بعد ان ربطت حماري دخلت لكوخي البسيط ..... المفترض ان يكون قصرا وجلست لأستريح بعض الوقت من حر الصيف اللهب وأخذت انظر من الفتحة الى القصور الشاهقة متنهداً على حظي السيئ الذي لم يوفقني في الدنيا ..... ولم يمن عليه ببيت يؤويني في أيام شيخوختي .
سمعت صوتاً أمرآة أجنبية تقول
هلوووووو .... هااااااااااااااي
لم اصدق ماسمعت واعتقد أني أهذي من شدة الحر ولكن رأيت بأم عيني تلك السيدة الجميلة الأنيقة يصاحبها شخصان احدهما مترجم والأخر صحفي يصور كل حركة تقوم بها تلك السيدة .
خاطبني المترجم : أنت سعيد ؟
فقلت له : نعم ياسيدي .
فقال لي : هذه ليونا تعمل في منظمة إنسانيه لها دورا كبير في المجتمع وأهدافها نبيلة .
فقلت وانا كلي سعادة وفرح : أهلا بكم .... أهلا وسهلا بالغالين الطيبين .
بكل تأكيد أنكم فرحتم لعمك سعيد بوصول اليد الإنسانية لتنتشلني من الفقر والبؤس الذي يصاحبني .
ولكن للأسف المترجم قاطع أفكاري وقال :
نحن من زمن نتابع وندرس الأوضاع بدقة متناهية لغرض أن نمد يد العون لم يحتاجها ، وبعد جهد من تلك الدراسة وقع الاختيار عليك .
فقلت : ربي يوفقكم ويخلي أهلكم ويفرح قلوبكم ويعمر بيوتكم .
فقال : سنوفر مأوى .......
فرحت اقبله وأضمه بالأحضان وهو يحاول التخلص مني وأقول له :
والله انتم أهل الأصل والطيب وانتم أحسن ناس لم يفعلها ألا من هو ابن أمه وأبيه صدقوني حليبكم نقي وطاهر لم يذكرني احد من أبناء جلدتي وهم يسكنون القصور ونحن نسكن الخربة وإذا احد منهم أراد أن يفعل خير ستجده يدفع المليارات لإعصار كاترينا وكأن انعدم الفقر فينا . أما بجد انتم ناس اصلاء يارحمتك يارب .
حاول المترجم ان يكمل حديثه : سنبني
ولكن الفرحة الغامرة جعلت لساني لايهداء ليعبر عن ماتنتابني من مشاعر جميلة .
فقلت ولكن الذي ارجوه منكم ان تمنحوني بيت لاشقة لأني لا أستطيع إن استغي عن حماري الذي عاشرته وعاشرني بالحلوة والمرة .
فرد عليه : هو هذا بيت القصيد.
فقلت : ماذا تقصد ؟
فرد : أن السيدة تمثل حقوق الحيوانات .
فقلت : يعني ماذا ؟
فقال : من خلال جولتنا رأيناك تربط الحمار في جو مكشوف ولم تحميه من الشمس
فقلت : وبعدين ؟
فقال : لهذا السبب قررت الجمعية تبني مأوى للحمار تحميه من حر الصيف وبرد الشتاء .
فقلت : وأنا
فقال : أنت ماذا ؟
فقلت : ألا ترون هذه الخربة التي اسكنها ؟
فقال : انه ليس من اختصاصنا فحن نرعى الحيوانات .
أصبت بخيبة وصدمة وذهول همهم الحمار ولم يهتموا ببني ادم ..... أتصدقون يحصل الحمار على مالا يحصل عليه الفقراء من حقوق .
ثم التفت للسيدة فوجدها تأخذ صورا تذكاريه مع حماري ثم ركبوا سيارتهم وتركوني في خيبني وألمي
رجعت لحماري لأفك وثاقه واخرج للعمل مجدداً فقلت له تفضل اغاتي ! لاأدري ايهما منا حمار في هذا الزمان ؟ !!!!!!!
الاعتذار كل الاعتذار لجميع الفقراء
ولكن
هذا حال الحكام العرب يقدمون المساعدات للغرب
والحكومات الغربية تقدم المساعدات للحيوانات !!
جاسم الزركاني