كلهم عدهم سيارات
وجدي عندو حمار
يركّبنا خلفو
ويأخذنا مشوار
والسيارات تزمرلو
طيط..طيط..طاط
شبكة النبأ: لا ادري ماهي قصة ذكر الحيوانات والحشرات على السنة الساسة هذه الايام. لابد ان هناك سبب كامن او اسباب عديدة خلف هذا الهوس الحيواني على شاشات الفضائيات وفي وسائل الاعلام وعلى السنة الناس.
نادي الطلبة العراقي خسر مباراته امام نادي الوحدات الاردني في بطولة الاندية الاسيوية، الخسارة جاءت تزامنا مع مناسبة سنوية لها علاقة بالطلبة والطلاب الا وهي عيد المعلم. بدلا من ان يتوج الطلبة هذه المناسبة بالفوز تيمنا بالمعلم وبعيده واعترافا بجميله خسر مباراته تلك.
ترافقت هذه الخسارة مع تصريحات نسبت الى وكيل وزارة التربية العراقية ووصفه للمعلمين بانهم (مطايا) لا يفهمون شيئا وكثيرا منهم لا يستحق الوقوف امام السبورة ليعلم الاخرين.
قبلها وفي ليبيا ملك ملوك افريقيا والاخ القائد معمر القذافي يصف المنتفضين عليه من شعبه بانهم جرذان وحشرات.
قبلها بشهور وفي حمى الانتخابات البرلمانية العراقية ظهر على الساحة السياسية حزب الحمير والذي طالب على لسان سكرتير الحزب بتقديم الدعم المادي لتأسيس إذاعة خاصة بنشاطات الحزب وهذه الإذاعة سوف تحمل أسم (النهيق).
في حيثيات التأسيس (بسبب شر وانحراف البشر يجب أن نعيش كالحمير)، وتتوزع درجات ومراتب أعضاء الحزب على (حمار وإتان وجحش).
كيفية الانتماء الى هذا الحزب (رفسة كبيرة من طالبي العضوية هي بوابة الدخول إلى الحزب)، والرفسة هي احد الشروط الأساسية لأي طالب للعضوية من أية طبقة كان في المجتمع).
المكتب السياسي للحزب يحمل تسمية (الخان) الذي يعتبر وفق اللغة الكردية مكان نوم الحمير، في حين يتبادل أعضاء الحزب كلمة (أنت حمار) التي يعتبرونها دليلا على الاحترام، بعكس ما هو متداول عند عامة الناس.
وقد تأسست في فرنسا جمعية للحمير ضمت صفوة مثقفي وفناني فرنسا برئاسة فرنسوا ميل كما تأسست في مصر جمعية على شاكلتها عام 1930 كان رئيسها الفنان المبدع زكي طليمات وضمت في عضويتها ضمن من ضمت عميد الأدب العربي طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم. وهناك جمعيات شبيهة في سوريا ولبنان.
ومن الجدير بالذكر أن جمال عبدالناصر استثنى جمعية الحمير السورية من قرار حل الأحزاب والجمعيات أثناء الوحدة المصرية السورية.
في القرآن الحكيم ورد ذكر الحمار في وصف بشاعة الصوت (إن انكر الاصوات لصوت الحمير) وجاء مثلا للذي لا يفقه ولا يعلم (كمثل الحمار يحمل على ظهره اسفارا).. وحمار لقمان حيث ساهم هذا الحمار مع صاحبه لقمان وابنه بأن ينتج هؤلاء الثلاثة من خلال قصتهما المشهورة مثلا عظيما هو(رضـا النـاس غـاية لا تـدرك).
وجاء ذكر الحمار في قصة (العزير وحماره) الذي أماته الله مائة عام ثم احياه وخاطبه لينظر الى القدرة الالهية وله في حياة حماره آية.
ويكنى الحمار بابو صابر وابو زياد، ويقول الشاعر:
زياد لست أدري من أبوه... لكن الحمار ابو زياد
وتكنى الحمارة (الأتان) بأم نافع وأم جحش وأم وهب.
ويستطيع الحمار أن يسلك الطرقات التي مشى فيها ولو مرة واحدة. ويتمتع بحدة السمع وهو من اقل الدواب مئونة وأكثرها معونة وأقربها مرتقى كما يقول الدميري.
في الشعر العربي ورد ذكر الحمار كثيرا، قال الشاعر:
فقر الجهول بلا عقل الى أدب... فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
وقد عدلت العرب عند تسميته في الشعر عن ذكر الحمار إلى ذكر (العير) لأنه في الشعر أخف واسهل مخرجا.
إلاّ أنه قد يلتبس الأمر و يختلط على البعض معاني ما يقصده بعض الشعراء العرب حين يذكرون (الحمار) أو (العير) أو (جوف) فجاء في المثل العربي:
أخلى من جوف حمار و أخرب من جوف حمار
وجاء في شرح هذا المثل أن (حمارا) هو رجل من قوم عاد اسمه (حمار بن هويلع) وكان يحل في واد اسمه وادي جوف وكان هذا الوادي ذو ماء وشجر فخرج بنوه للصيد فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم فكفر فقال لا اعبد ربًا فعل ذا ببني ثم دعا قومه للكفر فمن عصاه قتله فأهلكه الله وأخرب واديه (جوف) فضربت العرب به المثل في الخراب والخلاء وقالوا أخرب من جوف واخلى من (جوف حمار) واكثرت الشعراء في اشعارهم ذكر ذلك فمن ذلك قولهم:
وبشؤم البغى والغشم قديمًا... ما خلا جوفٌ ولم يبق حمار
وقال الشاعر الجاهلي امرئ القيس الكندي:
ووادٍ كجوف العير قفرٍ قطعته
واشتهر (حمار جحا) في باب الطرائف والنوادر التي تروى عن جحا وحماره.
وفي المأثورات الحضرمية اشتهر (حمار الهجرين) بالصبر وكمضرب المثل في صعوده محملاً ونزوله محملاً.
وفي ما يروى أن أحد سلاطين العبادل في لحج أطل من شرفة قصره فرأى جمعا من اللحوج ملتفين ومتزاحمين فأخذه الفضول ليستطلع الأمر بنفسه وعما حوله مجتمعين فإذا هم حول (حمار وحمارة) يمارسون عملية التكاثر والتزاوج... ومن حولهم اللحوج يتفرجون فغضب السلطان وفرقهم بعصاته فتفرقوا مسرعين فقال: (لعن الله شعبًا يجمعهم حمار وتفرقهم عصا).
يعد الحمار الرمز الأكثر شيوعاً وارتباطاً بالحزب الديموقراطي الأمريكي. وذلك وفقاً للجنة الوطنية الديمقراطية، أما الحزب نفسه فلم يعتمد هذا الرمز رسمياً لكنه استخدمه واستفاد منه.
وتعود بدايات اقتران رمز الحمار بالحزب الديموقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1828م، حيث ربط معارضي الديموقراطيين ما بين المرشح الديموقراطي أندرو جاكسون و رمز (الحمار)، خاصة من خلال الرسم الكاريكاتوري السياسي بعنوان (بلعام الجديد والحمار) والذي يصور جاكسون يركب ويوجه حمار (كناية عن الحزب الديمقراطي) ونشر هذا الرسم عام 1837.
ثم أحيا هذا الرمز مجدداً رسام الكاريكاتير السياسي (توماس ناست) عام 1870 في طبعة (هاربر) الأسبوعية، التي جاء فيها رسومات لـ(ناست) تمثل الحزب الديموقراطي بصورة حمار.
وبالنسبة لمؤيدي هذا الرمز، فهم يروا أن أوجه التشابه بين الحزب الديمقراطي والحمار هي: العناد، الشرود، الرؤية الواحدة، وامتلاك إرادة التغيير عند الرغبة بذلك.
تاريخياً يعدّ عام 1800 قبل الميلاد بداية دخول حيوان الحمار إلى الشرق الأوسط، وكانت دمشق المدينة التجارية العريقة تكنى في النصوص المسمارية بـ(مدينة الحمير)، لكثرة استخدام الحمير في نقل البضائع التجارية. وارتبط الحمار عند الشعوب اليونانية بإله النبيذ (ديونيزوس).
أما الرومان فكانوا ينظرون للحمار بعين التقدير، لشدة صبره وقوة تحمله، حتى أنهم كانوا يستخدمونه كقربان عند التودد لآلهتهم. وقد ارتبط الحمار بإله الزراعة الروماني ساتورن Saturn، في قدرته بوصفه (الشمس الثانية). وهو مستعدٌ دائماً للتزاوج، ومنبوذٌ من قبل إيزيس Isis.
نجد رأس الحمار بشكلٍ متكرّر في شعارات وعلامات وإشارات العصور الوسطى، حيث يرمز إلى التواضع والصبر والشجاعة.
وأحياناً نجد دولاباً أو رمزاً شمسياً بين أذني الحمار، مثلما نجده أيضاً فوق رؤوس الثيران؛ ويدل هذا على أنّ هذا الحيوان ضحية قربانية.
لكنّ رمزية الحمار تتضمن تعقيداتٍ أخرى، فعالم النفس يونغ عرّف الحمار بأنه ثالوث الجحيم، والذي كان يُصوّر في الخيمياء اللاتينية على شكل وحشٍ ذي ثلاثة رؤوس؛ أحد هذه الرؤوس يمثل الزئبق، أما الرأس الثاني فيمثل الملح، أما الرأس الثالث فيمثل الكبريت، أي باختصار العناصر الرئيسية الثلاثة للمادة.
وفي آشور مُثلت ربة الموت راكعةً فوق حمارٍ يُبحر عبر نهر الجحيم في قارب. أما في عالم الأحلام فإنّ الحمار ولاسيما إذا ما ظهر بهيئةٍ احتفالية أو شعائرية، فإنه يمثّل رسول الموت أو ذو صلةٍ بالموت كمدمرٍ للحياة.
ويعد توفيق الحكيم هو الأب الروحي لكٌتاب الحمير المصرية في الأدب المعاصر بدأها بـ (حماري قال لي) ثم (حمار الحكيم)، (حماري وعصاي والآخرون) وغير ذلك، حيث يقول الحكيم (الحمار له في حياتي شأن.. إنه عندي كائن مقدس كما الجعران عند المصريين القدماء).
يقول الحكيم: لقد سميته – أي الحمار - الفيلسوف وقد علمني أشياءا كثيرة بمجرد صمته وارتفاعه عن لجج البحر الخضم: بحر السخف الإنساني.
وبعدها ولمدة طويلة لم يكتب عن الحمير إلا عام 1975م في مسرحية تحتوي على أربعة مشاهد. (الحمار يفكر.. الحمار يؤلف.. سوق الحمير.. حصحص الحبوب).
وهناك حمار الروائي الفلسطيني إميل حبيبي في روايته "المتشائل" والذي يخبرنا بطله المسمى سعيد أبي النحس المتشائل أنه ولد مرة أخرى بفضله بعد حرب 1948م، يقول البطل ومن الطرائف في موضوع الحمير ما حدث في الانتخابات المغربية لاحدى الدورات.. حيث نظم أعضاء ما يسمى بـ(اللجنة التحضيرية للدفاع عن الحمير)، مسيرة شعبية بمدينة الناظور أقصى شمال شرق البلاد يتقدمها حماران، وطالب المحتجون بـ) رفع سعر شراء الصوت الانتخابي إلى أكثر من 250 دولارا)، وهو ثمن الحمار في السوق المغربية.
وعلق المشاركون في المسيرة لافتات على الحمارين اللذين تصدرا المسيرة مكتوبا عليها (الحمير تندد بممارسات بعض وكلاء اللوائح)، و(أخي الناخب أختي الناخبة إذا كنت تنوي بيع صوتك فعلى الأقل بعه بثمن يعلو ثمني)، بينما كتب على لافتة أخرى (عاشت الحمير مستقلة نزيهة).
ومن طرائف الأخبار التي وردت في كتاب (الأغاني) للأصفهاني:
يُروى أنَّ رجلاً في مكة كان يجمع الرجال والنساء على الخمر، فشكاه الأخيار للوالي فنفاه فأقام خارج مكة ثمَّ أرسل لخلانه أن يأتوه، فركبوا الحمير كل ليلةٍ، وعلم به الناس بعد فترةٍ فشكوه للوالي فسأله فأنكر، فقال له الناس: ((اترك الحمير تسير وهي تدلك على مكانه))، وفعلاً جُمعت حمير مكة فسارت لمنزله خارج مكة، فقال له الوالي: ((ما قولك؟)) فقال: ((والله أيها القاضي سيضحك علينا أهل العراق)) قال القاضي: ((لماذا؟)) فقد كانت فترة خلاف فقهي بين أهل المدينة والعراق! قال الرجل: ((سيقولون: أهل مكة يجيزون شهادة الحمير)) فضحك الوالي واستتابه فتاب.