المظهر الجميل يلفت الانتباه، لكن الذكاء هو ما يحرك القلوب. منذ الأزل والمرأة تبحث عن الرجل الذي يمنحها الأمان، ويجعلها تشعر بأنها في حماية رجل يدير الأمور بشكل جيد، وينشر الطمأنينة للزوجة والأولاد. ومعروف أن الذكاء يدوم، بل يتنامى مع التقدم في العمر عبر اكتساب المزيد من الخبرة في الحياة، أما المظهر فهو لا يدوم طويلا؛ لأن السنين تؤثر عليه وتنال منه.
في دراسة لمعهد فابيسب البرازيلي المختص بالدراسات الاجتماعية واستطلاعات الرأي جاء أن بعض النساء يقلن: إنهن يخفن من ذكاء الرجل إن لم يكن مكرسًا للتفكير الإيجابي، لكن استطلاعًا للرأي بين صفوف حوالي عشرة آلاف امرأة على مدى ثلاثة أشهر، من جنسيات مختلفة حول العالم، بيّن أن 76% من النساء يعتبرن أن ذكاء الرجل هو بمثابة حماية للمرأة، بينما قالت البقية إن هناك ما يخيفهن من ذكاء الرجل، خاصة إذا لم يكن ذكاء مفتوحًا وشفافًا.
وجاء في الدراسة أيضًا: إن النساء اللواتي يخشين ذكاء الرجل إنما تشعرن بذلك؛ لأنهن لا يستطعن اكتشاف سلبية أو إيجابية هذا الذكاء، والخوف هنا منصب على ناحية رئيسة في تفكير المرأة، وهو أن ذكاءه ربما يؤدي إلى خداعها وخيانتها. وبرأي الدراسة أن نساء كثيرات مررن بتجارب مؤلمة نتيجة ذكاء الرجل، لكنهن لا ينكرن في نفس الوقت أن مقدار الخوف من ذكائه أقل بكثير من الشعور بالأمان إذا لم يتم اكتشاف سلبية هذا الذكاء. وأضفن: «متى انكشفت الدبلوماسية الكاذبة المرافقة لذكاء الرجل فإنه يتحول في نظر المرأة إلى وحش كاسر».
احتراق الفيلم
تحترم المرأة ذكاء الرجل، وتعتبره بمثابة الدرع التي تحميها في أوقات الشدة، لكن «الفيلم يحترق» مع ظهور البوادر الأولى من ألاعيب هذا الذكاء، فيتحول الأمان الذي كانت تشعر به مع ذلك الرجل الذكي إلى كوب من الزجاج القابل للانكسار في أية لحظة، واستنادًا إلى أقوال المشاركات في الاستطلاع فإن أسوأ شيء عند المرأة هو اكتشاف الجانب السلبي من ذكاء الرجل الذي ارتبطت به.
الخوف الدائم
قالت نساء كثيرات: إن المرأة تشعر بخوف أكبر عندما تكتشف أن الرجل الذي ارتبطت به بسبب ذكائه العالي ليس سوى رجل قادر على إظهار الذكاء الآني، وبعد مرور الوقت يثبت أن كل ذلك تم لنيل قلبها، ومنحها الأمان الذي يعلم الرجل جيدًا أن كل امرأة بحاجة إليه. ووصفت بعض النساء الخوف الذي يسببه الذكاء المزيف بأنه ثقيل جدًا؛ لأن كل الأمان يتحول إلى شكوك تجعل حياتها في خوف دائم.
ثقة المرأة
نسبة 62% من النساء المشاركات في استطلاع الرأي قلن إن المرأة تثق بالرجل الذكي، لكن هذه الثقة تتبخر في لحظة بعد ظهور أية بوادر تشير إلى أن هذا الذكاء ما هو إلا وسيلة للعب بعقلها، وإقناعها بأمور تخص مصالحه فقط. وأضافت الدراسة: «الرجل الذي يستخدم ذكاءه؛ لإقناع المرأة بكل شيء دون إفساح المجال أمامها لإبداء آرائها، يعتبر من البوادر الأولية التي تشير إلى أن هذا الذكاء ليس سليمًا، وإنما سلاح يهدف إلى التلاعب بعواطفها».
وأضافت الدراسة: متى فقدت المرأة الثقة بذكاء الرجل فإنها لن تقبل الاستمرار معه ولا بشكل من الأشكال؛ لأن ذكاءه يستخدم لخداعها ويتحول إلى عامل ذعر لها. لذلك فإن الرجال الأذكياء الذين يتلاعبون بعواطف نسائهم هم الذين يُصدمون بطلب طلاق السريع من قبل المرأة؛ لأنه بقدر ما تحب هي ذكاءه فإنها تخشاه عندما تفقد الثقة به، على حد تعبير نسبة 43% من المشاركات في الاستطلاع.
الجوهر ثم المظهر ..