مقال بقلم: شريف خالد
ربما يكون "ليونيل ميسى" هو الإسم الأكثر استهلاكاً فى الوسط الرياضى نظراً للمكانة الرفيعة التى يحتلها ذلك النجم الاستثنائى الغير مسبوق و الذى لا أعتقد ان البشرية ستشهد من هو مثله فى المستقبلين القريب او حتى البعيد.
لذا إسمحوا لى أن أكون واحداً من هؤلاء الذين أجبر سحر "ميسى" قلمهم على الإنصياع له ، و التغزل فى إبداعاته و مهاراته التى تجعل مشاهديه يشعرون وكأنهم يشاهدون لاعباً كرتونياً سقط من إحدى حلقات "كابتن ماجد" الشهيرة !.
قبل شهر أكتوبر من عام 2004 لم أكن أعرف لاعباً إسمه ليونيل ميسى ، و أزعم أيضاً أن قطاع كبير من عشاق الساحرة المستديرة لم يكونوا على علم بذلك اللاعب الارجنتينى الاستثنائى ، ولكننى قرأت اسمه صدفة على احد المواقع الرياضية.
المرة الأولى التى سمعت فيها إسم ميسى بوضوح كانت فى شهر يناير من العام 2005 أثناء مشاهدتى لاحد البرامج الرياضية الشهيرة على قناة رياضية اسبانية و سمعت حينها اسم ميسى ، ولم يسمح ادراكى بمرور ذلك الاسم دون أن ينعقد حاجباى من فرط الدهشة ... ماهو معنى كلمة ميسى ؟ هل هو لاعب جديد ام هو ... و فجأة تذكرت ذلك الإسم الذى قرأته فى موقع رياضى شهير من قبل ولكننى و بكل صراحة لم أعره أدنى إهتمام نظراً لانه لم يكن باتيستوتا أو كريسبو كى أهتم بمتابعته أو حتى معرفة هويته.
مرت الأيام و الشهور وشارك ذلك اللاعب مع برشلونة فى الليغا على فترات فلم يظهر فى 2005 إلا مرات قليلة لم تكن كافية حتى يعلق إسمه بالأذهان خاصة و أن ذلك العصر كان يعرف تألق النجمين الأسطوريين رونالدينيو و إيتو اللذان كونا إمبراطورية البارسا فى ذلك الحين.
البداية الحقيقية لعلاقتى بميسى كانت فى 2006 عبر مشاركته مع برشلونة فى الليغا ، و التى حظت بإعجاب كبير من جانبى على الرغم من انه كان يزاحم اسطورتين يتلاشى بجوارهما تألق أى لاعب أخر.
إستمر إعجابى بذلك الفتى الموهوب عبر مشاركته مع منتخب التانغو فى مونديال 2006 ، إستمتعت بسحره سنة تلو الأخرى إلى أن وصلنا للعام 2009 الذى شهد إحراز ليو لـ 23 هدفاً فى 31 مباراة ببطولة الليغا على الرغم من انه ليس مهاجم صريح ! ، و 6 أهداف فى الكأس ، و 9 فى دورى الأبطال .. و لكى أكون صريح مع نفسى و معكم فإننى إعتقدت أنها نهاية ميسى و قلت لنفسى أنه وصل لقمة الجبل ولابد من أنه سيتراجع و سيصبح لاعباً عادياً ، إلا أن ليو أثبت لى فى العام التالى أن جميع النظريات البشرية التى تؤكد ضرورة تراجع الانسان قليلاً عندما يصل للقمة ما هى إلا كلمات كتبها العلماء و جمعوها إلى جوار بعضها لتكون كتب و مراجع سفسطائية تكسرت جميعها تحت أقدام ذلك الفتى الاستثنائى.
أحرز ميسى فى العام التالى مباشرة 34 هدفاً فى 35 مباراة بالليغا ! ، و هدفاً من ثلاث مباريات بالكأس ، و ثمانية أخرون فى دورى الأبطال ، و هدفين فى كأس العالم للأندية.
ولأننى بشراً ، وقعت فى نفس الخطأ مرة أخرى فى نهاية العام الماضى ، وإعتقدت أن موسم 2010-2011 لا بد وأنه سيكون عام الحزن و التراجع بالنسبة لميسى وفقاً للنظريات البشرية المعروفة ! ، فإذا كان إحراز 47 هدفاً فى 53 مباراة ليس القمة .. فكيف هو شكل القمة إذن يا ميسى ؟؟ لابد و أنك ستسقط هذا الموسم ....
ثم جاء الموسم الحالى ليتأكد لى أن قمة ميسى مختلفة ، و تبعد كثيراً عن جميع القمم التى نعرفها ، فهى أبعد حتى من إيفرست و غيرها من تلك القمم التى يعرفها البشر ، فها هو ميسى يحقق حتى الأن نسبة نجاح أعلى من 100% فى ثلاث بطولات شارك فيها حتى الأن !! فهو ناجح تهديفياً فى الليغا بنسبة 118% ( 26 هدفاً فى 22 مباراة) ، وناجح فى كأس الملك بنسبة 116% ( 7 أهداف فى 6 مباريات) ، وناجح فى كأس السوبر بنسبة 150% ( 3 أهداف فى مباراتين) ، و ناجح إجمالاً حتى هذه اللحظة بنسبة 113.5% ... فإذا كانت هذه أيضاً ليست بالقمة .. فما هى القمة يا ميسى ؟