كل اصدقائي يعلمون فخري ببداوتي لأنني بدوي ولاأستغني من سلالتي البدوية التي ولدة عليها وتربيت على بيئتها العشائرية من حيث احكامها واعرافها وشعارها انصر اخوك باطلا او محقا ظالما او مظلوماً ولمفهومنا كأننا في العصر الجاهلي ولم نتأثر بمبادئ الاسلام وقوانينه وحضارته التي رافقته ونبذة العصبية العشائرية والقبلية .
ولي بعض الأصدقاء من المتحضرين بثقافتهم واشباههم يعيبون فخري ويستهزئون ببداوتي ألا انني ازداد عزاً وفخراً لأن البداوة ترتبط بكل الاصالة والقيم الحميدة ولا يعرفون الكذب والرياء والخديعة وماشابهه من رذائل .
ولكن في بعض الاحيان كانت تراودني افكار التخلي عن هذه الاعراف لمصاحبتي بعض الشكوك لأننا في عصر االتطور والتقدم وعلينا ان نعيش تحت قانون التحرر ببناء دولة لها سيادتها مبنية على اساس العلم والمعرفة .
ولكن ذهبت كل شكوكي ادراج الريح عندما امتطيت حماري وزرت احدى الدوائر فوجدت من يعيب انتمائي لعشيرتي غارقاً فيها حد النخاع فزوجته السكرتيرة واشقاءه واولاد امامه الذين لايجيدون القراءة والكتابة في حمايته الشخصية وابن خاله سائق للعائلة وعمه موظف الاستعلامات واصهاره يديرون شؤن تلك الدائرة بغض النظر عن كفاءاتهم العلمية والعملية تحت شعار الشجره الماتفي على اهله لاخير بيه ومن الممكن تعين اقارب المسؤول في دائرة اخرى من حيث تبادل المنفعة الوظيفية مع مسؤول اخر .
فكل الذي رأيته جعلني اتمسك اكثر بتربيتي العشائرية وازداد اخلاصاً وفخراً لها ، فركبت حماري الذي هو خير جليس لي في هذا الزمان عائداً لقبيلتي وبيتي .