لربما تكون هذه التجربة من أغرب ما ستسمعون في عالم النباتات لكنهُ أمرٌ واقع بالنسبة لـ دايفيد لاتيمر ، الذي زرع نبتته هذه سنة 1960 ، ليسقيها لآخر مرة سنة 1971 ، قبل ان يغلق عليها المنافذ بشكل مُطبق ، لغاية التجربة فقط.
هذه النبتة ، قامت بالتأقلم مع واقعها المرير و الصعب ، ليُصاب دايفيد بالدهشة التامة بسبب استمرار النبتة في العيش و الازدهار و النمو.
هذه النبتة ، شكلت لنفسها ، منظومة بيئية مُصغرة ، باستخدام الكم القليل من المياه التي قامت بأخذها من آخر عملية سقي عام 1971 ، و هذا الماء شكل دورة مياه مُصغرة داخل القارورة.
إذ ان هذه الشجرة الصغيرة تمتص المياه من التربة ،و تُطلقه من الفُتح الصغيرة الموجودة في الاوراق (المسامات).
و مع ساعات الليل تنخفض درجات الحرارة و يتكاثف بخار الماء داخل القارورة الزجاجية ليتحول مُجدداً إلى ماءٍ سائل يصل إلى التربة ، و تمتصه النبتة مُجدداً ، لتعيد الكرة على مدى أكثر من اربعين عاماً.
و بالنسبة للتنفس و مسألة ثاني أكسيد الكربون التي تحتاجها النبتة للنمو ، فإن النبتة تستفيد بشكل كبير من الاوراق المتساقطة منها على التربة ، حيثُ تعمل البكتيريا المتواجدة في كل مكان بتحليل هذه الاوراق الميتة ، مما يُطلق ثاني اكسيد الكربون و مواد غذائية تستفيد منها النبتة ، و ذلك بعد ان تقوم البكتيريا بأخذ الاكسجين من تنفس النبتة نفسها.