى خلال الجمعتين الأخيرتين.
وأشار إلى أنّ قيادة عمليات بغداد لم تتسلم هي او محافظة بغداد او باقي الجهات المعنية أي طلب للترخيص بتظاهرات اليوم وهو امر ينذر بمنع التظاهرات بذريعة انها غير قانونية.
وبرغم تأكيد عطا على ان القوات الأمنية قادرة على تامين الحماية للتظاهرات السلمية الا انه اشار الى ضرورة اللجوء إلى بدائل للتظاهر عن ساحة التحرير وسط بغداد لعدم تعطيل سير الحياة الطبيعية في العاصمة كتحديد أماكن محمية ومهيأة لاستقبال التظاهرات مثل ملعب الشعب أو الصناعة أو الكرخ أو حدائق الزوراء أو الجادرية حتى يتم تامين الحماية للمتظاهرين ولا يكون هناك تعطيل الحياة.
وكان العراق شهد انتخابات عامة في السابع من اذار (مارس) العام الماضي وفازت فيها القائمة العراقية لكن القوى السياسية الشيعية تجمعت في كيان واحد هو الائتلاف الوطني العراقي لتشكل الكتلة البرلمانية الاكبر التي يحق لها تشكيل الحكومة حيث رشحت المالكي لرئاستها ولم يستطع اعلانها الا في اواخر كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد تسعة اشهر من اجراء تلك الانتخابات.
كما شهدت محافظات العراق خلال الجمعتين الاخيرتين تظاهرات جابت أنحاء البلاد تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون ومواطنون من شتى الطبقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.
السابع من آذار ذكرى الانتخابات .. يوم للندم
وقال الناشطون العراقيون منظموا تظاهرات اليوم في الذكرى السنوية الاولى للانتخابات النيابية الاخيرة انهم يريدون ان يعلنوا ندمهم على المشاركة في الانتخابات واختيارهم للقادة الحاليين.
وقال الناشطون الذين أطلقوا على انفسهم "تجمع شباب نصب الحرية" في بيان وصلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم:"عام يلتحق بالأعوام التي سحقت عمر العراقيين عام مر وضاعت فيه وعود مخملية جعلتنا نصدقها ونصدقهم ونذهب لانتخابهم وذهبنا تحدينا الإرهاب كله من اجل أن نمنحهم الشرعية ولم نكن نعرف أنهم هم من تحولوا بوجوه أجهزتهم القمعية ببدلاتها وأقنعتها السوداء إلى ارهابيين بثوب السلطة والدولة التي نحن أصحابها الشرعيون وليسوا هم".
واضافوا "عام من الانتكاسات بالنسبة للحريات العامة وعام مليء بالانتهاكات لحرمة حياتنا التي جعلت العراقي يتباهى ولو ببيت من صفيح أو بمدرسة طين وبأميين يقودون مشروع التعليم وقادة ميليشيا يقودون حلم الأمان وقبائل من السراق تناسلت تقود ما يسمى بالأعمار، كل هذا ونحن لم نبصر في تظاهراتنا لجمعتين متتاليتين أي دور للنقابات في بلدنا تلك النقابات التي كانت هي من يقود التغيير والإصلاح في العالم وبقيت تأخذ دور المتفرج علينا نحن الشباب من خلال فضائية الدولة التي تعرض بعيون المسؤولين وما يريدون إيصاله للآخرين وللخائفين أو من خلال الفضائيات التي فضحت أشكال البربرية بالصورة والصوت وبشهادات المتظاهرين الذين حملوا الورود وضربوا بالهراوات وكأنهم في ساحة حرب".
وخاطب الناشطون السياسيين قائلين "عام وانتم لم تشكلوا حكومة الا بعد مضي ثمانية شهور من عمرنا وماهمكم من ذلك طالما امتيازاتكم التي هي سرقة بثوب شرعي على حساب جوعنا وحرماننا ومعاناتنا مستمرة حتى دون دوام رسمي الا في بلدانكم التي قدمتم منها او في منتجعات انتم وعوائلكم بعيدا عن " قذارة " وحر العرا .. نبرد في الشتاء ونكتوي بجهنم الصيف وانتم منشغلون عنا بغنائم محاصصاتكم وصراعاتكم وصفقاتكم".
واستطردوا "عام مر ونحن مثل قطيع يصغي إليكم علنا نكذب حدسنا بأنكم لم تأتوا إلينا إلا من اجل تلك الامتيازات وحسب والمواطن يجلس يتيما في آخر سلم حساباتكم .. وإذا ماتكرمتم وهذا نادرا مافعلتم فترمون إلينا فضلات الوقت لتستمعوا الى شكوى أثارتها الصحافة الالكترونية أو الإعلام والقنوات (المغرضة) كما تصفونها الآن.
واشاروا الى انه "عام مضى ولم تنته مزادات بيع الوزارات والمناصب بعد .. عام مضى والعراق الذي انتخب يوم 7 آذار عام 2010 هو ليس نفسه عراق الأمس هو عراق 25 شباط .. وقد حان الأوان لتصغوا وتستمعوا وتعرفوا أن شرعيتكم سيحددها برلمان الشعب في ساحة التحرير وكل ساحات التظاهر في مدن العراق.
وأكدوا قائلين "سنخرج يوم السابع من آذار في كل شارع وبيت وساحة وزقاق وعلى السطوح وفي الحدائق العامة والجامعات والوزارات وفي كل بقعة من ارض وطننا رافعين أصابعنا موشحة بالسواد ندما على انتخابنا لكم".
ودعا الناشطون جميع العراقيين ليعبروا برقي حضاري ورمزي معلنين ندمهم على إنجاب هذا البرلمان ومن لم يخرج فأما أن يكون هو من المستفيدين او من منظومة الفساد أو من الذين لا يهمهم رائحة القاذورات التي صارت وشم كل مدن وشوارع العراق وغدت سببا في انتشار أوبئة كان العراق من البلدان الأولى في المنطقة التي قضت على هذه الأمراض.
وطالبوا نقابة الصحفيين الى الاعتصام وحمل أعضائها على التعبير عن ندمهم فهم اليوم ليسوا بأحسن حال من ألامس لا من حيث الخدمات الا المحسوبين على المتنفذين ولا من حيث حرية التعبير وحيادية الإعلام وان لا يحسر نقيبها دور النقابة الرائد في أمر منح قطع الأراضي والتماهي مع ماتريد الحكومة إيصاله إلى الناس لاغير.
واوضحوا ان هذا الامر ينطبق أيضاعلى اتحاد الادباء الذين لم يدن الاعتداء على الحريات في هذه التظاهرات ويقف مع صوت المحرومين بعد ان أسقطت جمعة الغضب كل التهم التي ألصقت بالتظاهرة وبالمتظاهرين .. وقالوا " فالبعث كان موجودا بقمع القوات الأمنية لا بأهداف التظاهرة" .. فأما أن ينضموا معنا نحن الشباب ويكونوا حقا هم ضمير الوطن وصناع غده بأفكارهم و بأفعالهم والا فالعراق لن ينسى ولن يغفر لهم هذا الصمت.
واوضحوا ان مشاركة الادباء كانت فردية لعدد ضئيل منهم اذا ماقورنت بأعداد أعضاء الاتحاد المتواجدين في بغداد "ولم نلمس منهم إدانة صريحة ومدوية بوجه إجراءات قمعية طالت بعض الكتاب والفنانين سوى نداء خجول طالب فيه الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين من كتاب الاتحاد".
واضاف الناشطون العراقيين "ان يوم الندم ينتظر وهذا مانتمناه مشاركة بقية النقابات مثل : نقابة المحامين التي كانت من النقابات الاولى التي خرجت لمرة واحدة من اجل تخفيف الإجراءات في التعامل معها من قبل الحكومة ثم لم نشاهدها يوم جمعة الغضب ولا في جمعة الكرامة هي ونقابة الأطباء والمهندسين وكل النقابات الأخرى مطالبة بالمشاركة بيوم الندم فليس حال أعضائها بأحسن من حال بقية الشعب العراقي وخاصة نقابة العمال التي سحق فيها العامل اليوم الى درجة العبودية للبطالة المنفلتة ولتضخم التعيينات الحزبية على حساب حقوقهم ... وكذا نقابة الزراعيين واتحاد الصناعات ونقابة الصيادلة وغرفة التجارة وكل النقابات والمنظمات الأخرى واتحادات الطلبة في الجامعات فكلهم مدعوون لإيضاح موقفهم : هل هم نقابات حكومة أم نقابات شعب ؟ ..
وليتذكروا دورهم الوطني والنقابي وليلتحقوا بنا وإلا فان مكانهم أحضان حكومة الفساد" .
وشددوا على ان ساحة التحرير كما كانت ستبقى قبلة الصادقين والوطنيين الذين سيخرجون مثلما فعلوا من قبل مسالمين رافعين هذه المرة أصابعهم نادمين على الثورة البنفسجية التي حولها البرلمان التحاصصي الى سوداء محذرين الحكومة والبرلمان من أية إجراءات تعسفية بحظر التجوال أو هستيريا امنية تقطع أوصال بغداد او مدن العراق".
وحذر الناشطون السلطات قائلين " وقتها فعلا لن يكون يوم ندم للعراقيين المحرومين حسب بل سنجعله يوم ندمكم جميعا" .
وعلى الصعيد نفسه أعلنت القوى الشبابية على مواقع الفيس بوك وحركة ثوار بغداد والثورة الكبرى وشباب من أجل التغيير وغيرها أن يوم غد الأثنين سيكون موعداً لإنطلاقة التظاهرات في عموم مناطق العراق تحت شعار "يوم الندم" تعبيراً عن ندم جميع العراقيين "على إنتخاب هذا البرلمان السيء والحكومة الناقصة التي لم تكتمل رغم مرور عام على إجراء الانتخابات".
ومن المقرر ان يرفع المتظاهرون من سقف مطالبهم التي كانت تتحدد بتوفير الخدمات والوظائف ومحاربة الفساد الى المطالبة ب : رفع حظر التجوال عند خروج التظاهرات و
تغيير النظام السياسي والعملية السياسية وتغيير الدستور الذي مهد لحكومات محاصصة الطائفية وتقديم كافة الفاسدين الى المحاكم العلنية وعدم التستر على أي فاسد وخروج قوات الإحتلال الأميركي في أسرع وقت.
وقد إتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس قسما من المتظاهرين المطالبين بمكافحة الفساد والبطالة وتحسين الظروف المعيشية والخدمات في البلاد بالسعي لنسف العملية السياسية والعودة بالبلاد الى المربع صفر.
وشدد على ان من وصفهم بالشركاء في العملية السياسية ليسوا على درجة واحدة من الالتزام والاهتمام ببناء الدولة. واوضح قائلا "بعد الإستماع إلى مطالب المتظاهرين وجدنا فيها ما هو حقيقي ومشروع وعلى الوزراء والمحافظين ومجالس المحافظات تلبيتها ولكن في نفس الوقت هناك مطالب غير مشروعة لأننا وجدنا من يطالب بنسف العملية السياسية وإلغاء الإنتخابات والدستور لذا فإن إستغلال مطالب الناس ة لتحقيق تلك الأغراض شيء مرفوض".
ومن جهته اعلن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ان المجلس سيضيف المالكي بناءا على طلبه في جلسة يوم الخميس المقبل بعد ان كان مقررا لذلك اليوم الاثنين للنقاش بشان المظاهرات وتحديد سقف زمني لاحداث الاصلاحات المطلوبة مبينا امكانية استضافة المحافظين ومجالس المحافظات.