احيانا نسقط، فيعترينا اليأس
ومثل هذا اليأس اكثر خطورة من السقوط نفسه...
والسؤال هنا هل علينا عند السقوط ان نزداد أملا؟!
والجواب هو يكفي ان لاتصاب باليأس،
لأن الأمر لايدور بين ان يعتريك اليأس أو يمتلكك الأمل، بل هناك منطقة الحياد.
بالإضافة إلی أن السقوط أحيانا هو بداية نجاح، لأنه يفتح عينيك علی مايجب فتح العين عليه.
فيكون السقوط هنا نافعا الم تسمع بأن شخصا سقط علی الارض، وعندما اراد ان يقوم اكتشف درهما تحت قدميه؟
فكل من يسقط لابد من أن يجد فرصة لكي يكتشف شيأ إما في ذاته او علی الارض.
فالعثرات كالنجاح، فيها دروس نافعة. بل إن كثيرا من الاكتشافات والاختراعات هو نتاج عثرات أهل النظر.
وهكذا فلرب إخفاق هو اعظم من إنجاز ، ولرب إنجاز هو أقل من إخفاق.
لأن الإخفاق لايقل عن النجاح في أنه مدهش ومثير للعقل، ومن ثم فهو يربك صاحبه ويهزه فتتاح له فرصة للاندفاع إلی الامام.
فالمطلوب منا ان نحاول النجاح،
ولكن اذا سقطنا فلننظر تحت اقدامنا فلعل درهما قد خبئ لنا علی قارعة الطريق،
واذا فشلنا فنحاول ان نستخرج مكنونات ذاتنا لعل هنالك مايمكن ان يضمن لك النجاح.
ولا ننسی أن سقوط قطرات من الاسيد علی ملابس "غراهام بل " هي التي دفعته الی اختراع جهاز "الهاتف " .
وأن إراقة المطاط السائل والكبريت علی موقد مشتعل هي التي ارشدت "غودير " الی طريقة تقسية المطاط عن طريق معالجته بالكبريت بدرجة حرارة مرتفعة.
وهكذا فإن العثرات ، شأنها شأن النجاحات ، يمكن استثمارها.
ولشعورنا المؤلم عند العثرة لدرجة انها تنسينا محاولة استثمارنا في بعض الاحيان.
ولهذا السبب فإن الذين يستثمرونها قليلون والاكثرية تنتهي بها.
فلنكن من الذين يستثمرون كل فرصة وحتى لحظة السقوط....