في العام 2007 أطلقت الهند - الدولة النووية التي لا يعرف عنها البعض إلا أنها مصدر للأرز البسمتي والحلاقين - أول مركباتها نحو الفضاء .. و اللافت أن المركبة الفضائية والصاروخ؛ بل و حتى العلماء والباحثين وعمال الشاي والقهوة في قاعدة (اندرا براديش) كلهم هنود 100% .. أي أنها عملية ( هنودة) على وزن ( سعودة) مكتملة الجوانب ، وليس كما نفعل نحن العرب عندما نذهب (بفلوسنا) إلى قاعدة ( بايكونور) في كازاخستان، أو إلى قاعدة ( غويانا الفرنسية) ، لتناول المرطبات و الاستمتاع بالفرجة على إطلاق قمرنا الصناعي الذي ليس له من العروبة إلا اسمه .. والأدهى انه لا يضيف للعالم إلا المزيد من (الكليبات ) التافهة وقنوات الشات والدردشة الرخيصة .
· الهند التي يتلذذ بعضنا بالتقليل من شأنها حين يضرب بها المثل في ( القرقرة ) و كثرة الكلام ، والتي بدأت برنامجها الفضائي في العام 1963 حين أسست لجنة الهند للأبحاث الفضائية (INSCOSPAR) .. ستبقي مركباتها في الفضاء لعامين كاملين ، تجري خلالهما تجارب وأبحاثا غير مسبوقة ، تدرس فيها طبقات الجو ، وسيبحث علماؤها عن مصادر طاقة فضائية بديلة للبترول العربي ..بالإضافة إلى آلاف الأبحاث التي ستفيد كل البشرية دون استثناء.
· وفي حين سنكون نحن السعوديين منشغلين خلال العشر سنوات القادمة باجترار قضايانا المزمنة ( قيادة المرأة للسيارة ..الصراع الفكري السعودي المعروف.. تصريف مياه السيول.. عدم تأهل المنتخب لكأس العالم 2020) .. فان الهنود – الذين يصورهم البعض بأنهم شعب محدود الفهم (مخ مافي ) - سينشغلون في ذات السنوات العشر بإطلاق 12 رحلة فضائية في كل عام ، أي ما مجموعه 120رحلة ، وستكون بلادهم من أكثر الدول تقديماً لخدمة «إطلاق الأقمار الصناعية»، بعد أن نجحت عام ٢٠٠٨ في إطلاق «١٠» أقمار صناعية بصاروخ واحد.. كما سيتمكنون -وكما هو معلن - من إطلاق أول رحلة مأهولة إلى الفضاء بحلول 2016.
· من يعرف اهتمام الهند بالعلم والعلماء لايستغرب تحقيقها كل هذا التقدم المذهل .. فالدكتور أبو بكرعبد الكلام أحد أبرز علماء الهند أصبح الرئيس الحادي عشر للدولة منذ العام 2002 وحتى 2007 تقديرا لدوره العلمي في البرنامج النووي والصاروخي الهندي.. الأمر الذي دفع عالماً عربياً كبيراً كفاروق الباز للقول : «حين كبرت وعرفت حقيقة الهند تمنيت أن أكون هنديا».. وقد جمع ( عبد الكلام ) الكثير من تصوراته في كتابه «الهند 2020» والذي وضع فيه مخططا لتطوير الهند وتحويلها إلى قوة عظمى تقوم على المعرفة بحلول العام 2020.
· إذا كان (عبد الكلام) و الساسة الهنود قد نجحوا في تحويل بلادهم من واحدة من أكثر بقاع الأرض فقراً و ازدحاماً وجهلاً و خرافة إلى دولة حديثة تنافس على الصدارة في علوم الفضاء وتقنية الأقمار الصناعية رغم شح الموارد ..فان المفهوم العربي لعلوم الفضاء والأقمار الصناعية لا يزال يراوح بين إنشاء قنوات الردح والشتائم التي تفرق أكثر مما تجمع .. وقنوات ( الشخلعة ) التي لا تقدم إلا التافه والهابط من البرامج والأغاني والمسلسلات الرخيصة .. وكلها لم تزد العرب إلا غرقا في بحور الجهل والغفلة والإخفاق والعنصرية البغيضة .!
· هل عرفتم الآن مين هو اللي ( مخ مافي ) ؟!