نبراس الذاكرة:الاسكافي مهنة بسيطة لم تزل موجودة في المناطق الشعبية ،يزاولها اشخاص لهم خبرة في اعادة وترتيب الاحذية القديمة والمستعملة التي تحتاج الى ترقيع وصيانة من جديد حتى يتم استعمالها ثانية من خلال الخيط والابرة والمسامير الناعمة ،حاولنا ان نلقي الضوء على هذه الحرفة التي تكاد تنقرض ..سألت ابو عباس الذي يزاول هذه المهنة منذ ثلاثين عاما وبادرناه بالقول عن المثل العراقي الذي يقول (قيّم الرگاع من ديرة عفچ )فضحك وقال :
هذه الايام يكاد هذا المثل ينطبق على مهنتنا لان الناس بدأت تشتري الاحذية الصينية الرخيصة وتمشي حالها ،بينما كان الناس في السابق تهتم بشراء الاحذية الجيدة واذكر كنت صغيرا واعمل في دكان لصنع الاحذية في الحيدرخانة كان الذي يريد حذاء ينتظر شهرين او ثلاثة ليفصل له "استادي" حذاء حسب المواصفات المطلوبة وباسعار غالية جدا ولكنها من الجلد المستورد او المحلي والمعروف ان الجلود العراقية لها ميزة نادرة بين الجلود العالمية . اما الان تبدلت الامور وصار المثل ينطبق علينا تماما والان الناس تلبس الاحذية الجاهزة،وعندما يتعرض الحذاء الى التمزق يشتري حذاءآخر من السوق بخمسة آلاف دينار بينما لو جاء ليصلحه عندي اطلب منه اقل ثمن وهو الفين او ثلاثة الاف دينار ،اذن من الافضل له ان يشتري حذاء وهو في الطريق (وابـوك الله يرحمه).
وقال سمير في ساحة الميدان :انا اعمل منذ خمس سنوات في هذه المهنة ابدل (طركات )الاحذية الغالية جدا بمادة من الجلد الخام ولي زبائني ومعارفي الذين يأتون الي من جميع المناطق والحمد لله احصل على رزقي بافضل حال ومهنتي حرة وشريفة ،وعندما قررت ان اتزوج قبل ثلاثة اعوام رفض والد الفتاة لاني اعمل اسكافي ،ولكن بعدما عرف بما تدره علي هذه المهنة من محصول مالي لم يتردد في الموافقة ،واعتقد ان هذه النظرة الدونية جاءت نتيجة جهل وعصبية قبلية،ولكني اعتقد ان هذا التعصب زال الان لاسباب اولها العنوسة عند البنات اللواتي فاتهن القطار ،وثانيا اهم ما في الامر هو ان تكسب رزقك بالحلال وذلك افضل ما في الحياة والناس تحب الشباب الذي يكسب رزقه بالحلال.
وفي ساحة الطيران تحدث ابو خضير وهو اسكافي من نوع خاص على الرصيف لانه يشتري بعض الاحذية ويقوم بتصليحها ويبيعها باسعار زهيدة جدا للعمال والكسبة فقال :
انا اشتري هذه الاحذية التي تراها من الخردة وهي لاتكلفني كثيرا لذلك ابيعها باسعار لاتزيد عن ثلاثة الاف دينار او اقل او بعض المرات بدون مقابل حين ارى بعض الناس لايملك حتى فلوس لفة فلافل وهي فائضة من الر بح والرزق( ودفعة بله) كما يقولون .
وهل مرت بك حالة نادرة ؟:
اذكر مرة اشتريت كمية احذية قديمة جدا من (الدواره )فوجدت حذاءابيض مطرزا بالحرير الطبيعي وهو حذاء يسمى (شركزي )وحينما عرضته على احد الذين لهم دراية بالاحذية ومصادرها اشتراها مني بخمسين دينارا وكان ذلك في عام 1970ولم يعلمني ماهو ذلك الحذاء ،وبعد سنوات عديدة عرفت من ابنه ان ذلك الحذاء يعود الى الملك فيصل الثاني ،وقد باعها لاحدهم ب(300)دينار عراقي لتاجر انتيكات .
في منطقة الحبيبية قرب سوق الدجاج يوجد محل صغير لاسكافي يعمل على ماكنة يدوية فبادرته بالسؤال عن مهنة الاسكافي في هذه المنطقة فأجاب:انا اعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات وعملي يدر علي ربحا لابأس به .
وانا اختص بخياطة الحقائب والاحذية وخاصة للاطفال الذين في المدارس وهم دائما من الفقراء او اصحاب الدخل المحدود
كاردينيا