13 ,July, 2013
كيف أصبحت قطر المكان المفضل للتفاوض مع طالبان؟
حاولت الحكومة الأفغانية ومساندوها في الغرب التواصل مع طالبان
بعد ما يقرب من اثني عشر عاما من سفك الدماء في أفغانستان، من المقرر بدء محادثات طال انتظارها مع طالبان. ولكن كيف ولماذا تتخذ هذه المحادثات من قطر مكانا لها؟
مراسل بي بي سي داوود عزامي الذي يزور الدوحة حاليا يحاول الإجابة على هذه الأسئلة.
وصل ممثلون عن حركة طالبان سرا إلى قطر قبل نحو ثلاث سنوات لإجراء محادثات مع مسؤولين غربيين.
كانوا على علم بأن الأمريكيين على وجه الخصوص تواقين للتوصل إلى اتفاق سلام يسمح لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بالخروج من أفغانستان حافظا لماء وجهه، وترك البلد ينعم بالمزيد من السلام والاستقرار.
وفي مارس/آذار عام 2012 علقت طالبان المحادثات الأولية مع الولايات المتحدة التي ركزت على تبادل الأسرى.
كانت حركة طالبان تطالب بالإفراج عن خمسة من كبار عناصرها من معتقل غوانتانامو مقابل تحرير الرقيب الأمريكي باو بيرغدال، الذي يعتقد أنه في قبضة طالبان منذ عام 2009.
ولكن عدد ممثلي طالبان وأنشطتهم في قطر راح يتزايد بصورة تدريجية. والآن يوجد في قطر أكثر من عشرين من عناصر طالبان رفيعي المستوى نسبيا يعيشون رفقة عائلاتهم.
وخلال العامين السابقين أرسلت طالبان ممثليها من قطر إلى اليابان وفرنسا وألمانيا للمشاركة في مؤتمرات حول أفغانستان عقدت هناك. وفي الآونة الأخيرة، أرسلت الحركة وفدا إلى إيران.
والجدير بالذكر أن العناصر المقيمة في قطر لا تمثل إلا طالبان أفغانستان وهي حركة التمرد الرئيسية التي يقودها الملا محمد عمر. ولا يوجد أي ممثلين عن طالبان باكستان.
لقاء التسوق
ويتردد أن كافة أعضاء مكتب طالبان قدموا إلى قطر عبر باكستان. ووردت تقارير تشير إلى أن قلّة منهم تنقلوا بين قطر وباكستان خلال العامين السابقين.
ويبدي عناصر طالبان بصورة عامة، خلال إقامتهم في الدوحة، حرصا على تقييد أنشطتهم ولا يبادرون إلى الظهور كثيرا.
ولكن الدوحة ليست مدينة كبيرة. كما أنها تضم نحو ستة آلاف من العمال ورجال الأعمال الأفغان الذين يستقرون بها.
لقد أبلغني العديد من الأشخاص بأنهم يرون من آن لآخر بعض ممثلي الحركة يقودون سياراتهم ويمشون في الشوارع ويرتادون مراكز التسوق والمساجد.
ونشر أحد الدبلوماسيين العاملين بالسفارة الأفغانية في الدوحة قصة مقابلته مصادفة بأحد ممثلي طالبان في مركز تجاري بالدوحة.
يقول "اقتربت من طفلين حينما سمعتهما يتحدثان اللغة البشتونية".
ويستطرد قائلا "حاولت التعرف على الرجل الذي كان بصحبة الطفلين ولكنه تجنب الكشف عن أي معلومات تخصه. فسألته: هل أنت من الجانب الآخر؟ فاحمر وجهه خجلا وغادر المكان".
وقال الدبلوماسي الأفغاني أيضا "إن عناصر طالبان، مثلهم مثل غيرهم من الأفغان، يرتادون السفارة الأفغانية لتسجيل موالديهم أو تجديد وثائقهم الثبوتية".
ويقول رجل الأعمال الأفغاني زدران درويش الذي يعيش في الدوحة "إنهم يعيشون في الدوحة في منازل مريحة يتولى دفع تكاليف الإقامة فيها قطريون، وهم على وجه العموم شعب ودود".
ويردف "لقد أبلغني أحد أعضاء حركة طالبان ذات مرة انه سئم بعد ثلاثين عاما من الحروب وهو الآن يرغب في أن يعيش في بيئة مسالمة".
وعلى مدار سنوات طويلة، حاولت الحكومة الأفغانية ومساندوها في الغرب التواصل مع طالبان، ولكنهم لم يجدوا لديهم أي عناوين أو طرق اتصال محددة لقادة طالبان.
وفي إطار خطوات بناء الثقة، كان من بين أهم أولويات المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان توفير الحماية لقياديي حركة طالبان المشاركين في محادثات السلام وكذلك توفير عناوين إقامة دائمة لهم.
وأنشئ المجلس الأعلى للسلام بعد تكليف مجلس الجيرغا، المُشَكَلُ عام 2010 في كابول من زعماء القبائل، بالاتصال بقادة طالبان وإقناعهم بالمشاركة في عملية السلام.
وحرصت الحكومة الأفغانية على افتتاح مكتبين لطالبان في تركيا والمملكة العربية السعودية، لأنه يعتقد أن هاتين الدولتين ذواتي نفوذ أكبر ولديهما علاقات عمل أوثق مع كابول.
"علاقات ودية"
ولكن المكان المفضل بالنسبة إلى طالبان كان قطر حيث اعتبرتها الحركة موقعا محايدا. وتنظر طالبان إلى قطر باعتبارها ذات علاقات متوازنة مع كافة الأطراف وتحتفظ بمكانة مرموقة في العالم الإسلامي.
ووافقت الولايات المتحدة من جانبها أيضا على هذا الخيار.
ويقول مسؤولون أفغان إن الرئيس حامد كرزاي أعطى أخيرا الضوء الأخضر لإنشاء هذا المكتب بعد أن حصل على ضمانات بأن يبقى بعيدا عن الأضواء ولا يستخدم إلا كمكان لعقد مباحثات السلام.
ولم يرغب الرئيس الأفغاني في أن يستغل المكتب لأي أنشطة أخرى، مثل توسيع علاقات طالبان مع بقية بلاد العالم، أو تجنيد عناصر للحركة أو جمع التبرعات.
وكان لدى كل طرف من الأطراف أسبابه لدعم المحادثات داخل قطر:
· فالولايات المتحدة ترغب في إطلاق سراح الرقيب بيرغدال الأسير في إطار نوع من الاتفاق مع طالبان.
· أما طالبان فترغب في إطلاق سراح أعضائها المحتجزين في معسكر الاعتقال الذي تديره الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو، كما ترغب في تقليص اعتمادها على باكستان، وإبراز حضورها على الصعيد العالمي.
· وترغب الحكومة الأفغانية في أن تحتفظ بمسافة بين طالبان وباكستان، وأن تُمكِّن أعضاء طالبان من المشاركة في المحادثات دون خشية الاعتقال على يد السلطات الباكستانية.
· وترغب الحكومة الباكستانية من جانبها هي الأخرى في إظهار أنها لا تهيمن على حركة طالبان وأن الحركة تتخذ من قطر مركزا لها، لا من باكستان.
· وفي النهاية، تصر حكومة قطر على أن استضافتها لقادة طالبان ينبع من رغبتها في المساعدة والترويج لنفسها كوسيط رئيسي في هذا الصراع الذي طال أمده.
ولم تكن قطر واحدة من الدول الثلاث التي اعترفت بنظام طالبان في أفغانستان بين عامي 1998 و2001 وهي باكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ولكن بحسب مسؤول في وزارة الخارجية التابعة لحكومة طالبان سابقا فإن قطر كانت تحافظ على علاقات "ودية" مع الحركة.
وبعد إسقاط حكومة طالبان، لم يجد قادتها مكانا يلوذون إليه.
وتقدم قليل من قياديي طالبان رفيعي المستوى بطلبات لجوء إلى قطر، ولكن هذه الطلبات رفضت سرا أو تم تجاهلها لعدد من الأسباب.
ومن بين هذه الأسباب أن أسماء بعض المتقدمين بطلبات اللجوء مدرجة على قوائم العقوبات التي تصدرها الأمم المتحدة أو تلك التي تصدرها الولايات المتحدة الأمريكية. أو لأنهم مطلوبون أمام العدالة في الولايات المتحدة.
"كيسنجر العربي"
تقدم قليل من قياديي طالبان رفيعي المستوى بطلبات لجوء إلى قطر
وتمكّن، بالرغم من هذا، بعض عناصر طالبان من السفر إلى قطر وغيرها من دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بصفتهم عمالا عاديين أو رجال أعمال أفغانا.
ولم يكن أولئك من قيادات طالبان ولا من الأسماء المعروفة. وبإمكانهم الاختلاط بسهولة بأفغان الشتات في الخليج.
وقبل نحو عامين، انتقل من كابول إلى قطر أيضا الملا عبد السلام ضعيف، السجين السابق في غوانتانامو وسفير طالبان لدى باكستان. وسافر ضعيف إلى هناك بمجرد إزالة اسمه من على قائمة العقوبات الدولية، مصطحبا عائلته.
واشتهرت قطر، تلك الدولة الخليجية الثرية ذات الأغلبية السنية، بتحقيق نجاحات تفوق حجمها. وفي هذا الإطار، أضحت اسما مألوفا بفضل إطلاقها شبكة قنوات الجزيرة التلفزيونية.
وشاركت قطر كوسيط في عدد من الأزمات الدولية الكبرى ومنها أزمة إقليم دارفور السوداني والانقسام بين فصيلي فتح وحماس الفلسطينيين.
كما ساهمت قطر بفعالية في انتفاضات الربيع العربي وأيدت التمرد المسلح في كل من ليبيا وسوريا.
وتشير التقارير إلى أن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الأمير الطموح البالغ من العمر واحدا وستين عاما، يستعد لتسليم مقاليد الأمور لابنه ولي العهد تميم بن حمد آل ثاني.
وتميم معروف بنشاطه الدبلوماسي إذ تصفه وسائل إعلام مختلفة بأنه "هنري كيسنجر العرب".
وساهم افتتاح مكتب طالبان لدى قطر في وضع البلاد في دائرة الضوء الدولية التي تتوق إليها.
أما التحدي فيتمثل في كيفية جعل هذه المساعي لعقد جولة جديدة من المحادثات، قصةَ نجاح.
كيف وصلت محادثات طالبان في الدوحة إلى طريق مسدود
مكتب الدوحة أثار استياء الرئيس حامد كرزاي
لم تبدأ المحادثات في الدوحة بطريقة جيدة. وفي الحقيقة، فإن طالبان لم تستخدم فعليا مكتبها منذ أن تم افتتاحه في يونيو/حزيران.
ومنذ البداية، أعرب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن غضبه إزاء افتتاح طالبان لذلك المكتب الذي يتمتع بقدر كبير من الفخامة والبهاء.
وطالب كرزاي بإغلاق المكتب، كما قام بتأجيل زيارة كان من المقرر أن يقوم بها أعضاء من المجلس الأعلى للسلام الأفغاني للقاء ممثلين عن الحركة هناك.
كما قال الرئيس إن هناك مؤامرة لتقسيم أفغانستان وتقويض سلطته حتى يتم تقديم طالبان كحكومة بديلة.
وإلى جانب موقف كرزاي، انتقدت الولايات المتحدة أيضا افتتاح مكتب طالبان بهذه الطريقة الاستعراضية، وطالبت قطر بأن تزيل علم الحركة من فوق بناية المقر.
وعلاوة على ذلك، طالب الطرفان أيضا بإزالة اللافتة التي تحمل نقش الإمارة الإسلامية في أفغانستان، والذي كانت طالبان تستخدمه في فترة توليها للسلطة في تسعينيات القرن الماضي.
قضية كرامة
وخلال يومين من افتتاح المقر، قامت السلطات القطرية فعليا بإزالة اللافتة والعلم، وهو الأمر الذي جعل طالبان تشعر بأنها وقعت ضحية للكذب وعدم الاحترام.
ولم يدخل ممثلو الحركة ذلك المبنى منذ إزالة اللافتة والعلم، لتصبح هذه القضية قضية كرامة لكل الأطراف التي تنتظر الآن لتستمع إلى بعضها البعض.
وتنتظر الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية لترى إذا ما كانت طالبان ستمضي قدما في المحادثات تحت شروط جديدة.
كما أن طالبان تنتظر لترى إذا ما كانت الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية ستكون لديهما النية للقاء ممثلي الحركة بناء على شروطهم، فهم يريدون أن ترفع اللافتة والعلم على بناية مكتبهم.
ومن الضروري الآن أن تكون هناك آلية لحفظ ماء الوجه لتكون مقبولة من جميع الأطراف.
وقد يتمثل أحد الحلول في أن تعرض طالبان لافتتها وعلمها بطريقة أقل ظهورا، كأن تكون داخل البناية نفسها، وهو ما سيبدد أي شعور بأن البناية هي بناية ترتبط بإحدى السفارات.
وتصر الحكومة الأفغانية على ألا يجري استخدام ذلك المكتب إلا في محادثات السلام المؤقتة، وألا يصبح ذلك المكان هو ملتقى طالبان لتقديم أنفسهم من هناك كبديل عن الحكومة الأفغانية أو كحكومة في الشتات.
كما تصر أيضا على أن تجرى المحادثات وجها لوجه بين المجلس الأعلى للسلام وبين "ممثلين مفوضين من حركة طالبان".
وترى الحكومة أيضا أنه وبعد حدوث اتصال أولي بين الطرفين، يجب أن ينتقل ذلك المقر إلى داخل الأراضي الأفغانية لتقام الدورة الثانية والثالثة من تلك المباحثات في أفغانستان.
وفي الوقت نفسه، فإن ثمة جدل داخلي ما بين أفراد الحركة حول طريقتها في محادثات السلام.
حيث تضم الحركة بين صفوفها -وخاصة صفوف قيادييها الميدانيين المتشددين- من يناهضون الفكرة برمتها، ويرون أن لهم اليد العليا في ساحة المعركة، وأن قوات حلف شمال الأطلسي "النيتو" ستغادر البلاد على أية حال.
أما بالنسبة للعديد من مقاتلي طالبان، فإن المحفز الأكبر لهم على القتال يتمثل في وجود قوات أجنبية في أفغانستان.
اعتراف أمريكي
وكانت طالبان قد افتتحت مقرها ذلك في العاصمة القطرية الدوحة حتى تقول للعالم إنها ليست مجرد حفنة من المتمردين، بل إنها تمثل قوة سياسية تدرك التعقيدات الدبلوماسية التي تواجهها. كما أن المتمردين يسعون لرفع تمثيلهم الدولي.
إلا أنه وفي البداية، يسعى أولئك المتمردون أيضا للحصول على ثلاثة أمور من شأنها أن تهدئ من غضب أفراد طالبان ممن ليسوا سعداء بفكرة محادثات السلام هذه.
وتتمثل تلك الأمور الثلاثة في تبادل عدد من أسرى طالبان المحتجزين في معتقل غوانتانامو مع بو بيرغدال، ذلك الجندي الأمريكي المأسور لدى طالبان منذ يونيو/حزيران عام 2010، إلى جانب رفع طالبان من القوائم السوداء لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، إضافة إلى صدور اعتراف من الولايات المتحدة بأن طالبان لها وجود وتمثل قوة سياسية وعسكرية على الأرض.
ومنذ البداية وطالبان تقول إنها ترغب في إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، باعتبارها أن هذه الأخيرة هي الطرف الرئيسي في ذلك الصراع.
كما تقول الحركة أيضا إنها مستعدة للمحادثات مع كل الأفغان، بما فيهم الحكومة الحالية ومجلسها الأعلى للسلام، ولكنها ترى أن ذلك لا يمثل أهمية كبيرة في الوقت الحالي، باعتباره شأنا داخليا أفغانيا يمكن النظر فيه في "الوقت المناسب".
وخلاصة القول أن محادثات الدوحة كانت تواجه عقبات من الشك المتبادل ونظريات المؤامرة.
لذا، وبينما يعتقد الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، أن مكتب طالبان في قطر قام بتقديم مسلحي طالبان على أنهم بديل للحكومة في كابول، يرى أفراد الحركة أن الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة ليستا جادتين بشأن محادثات السلام، وتسعيان لإحداث تقسيمات داخل الحركة من شأنها أن تضعفها.
وأدى فشل محادثات الدوحة لأن يوقف كرزاي المحادثات مع الإدارة الأمريكية بشأن اتفاقية أمنية ثنائية، قد يبقى بموجبها بضع آلاف من الجنود الأمريكيين متمركزين فيما يصل إلى تسع مواقع مختلفة في أفغانستان بعد انسحاب قوات النيتو منها في عام 2014.
إلا أن واشنطن قد حذرت من ألا يكون أمامها سوى انسحاب كامل قواتها بنهاية العام المقبل إذا لم يتم التوقيع على تلك الاتفاقية.
لذا، فإن ذلك الجدل القائم حول مكتب طالبان في الدوحة قد زاد من تعقيد
عملية السلام وصعوبتها.
كما أن الاتهامات المتبادلة قد زادت من حالة الفجوة وعدم الثقة بين هذه الأطراف الثلاثة.
ورغم ذلك فمن المنتظر على المدى الطويل أن تستأنف عملية المفاوضات عند مرحلة معينة، بما أن الأطراف لا زالت تسعى للحوار، إلا أن ذلك سيستغرق وقتا.
كما أنه من الممكن أيضا لمكتب طالبان ألا تتم إعادة فتحه مرة أخرى في قطر، لينتقل إلى دولة أخرى، حيث إن المملكة العربية السعودية تعتبر نقطة التقاء مفضلة لدى الحكومة الأفغانية.
والآن، يدرك الجميع أن الوقت آخذ في النفاد في أفغانستان، فمن المنتظر أن تنسحب قوات حلف النيتو من هناك، كما أن فترة ولاية كرزاي تنتهي بإجراء انتخابات إبريل/نيسان عام 2014، ومن المتوقع أيضا أن تنخفض المساعدات الاقتصادية الخارجية.
ويبقى التحدي الآن متمثلا في كيفية الموازنة بين الصبر الاستراتيجي الضروري في مثل عمليات السلام المعقدة تلك وبين الحقائق على الأرض في أفغانستان والمنطقة حولها.