مصر الإنتفاضة تسير بقوة وعزم*الأستاذ جواد دوش


مصر الإنتفاضة تسير بقوة وعزم*الأستاذ جواد دوش

نتمنى أن تكون مصر الإنتفاضة تسير بقوة وعزم وإرادة في الإتجاه الصحيح


July 6, 2013 at 11:06pm
إن الوقوف على أطلال المأساة وبكائيات الدمن الخاوية إلا من صور " مرسي " تذكرنا بالأسر عندما تنصب الأسلاك توعداً حتى بـ " قفا نبك " ، عاد الضجيج الغبي الذي كاد يخنق الحياة المصرية باللون الواحد وأخونة الدولة والإستعلاء على الشعب، والمناورات المعروفة والمستهجنة ، وإنسداد أفق الحوار الجدي وإفتعال المعارك الهامشة مع القضاء والأعلام والمعارضة وحرية الأعتقاد والإصطدام بمؤسسات الحكم المدني ، وأغلاق الدائرة الخانقة حوله تلك هي المشاكلات العميقة وتركها دون حلول واقعية ملموسة لقضايا المجتمع الملحة والعاجلة . ولم يبقَ مع " الرئيس " المخلوع سوى عناصر من مكتب الإرشاد ورفض دعوة المعارضة الى إجراء إنتخابات مبكرة متشبثاً بالشرعية الدستورية وبصندوق الإنتخاب ومجلس الشعب ذو اللون الواحد معتبراً ذلك هو الديمقراطية وتجاهل حقيقة الديمقراطية بأنها حكم الشعب والمؤسسات والقيم الديمقراطية والبرنامج الإنتخابي ، وإختار المعاكسة للتيار العام ونسى أن مشروعية الأمر الواقع اذا ارتبطت بالمشروعية الجماهيرية تكون أقوى وأمتن. ونظراً لخروج الملايين من المتظاهرين ضد حكمه تدخل الجيش والقوات المسلحة وحسم المعادلة لصالح الشعب المصري الثائر ، ولكن الجيش مؤسسة كبرى ومرآة للوطن تعكس إتجاهاته المختلفة ، مهمته بالأساس هي الحفاظ على حدود الوطن وترسيخ أمن البلد . وليس التدخل في الحياة السياسية ــ إلا في حالات نادرة ومحددة وطارئة وإستثنائية ــ ضرورية تستهدف إنقاذ البلد من سفك الدماء في عمليات الصراع الداخلي وحماية الأمن القومي للبلاد وحماية الوطن من التدخلات الخارجية ، ويتألف الجيش من مؤسسة غير ديمقراطية وله أجندة خاصة ! ونحن ندعو جميع القوى الوطنية والقومية والديمقراطية من كل التلاوين الساسية والدينية إلى المصالحة الوطنية بما فيها أخوان المسلمين والتيارات الإسلامية المنفحتة على المجتمع ونبذ التيارات المنغلقة السلفية و التكفرية ورفض البغضاء والتعصب والإنغلاق بين جميع فرق المجتمع السياسية والدينية والوصول الى تشكيل حكومة وطنية إئتلافية ديمقراطية حقيقية ترتكز على قاعدة سنِّ دستور التراضي والإتفاق بين جميع فئات الشعب المختلفة وتاسيس مجلس شعب برلماني له كل الصلاحيات لينهض بالبلاد ويحقق الإستقرار والأمن الضرورين والنهضة الإجتماعية دون تدخل خارجي .. أملنا بإنتهاء الخطابات الديماغوكية التي لا تقوى حتى على أدنى قواعد احترام هيبة الكلمة والحرف الشريف ناهيك عن المحاجاة العقلية على برودتها ، بل تقوى على التحليق طويلاً في شعارات سطحية عابرة مضحكة ومقززة . نريد مصر قاطرةً للتاريخ العربي تسير للأمام وتغيّر من أوضاع منطقتنا العربية ونهيب بالشعب أن يقول كلمته لا للإجراءات البوليسية كإجراء الأعتقالات العشوائية بحق رموز دينية معروفة ، ونعم لدفع الحوار الوطني العام الى الأمام في سبيل التقدم والإزدهار لا أن ندفع الأمور نحو مزيد من التدهور وسفك الدماء الحرة المحرمة في كل الأديان والمذاهب السياسية ، ولا لغلق بعض مؤسسات الإعلام المعارضة والحرة فإن ذلك يضع البلاد والعباد على ضفاف حروب جانبية لا سامح الله وفتن داخلية مشوهة . ولا نريد أن تتكرر موضوعة الفرقة الغالبة والفرقة المغلوبة في الحياة السياسية ولا لحلف يغلب الفضول على الأفضل فالحياة العامة تقبل الإختلاف والتنوع والإجتهاد والوحدة ، وترفض الوحدة القسرية لأنها تفتيت للإرادة وتمزيق سدى المجتمع الموحد القوي الذي يحترم قواعد المواطنة الحرة في إطار من التساند الوطني والتضامن الكفاحي مع نضالات الشعوب العربية الرازحة تحت نير الإستبداد والطغيان والإحتلال الخارجي والعمل الجاد لإسنادها بقواها المحركة للثورة وتعزيز تحررها ودعم حركة الشعوب التحررية المناضلة لأجل إلتقاط حضارتنا العربية الضائعة . ويجب أن يتبوء الشباب دورهم الريادي بالإتساق والتواشج مع تأمين حقوق المرأة كاملة وإشراكها في مراكز الدولة والمجتمع تحقيقاً لمباديء الديمقراطية والعدالة الإجتماعية لكي تكون قوةً من أجل البناء والتقدم الإجتماعي ، تحية إكبار وإعتزاز بالشعب العربي المصري العظيم الذي أصغى لنداء الإرض التي ترسخ عليها أقدامنا رسوخ الجبال ، وتحية الى شهداء الأمة العربية الأبرار ..