يعدُّ شهرُ رمضان فرصةً ثمينة لاكتساب عادات صحِّية جيِّدة، والتخلُّص من بعض العادات الصحِّية السيِّئة، مثل التدخين.
توقَّف أحمد عبد الرحمن عن التدخين خلال شهر رمضان بمساعدة خبير التدخين في المسجد الذي يصلِّي به في لندن.
أمضى أحمد عبد الرحمن، وهو مراقبُ مرور يبلغ من العمر 36 عاماً، مع التدخين 20 عاماً كان يدخِّن فيها بمعدَّل 10-15 سيجارة في اليوم.
يقول أحمد: "كنت أمتنعُ أحياناً عن التدخين لمدَّة شهر كامل، ولكنَّني كنتُ كلَّما رأيتُ شخصاً يحمل سيجارةً في يده أشعر برغبةٍ في تدخين سيجارة، وهكذا إلى أن أبلغَ حدَّاً لا أستطيع معه مقاومةَ تلك الرغبة، وأعود مجدَّداً إليه".
أصبحت زوجةُ أحمد أكثرَ قلقاً عليه بشأن صحَّته، وقامت بإطلاعه على مقال في إحدى الصحف يتحدَّث عن سرطان الرئة والتهابات الصدر.
يقول أحمد: "رَزقنا اللهُ بطفلين، ولم تكن زوجتي ترغب بأن يتعرَّضَ أيٌّ من أبنائنا لدخان السجائر، ولذلك كنتُ أدخِّن في الحديقة".
مقاومةُ الرغبة بالعودة إلى التدخين
في عام 2005، قام أحمد بإبلاغ أحدَ أصدقاء عائلته برغبته في الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان.
يقول أحمد: " يَحرم على الصائم التدخين في أثناء النهار، ولذا فكَّرت بأنَّه ما دام كنت قادراً على ترك التدخين في أثناء النهار، فلا مبرِّرَ لي ألاَّ أتوقَّف عنه نهائياً".
قدَّم صديقُ أحمد النصيحةَ له بأن يتَّصل بالمركز الصحِّي الأقرب إليه، والذي كان يضمُّ مجموعةً مناهضة للتدخين توفِّر الدعمَ للراغبين بالتوقُّف عنه.
كانت تلك المجموعةُ تقوم بعقد أربع إلى خمس جلسات جماعية في الأسبوع في المسجد القريب منه. وكان ينبغي على المشاركين في المجموعة الالتزام بالحضور لمدَّة خمسة أسابيع.
وفي الأوقات بين الجلسات، كان يتوجَّب على أحمد الاتِّصال بالمساعد المسؤول عن دعمه كلَّما شعرَ بالرغبة في تدخين سيجارة.
يقول أحمد: "أحببتُ فكرةَ الإقلاع عن التدخين مع مجموعة من الأشخاص الآخرين الذين يعانون من مشكلتي نفسها، لقد كان من الرائع أن أتحدَّثَ إلى من يعرف ويقدِّر ما أواجه من مشاكل، لقد اقترح المنسِّقُ المشرف علينا العديدَ من الأفكار لنقومَ بها خلال الأيَّام الأولى للإقلاع عن التدخين".
المهمةُ تسهل شيئاً فشيئاً
لقد كانت الأسابيعُ الأولى صعبةً للغاية. من الصعب الامتناع عن الطعام والشراب خلال اليوم، ولكن الأصعب بالنسبة لي كان الامتناعَ خلاله عن التدخين".
كان أحمد يقوم بمضغ علكة نيكوتين كلَّما وجد في نفسه حاجةً إلى التدخين.
يقول أحمد: "إنَّ عمليَّة التوقُّف عن التدخين أمرٌ يجب ألاَّ تبدي معه شيئاً من التسامح، لقد كنت أمرُّ بلحظات أقول فيها لنفسي إنَّ تدخين سيجارتين لن يقدِّم أو يؤخِّر شيئاً، ولكنَّني أدركتُ أنَّني إذا سمحت لنفسي بتدخين سيجارة، فلن ينتهي الأسبوعُ قبلَ أن أعودَ لتدخين 15 سيجارة يومياً مرَّة أخرى".
كان أحمد إذا شعر برغبة جامحة للتدخين خلال اليوم، يجلس في مقهى لغير المدخِّنين، ويتناول إحدى الجرائد ليقرأها حتَّى تزولَ تلك الرغبةُ من نفسه.
يقول أحمد: "أعتقد أنَّ السببَ الرئيسي الذي ساعدني على التوقُّف عن التدخين هذه المرَّة هو أنَّني رغبت بالفعل بالتوقُّف عنه، تلك المهمَّة تصبح سهلة شيئاً فشيئاً. وبعدَ مرور أربعة أسابيع، كنت قادراً على الامتناع عن التدخين بمساعدة علكة النيكوتين، والآن أفخرُ بالقول إنَّني لم أدخِّن منذ شهر رمضان قبلَ عامين من الآن".
ويضيف أحمد قائلاً: "أستطيع اليومَ ممارسةَ التمارين الرياضية دون أن أشعر بانقطاع نفسي، كما أشعر بأنَّ ذهني أصبح أكثر صفاءً. زوجتي فخورةٌ بي للغاية، وكم هو جميلٌ أنَّني لم أعد بحاجة للخروج في البرد أو المطر لمجرَّد أن أدخِّن سيجارة".