النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

1_4 صفحات عراقية من حياتي_ مراد العماري

الزوار من محركات البحث: 61 المشاهدات : 1307 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
    صوتيات: 10 سوالف عراقية: 0
    مقالات المدونة: 27

    1_4 صفحات عراقية من حياتي_ مراد العماري

    TODAY - March 02, 2011
    صفحات عراقية من حياتي 1_4 بدايات في ظل الملوكية
    مراد العماري

    في العمارة
    وُلدت في مدينة العمارة جنوبي العراق في 21/4/1923، لعائلة العماري التي سميت هكذا نسبة إلى مسقط رأسي في مدينة العمارة. كان لوالدي عبدالله مقهى تساعده فيها امي مسعودة، التي تولت تربيتي وتربية اختي الوحيدة دينة، وهي

    تصغرني 8 سنوات. كان لمقهى والدي تاثير كبير في بداية حياتي. وذلك بوجود مجلَّد لتجليد الكتب والصحف بقرب المقهى. وبهذا تيسر لي وانا في الحادية عشرة من عمري ان اقرأ الوقائع العراقية واطلع على التعيينات والقوانين التي يشرعها البرلمان العراقي. وهذا الأمر اغنى معلوماتي السياسية بصورة رائعة. وعلى ذكر مقهى والدي، يطيب لي أن أذكر هنا أن هذا المقهى، كان المقهى اليهودي الوحيد في العمارة. وكان من المفروض ان يغلق خلال شهر رمضان، إلا أن رئيس البلدية آنذاك، جميل الخضيري، كان يسمح لوالدي بصورة استثنائية أن يفتح المقهى خلال شهر رمضان لكي يتسنى لغير المسلمين أن يجدوا أماكن للأكل والشرب بسهولة.
    وفي العمارة بدأت الدراسة الدينية, على أيدي معلمين متدينين إلى جانب دراستي في مدرسة الأليانس الإسرائيلية في العمارة. وبقيت في هذه المدرسة حتى أكملت الدراسة في الصف الرابع. وأكملت دراستي الأبتدائية والمتوسطة والثانوية في مدرسة السنية للبنين في العمارة حيث حصلت على شهادة الثانوية في عام 1939. وقد تاثرت بمعلمي محمد جواد جلال – معلم اللغة العربية. وكان ذلك بعد زيارة مفتش اللغة العربية الأستاذ بهجت الأثري الذي أوصى برعايتي بعد ان سمعني أقرأ قصيدة. وبعد أن أكملت الدراسة الثانوية التحقت بدورة خاصة للمعلمين في بغداد بعدها عُينت معلماً في إحدى المدارس الإبتدائية في قرية مسيعيدة بلواء العمارة (ميسان) حاليا. ولم أستمر في التعليم أكثر من سنة دراسية واحدة.

    حياتي في بغداد
    دار الإذاعة العراقية
    وفي عام 1941 سافرت إلى بغداد وبدأت العمل في مديرية السكك الحديد وعملت في السكك حتى عام 1944. بعد ذلك التحقت بكلية الحقوق. وفي نفس العام عملت بضعة اشهر مفتشاً في وزارة التموين.
    وقد علمت أن الإذاعة العراقية بحاجة إلى مذيعين، فقدمت عريضة للحصول على وظيفة مذيع. وجرى امتحان لكل الذين طلبوا العمل في الإذاعة وفعلا تقرر قبولي مذيعا مع خمسة آخرين. وبدأت العمل في الإذاعة يوم الجمعة 1/9/1944. وعندها طلب منّي المدير العام الأستاذ أحمد زكي الخياط أن أقرأ في نفس اليوم نشرة الأخبار الأولى في الساعة الخامسة مساءاً. وعند انتهاء الإذاعة شكرني المدير العام على تلاوة النشرة وتمنى لي النجاح باستمرار. وأمضيت في الإذاعة سنتين حتى الثامن والعشرين من شهر حزيران عام 1946. وفي نفس هذا اليوم قامت مظاهرات في بغداد مطالبة بجلاء القوات البريطانبة عن العراق. غير أن هذه المظاهرات اتسمت بالعنف. فاٌصطدمت الشرطة بالمتظاهرين. وأطلقت النار من قبل الشرطة مما أدى إلى مقتل الطالب شاؤول طويق وقد كان من أصدقائي المقربين. وقد أعطوني بيانا رسميا لإذاعته ينص على أن المتظاهرين هم الذين أطلقوا النار على الشرطة فرفضت إذاعة البيان بسبب هذا الكذب الصارخ.
    وبعد أن أنهيت عملى في الإذاعة ذلك اليوم قلت لمدير الإذاعة إنني لا أنوي مواصلة العمل في الإذاعة لأن اللغة المشتركة التي كانت تشدني إلى الإذاعة قد زالت. غير أن مدير الإذاعة طلب مني أن أتمتع بإجازة لمدة معينة إذا اردت، إلا أن الحاحات مدير الإذاعة لم تجد نفعاً.

    رئيس مذيعين من هلسينكي
    قال لي مرة مدير الدعاية الأستاذ شاكر على التكريتي، أن المدير العام أحمد زكي الخياط يريد أن يلقاك. فذهبت إليه وسلمني رسالة قال أنه تلقاها من أحد المستمعين في هلسنكي. وطلب هذا المستمع في رسالته تعييني رئيساً للمذيعين وقال للمدير العام إن المذيع الذي قرأ نشرة الأخبار بعد تلاوة القرآن الكريم صباح يوم الجمعة يجب أن يكون قدوة للآخرين ولهذا اتوقع تعيينه رئيساً للمذيعين.
    وسألني المدير العام عن رأيي فقلت له إن هذا أمر غير ممكن لأن العمل رئيساً للمذيعين يأخذ وقتي كله ولا أستطيع آنذاك أن أعمل في الجريدة. وانتهى الحديث إلى هذا الحد.

    الملكة عالية وأم كلثوم
    وفي شهر مايس من عام 1946، تقرر الأحتفال بعيد ميلاد الملك فيصل الثاني. وقررت الملكة عالية دعوة المطربة الكبيرة "أم كلثوم" لإحياء هذا الأحتفال. وبالمناسبة ابلغني مدير الإذاعة شاكر علي التكريتي ان الملكة عالية طلبت ان أتولى أنا نقل الأحتفال. فقلت له: إنني وحدي لا أستطيع أن أقوم بهذه المهمة لا سيما وانني سأحضر الحفل باعتباري سكرتير تحرير جريدة الشعب، وتم الأتفاق بهذا الصدد على أن يشارك في النقل الزميل الإذاعي على شكر الخطاب. والمعروف أنني عملت مذيعاً في راديو بغداد بين أيلول 1944 وحزيران 1946. وقد لقي حفل أم كلثوم إهتماما كبيراً بطبيعة الحال واستمر حتى الساعة الخامسة فجراً.

    الشاعر العراقي الكبير الأستاذ معروف الرصافي في حياتي
    إِِنْ فاخَرَت بَلْدَةٌ يوماً بِشَاعِرِها فإنَّ شاعِرَََنا في الشَّرقَِ مَعْروفُ
    رافقني شعر الرصافي بصورة مستمرة، فقد كنت في المتوسطة وكنت أحفظ قصائد الرصافي عن ظهر قلب. فديوان الرصافي معي دائماً أينما توجهت. وكان للرصافي تأثير كبير في حياتي الأدبية ثم في نشأتي الشعرية، ولما كنت مقيماً في العمارة لم يتسن لي أن التقي بالرصافي، وحتى في بغداد لم أجتمع بالرصافي أكثرمن مرة واحدة.
    وهذه المرة كانت، في الحقيقة مهمة كلفني بها في شهر تشرين عام 1944 مدير الدعاية العام الأستاذ أحمد زكي الخياط، فقد طلب مني أن التقي بالرصافي مع طلب بأن ينظم قصيدة بمناسبة المولد النبوي.
    فذهبت إلى الأعظمية حيث مقهى الرصافي، وجلست هناك وتبادلنا الحديث وعرضت عليه طلب الأستاذ الخياط فانتفض منفجراً وقال:
    "إن رسول الله بُراءٌ من هذا الزنيم".
    ولكن الرصافي أبى أن ينفصل عني بسهولة.
    وفي صباح يوم الجمعة المصادف 16/3/1945، حين كنت مذيعا في دار الإذاعة، إتصل بي الأستاذ ناجي القشطيني وكيل مدير الدعاية العام وأملى علي كلمة نعي للرصافي لأُذيعَها في الصباح وفعلاً فعلت ذلك. ثم توجهت إلى الأعظمية للمشاركة في تشييع الفقيد. رحمة الله عليه.

    الوصي عبد الأله والرصافي

    وقد يستغرب القارئ إذا علم أن عبد الإله انزعج كثيراً من الضجة التي قامت بمناسبة وفاة الرصافي ومن النعي الذي أذعناه في الإذاعة إلى الأخبار البارزة التي نشرت في الصحف.
    وفهم المسؤولون ذلك فأوعزوا إلى الصحف أن تقلل كثيرًا من نشر الأخبار عن الرصافي، والأنكى من ذلك أن الوصي طلب عدم نشر أخبار الرصافي في الصفحة الأولى من الصحف لئلا يرى صورة الرصافي وهو في طريقه إلى البلاط الملكي.
    أما أنا فقد كتبت المقال الخاص في أربعين الرصافي سلفاً وأردتُ نشر المقال تحت عنوان "في أربعين الرصافي". وكان هذا اليوم 25/4/1945 يوم انعقاد الجلسة الأولى لمؤتمر الأمم المتحدة، غير أن أوامر البلاط كانت صارمة بهذا الشأن، فاضطررت لأن أغير العنوان من "في اربعين الرصافي" إلى "مؤتمر الأمم المتحدة". بينما المقال كان خاصاً بالرصافي وأربعينه.
    والمعروف أن البلاط الملكي كان ضد الرصافي بسبب موقفه المعادي للعائلة المالكة.

    إياك أعني يا صاحب الجلالة
    ولذلك اُوْرِدُ هذه القصة الفريدة التي لم تنشر من قبل:
    درج نوري السعيد على أن يواصل مساعيه من أجل التقريب بين الملك فيصل والرصافي. وقد تمكن السعيد من جمعهما مرة فدار بينهما الحديث التالي:
    سأل الملك الرصافي : "من تعني بقولك "يعدد أياماً ويقبض راتباً – يامعروف؟"
    فرد عليه الرصافي : "إياك أعني يا صاحب الجلالة".
    فرد عليه الملك : "أأنا الذي يعدد أياماً ويقبض راتباً؟"
    فقال الرصافي : "أرجو ألا تكون كذلك يا صاحب الجلالة".
    والبيت المقصود في هذا الحوار:
    لنا ملك يعدد أياماً ويقبض راتباً.......وهو جزء من قصيدة بعنوان تجاه الريحاني: هي النفس. ومطلعها:
    هي النفس أغشى في رِضاها المَعاطَبا وأحْمِلُ مِنْها بين جَنْبَيَّ قاضِبا
    وانتهى اللقاء. وذهب كل إلى وجهته.

    عملي في الصحافة
    وكنت قد بدأت عملي الصحفي سكرتير تحرير لصحيفة "الشعب" في نفس يوم الجمعة الذي انضممت فيه الى الإذاعة العراقية. فقد واصلت عملي في تلك الصحيفة التي كنت من مؤسسيها البارزين. ولم تطل فترة عملي في تلك الصحيفة لأنني قدمت استقالتي منها بعد أن قرر صاحب الجريدة المحامي يحيى قاسم الإستجابة لدعوة تلقاها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في شهر مايس 1945 من مديرية العلاقات العامة التابعة للسفارة البريطانية في بغداد لزيارة لندن. واعتبرت قبول هذه الدعوة خروجاً على الصفة التقدمية لجريدة "الشعب"، وقدمت استقالتي نهائيا في 14/5/1945.
    وفي نفس العام انضممت إلى جمعية "الرابطة" التي كان يَرْئِسُها الأستاذ عبد الفتاح إبراهيم وأشرفت على تحرير مجلة "الرابطة" التى كانت تصدرها نفس الجمعية. وواصلت العمل في هذه المجلة حتى اواسط عام 1946 حين قررت تكريس جهودي في كلية الحقوق بعد انضمامي إلى الحزب الوطني الديمقراطي الذي تأسس في شهر نيسان من نفس العام، غير أن تحصيلي العلمي في الكلية قد توقف بعد الغيظ الذي كان يكنه لي وكيل عميد الكلية آنذاك الأستاذ حسين علي الأعظمي. ومردّ هذا الغيظ إلى مقالٍ نشرته في جريدة الشعب عام 1945 تحت عنوان – "الفاشية في كلية الحقوق!!" وقد اعتبره الأعظمي السبب الرئيسي الذي حرمه من تعيينه عميداً أصيلا لكلية الحقوق. والغريب في الأمر أنه تقرر عدم السماح لي بمواصلة الدراسة بعد أن فشلت في درس اللغة الأنكليزية التي كنت أتقنها منذ الصغر في حين نجح في نفس الكلية طلاب لم يكونوا يعرفون الفباء اللغة الأنكليزية. وكنت في تلك الفترة قد التحقت بصحيفة "الأهالي" لصاحبها الأستاذ كامل الجادرجي زعيم الحزب الوطني الديمقراطي. وعملت في تلك الصحيفة أولا مندوبا برلمانيا ثم أصبحت مسؤولا للشؤون الخارجية في الصحيفة إضافة إلى عملي البرلماني. وكنت في نفس الوقت أكتب المقالات الأفتتاحية في الصحيفة من وقت لآخر أولا دون توقيع ثم بتوقيع "م".

    قصة "م"
    ولإيضاح هذا الأمر أقول: حدث مرة، ان كتبت مقالا افتتاحيا للصحيفة ليُنْشَر في اليوم التالي الذي كان يوم الأثنين. ولما كان الجادرجي لا يداوم في الحزب في أمسيات أيام الآحاد، لأنه درج على تنظيم ما كان يسمى آنذاك "القبول" أسبوعيا، فقد أرسلت إليه مسودة المقال للأطلاع عليها في داره. وبعد أن قرأ الجادرجي المقال وأَطْلَع عليه بعض زواره، اتصل بي هاتفياً طالبا مني أن انشر المقال بإسمي الصريح، فامتنعت عن ذلك. ثم اتصل بي الجادرجي مرة اخرى وقلت له إذا كان هناك اهتمام بالمقال فالأهتمام مركزعلى الفكرة وليس على الكاتب. إن هدفي من النشر هو نشر الفكرة وليس الترويج الشخصي. إلا أن الجادرجي اتصل بي مرة ثالثة لإقناعي بنشر اسمي الصريح. وبعد حديث طويل تم الأتفاق على أن انشر المقال بتوقيع "م" وكان معروفا لدى الجميع أن المقالات التي تنشر بهذا التوقيع هي مقالاتي أنا.
    وواصلت عملي في صحيفة "الأهالي". وفي أيلول 1949 بدأت العمل في وكالة الصحافة الفرنسية إضافة إلى عملي في الأهالي. كما واصلت عضويتي في الحزب الوطني الديمقراطي حتى عام 1951، إذ قررت عدم تجديد عضويتي في الحزب بعد ان قرر الحزب إلغاء قرار تجميد الحزب الوطني الديمقراطي الذي استمر عاما كاملا. وبالرغم من أن الجادرجي ألح علي أن أواصل عضويتي غير اني أوضحت له انه بعد صدور قانون إسقاط الجنسية عن اليهود العراقيين لم يعد بإمكاني كيهودي ان أواصل نشاطي السياسي وأني لا أوافق على أن أكون عضوا أشلّ في الحزب.

    انتظروا الجزء الثاني!

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    المڶڪـہ ..!
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 10,018 المواضيع: 943
    التقييم: 724
    آخر نشاط: 17/May/2011
    مقالات المدونة: 4
    رائع جداً سالي ما جئتِ به عن مراد العماري أنا بانتظار الجزء الثاني وبكل شغف
    لك خالص تقديري

  3. #3
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    بانتظار القادم ... شكرا سالي

  4. #4
    من أهل الدار
    Jeanne d'Arc
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ĔvÃņĘśĆềЙćĒ مشاهدة المشاركة
    رائع جداً سالي ما جئتِ به عن مراد العماري أنا بانتظار الجزء الثاني وبكل شغف
    لك خالص تقديري
    مرورك الاحلى ..لكِ مني كل الورد صديقتي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Daleen مشاهدة المشاركة
    بانتظار القادم ... شكرا سالي
    شكرا دالين للمرورك عزيزتي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال