TODAY - March 04, 2011
الحكومة تواصل منع المتظاهرين من الوصول لميدان التحرير
تبادل الاتهامات بين "العراقية" و"دولة القانون" في جمعة الكرامة
رئيس الوزراء العراقي " نوري المالكي"
دبي - العربية نت
تتواصل التظاهرات في المدن العراقية، لا سيما العاصمة العراقية بغداد، للأسبوع الثاني على التوالي، وسط جدل سياسي حول العملية السياسة برمتها، بسبب المنع الذي تنتهجه الحكومة، والتي ترى فيها تهديداً للنظام السياسي، بل وصل الأمر إلى تحذير الرئيس جلال الطالباني مما وصفه مخططات لزعزعة النظام السياسي في العراق، حيث قال إنه نتاج كفاح مرير خاضه الشعب، معرباً عن تضامنه مع دعوة رئيس الوزراء نوري المالكي في إمهال وزراء حكومته مئة يوم لتقييم أدائهم.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد طلب مئة يوم لإمهال حكومتة لإصلاح ما تعذر عليه إصلاحة خلال دورته السابقة، التي امتدت لما يقرب من خمس سنوات، تماشياً مع مطلب رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر الذي دعا إلى إمهال الحكومة ستة أشهر لإصلاح وضعها، ودعاها إلى أن تستجيب لمطالب العامة، لكن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أعلنت عزمها سحب التأييد من رئيس الوزراء نوري المالكي في حال استمر "ضعف أدائه وكثرت إخفاقاته"، على حد وصفها.
اجتماعات بين القوى السياسية
من جهته، فقد أعلن مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان، الذي يشهد تظاهرات عنيفة، لا سيما في السليمانية للأسبوع الثالث على التوالي، أنه سيعقد اجتماعات مع كافة القوى السياسية الكردية للنظر بالإصلاحات التي ينبغي عملها بعد التظاهرات الاحتجاجية التي شهدها الإقليم، رافضاً اتهام أي جهة بالوقوف ورائها، على العكس من التهم التي وجهها رئيس وزراء الحكومة المركزية بأن التظاهرات يقودها من سمّاهم بالبعثيين والقاعدة والتكفيريين، وهو الثالوث الذي يلازم تصريحات المسؤلين الحكومين، مما أثار حفيظة المتظاهرين المستقلين وجلهم من الشباب الساعين إلى ثالوث المطالبة المتكرر في العراق المتمثل بمحاربة الفساد وتوفير الطاقة الكهربائية ومحاربة البطالة. ودعاهم البرزاني إلى رفع شعارات تؤكد مطالبهم حتى في تظاهرات اليوم الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم "جمعة الكرامة".
من جهتها، انتهجت الحكومة العراقية اليوم الجمعة ذات الأسلوب الذي اعتمدته في قطع الطرقات وزج قواتها بتشكيلاتها المختلفة لمنع وصول المتظاهرين إلى ميدان التحرير، في قلب بغداد، والحيلولة دون عبور الجسور الموصلة إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة ومقر أكبر سفارة أمريكية في العالم.
اختفاء 40 مليار دولار
المالكي، الذي ازعجته التظاهرات التي ترافقت مع تصريح رئيس البرلمان، باختفاء أكئر من أربعين مليار دولار من الميزانية، وكلف لجنتان للتحقيق بظروف اختفائها، ذهب إلى التأكيد على أن التظاهرات الحالية لم تطالب بإسقاط النظام السياسي، وإنما تطالب بحل وإقالة المجالس البلدية، التي لا يملك رئيس الوزراء حق إقالتها، وإنما هو من اختصاص مجلس المحافظة.
على صعيد آخر، قال المالكي إن الإعلام في العراق يملك كامل حريته، بل إن الحكومة هي التي يجب أن تتظاهر ضد الإعلام، وأبدى تذمراً من مطالبات عراقية ودولية إلى إعطاء الحرية الكاملة للإعلام يكفلها دستور البلاد، وشرعة النظام الديمقراطي في العراق.
من جهته، أكد الدكتور إياد علاوي الذي تخلى عن رئاسته للمجلس السياسي للاستتراتيجيات برغم الاتفاق علية في أربيل مع المالكي ومسعود البرزاني، قائلاً إنه لم يشهد النور، بل ذهبت الناطقة باسم العراقية السيدة ميسون الدملوجي إلى القول: إن "المالكي تنصل من كل الاتفاقيات التي أبرمت، وكان قد وافق عليها قبل تشكيل الحكومة ضمن مبادرة الرئيس مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، وبقية المبادرات التي كانت قد أدت إلى موافقة القائمة العراقية على التنازل عن استحقاقها بتشكيل الحكومة".