تربية الأبناء واجب على الآباء وأولياء الأمور، وهو مطلب شرعي يجر وراءه كثيرا من المنافع للمربي والمربَى جميعا، كما ينتج عنه منافع دنيوية وأخروية لا حصر لها.. لكن..
ماذا لو قدم أب أو أم استقالته من تربية الأولاد؟ ربما تتعجبون من هذا السؤال!! ولكن أليست هذه حقيقة عند بعض الأسر؟
ألم يتحول كثير من الآباء إلى مجرد وزارة مالية، وصارت المهمة تربية أبدان فارغة من العقول؟!
ألم يتحول بعض أو كثير من بيوتنا من محضن تربوي إلى مجرد مطعم أو فندق للنوم فقط؟
هل يعقل أن أباً يمر عليه أسابيع لا يرى أبناءه أو بعضهم؟
أو أن أما ترى صوراً في غرفة ولدها فتقسم ما رأتها إلا الآن وهي معلقة منذ فترة؟
هل الأب الذي لا يعرف صف ولده في المدرسة يصلح أن يكون أباً ومربياً؟!
هل الأم التي تركتها ابنتها وذهبت لتحكي آمالها وآلامها لصديقتها واستقت منها كل ما ترغب في معرفته.. هل هذه تستحق وصف الأمومة الحقيقية؟
الأب الذي يغيب عن حياة أبنائه، ولا يجلس معهم إلا منهكا آخر الليل أمام الشاشة ليشاهد فيلماً أو مسلسلاً ولا يتكلم معهم في أي شيء يخصهم ..
في أي خانة يوضع؟
أليس أمثال هؤلاء قد قدموا استقالة جماعية عن تربية أبناءهم ورعايتهم، أعني التربية فمفهومها الصحيح والرعاية بمعناها الشامل.
ألا يمكن أن يعد أبناء أمثالهم في عداد الأيتام، أعني تربوياً، فإن بعض الآباء حي لكنه كالميت، أبناؤه أيتام في حياة أبيهم.. كما قال الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من .. .. هـم الحياة وخلـفاه ذلـيلا
إن اليــتــيم الــذي تـلــقى لــه .. .. أماً تخلت أو أبا مشغولا.
من الظلم إذا كان هذا حال المربين أن نسخط على أبنائنا لسوء خلقهم أو كثرة أخطائهم، أو قبح فعالهم..
ايها الاباء لكم حقوق على أبنائكم، وهذا صحيح بلا شك، فإن لأبنائكم أيضا حقوقا عليكم