بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هي صديقنا المرافق لوجهنا : الساتر لأحزاننا فنحن لا نرتديها فقط كي نخفي آثار السهر ..
ولا خطوط الزمن ..
ولا بقايا البكاء .. ولا بشاعة الحزن ..
نحن نرتديها ..
كي نبتسم في وجوه تحتاج إلى ابتسامتنا في وقت نحتاج فيه نحن إلى البكاء .. وبشدة
نرتديها ..
كي نعاود التسلل إلى عالمهم بوجه آخر واسم آخر وهوية أخرى في وقت
ندرك فيه مدى حاجتهم إلى وجودنا ..
بعد أن طعنوا الوجه ألأول والاسم الأول والهوية الأولى ...
نرتديها..
كي نكون أول من يلبيهم عند الحاجة ..
وأول من يسترهم عند العرى ...
وأول من يدثرهم عند البرد ..
نرتديها..
كي نكون الأقرب اليهم وقت تخبطهم ...
والأصدق معهم وقت حيرتهم ...
والأخلص لهم وقت محنتهم ...
نرتديها..
كي ننزع بها خناجر الغدر من ظهور عزيزه علينا ..
في وقت تتمرجح فية خناجر خذلانهم في ظهورنا ..
نرتديها..
كي نزرع دروبهم باخضرار الأمان ..
ونسارع ببيض المواقف لهم ..
وأعماقنا ترتجف رعبا من سود مواقفهم ..
نرتديها..
كي نثبت صورهم على جدران التاريخ بقوة ..
في وقت يهزون فيه صورنا على جدران التاريخ بقوة أشد ..
نرتديها..
كي نبدو أمامهم بكامل قوتنا .. وكامل شموخنا ..
وكامل صحتنا في وقت ننزف فيه الصحة .. وتنزفنا فيه الروح ببطء ..
نرتديها..
كي تحتفظ التفاصيل بعطرها ، والرسائل بحبرها ..
والمشاعر بصدقها ، والصور بألوانها ..
والأحلام بقيمتها ، والعشرة بقدرها..
نرتديها..
كي لا نساهم في سقوط أمكنه أحببناها يوما ..
وكي لا نسبب اقتلاع شجرة عريقة ..
أو كـ عصافير أحلامنا يوما كوطن .. وأكثر .
نرتديها..
كي نتقن فنون الصمت حين يمزقنا غيابهم ..
وحين تمتد غابات الفراق بيننا وبينهم ..
فلا نناديهم بصوت فاضح مسموع ..
نرتديها..
كي نتظاهر بالقوة حين يكون حملنا أقوى من ظهورنا ، وهمنا أكبر من قلوبنا ..
وقاماتنا أضعف من قدرة الوقوف ..
وبعد أن أرعبنا الواقع ..
احرصوا على اقتناء الأقنعة الطيبة
واحملوا وجوهكم المتعددة في جيوبكم
فنحن في زمن يضيع فيه أصحاب الوجة الواحد ..
ليست كل الأقنعة شريرة ,, فبعض الأقنعة نرتديها حبا وليس خبثا ,, بعض الأقنعة نحتاج إليها حذرا وسترا ,, وليس خذلانا وغدرا