الجبال دائماً تكون متعة للمتسلقين، ولكن يجب التعامل معها بحذر شديد. وهناك بعض المغامرات التي تنتهي بمأساة ويواجه بعض الأشخاص ظروفاً صعبة جداً، وهذه أشهر 10 قصص استطاع خلالها بعض الأشخاص أن يبقوا على قيد الحياة رغم الظروف الصعبة جداً التي واجهتهم.
1) k2 2008
في أغسطس 2008 توفي 11 متسلقاً في جبل k2 في حادثة تعد الأسوأ في تاريخ تسلق الجبال أن يتوفى هذا القدر في حادث واحد، مارك كونفورتلا ويلكو فان رويجين جيرارد ماكدونيال ظلا على قمة الجبل لوقت متأخر، وعندما جاء وقت العودة اكتشفا أنه ليس هناك طريق واضح للنزول، كما أنهم لم يقوما بجلب أحبال معهم لتخفف عنهم الوزن والضغط، واعتمدا على الحبال الموجودة معهم ولكنها اختفت، قام مارك بعمل كراسي من الثلج له ولأصدقائه، واستعدا لقضاء ليلة سيئة جداً في العراء وعلى ارتفاع 27 ألف قدم.
والذي لا يعرفونه أنه في ذات الوقت كان هناك مجموعة من المتسلقين يموتون بالأسفل، وأن أسماءهم وقعت في سلسلة من الأحداث المؤسفة في تلك الليلة، حيث بدأت مؤسسة الشيربا والباكستانية للحمالين على ارتفاعات عالية "محطات المنصات عالية الارتفاع" في إعداد خطوط ثابتة صعوداً قبل منتصف الليل، في محاولة مرتبكة لإنقاذ البعض ولم يبق أي شخص وراء الحبل الممتد على 400 متر، ولهذا اضطرا إلى أخذ حبال أخرى من الطريق لوضعها لإعداد الخطوط مرة أخرى عند منطقة بوتيلنيك، مما عطل الأمور أكثر.
في الساعة 8 صباحاً كان الجميع يتقدم إلى منطقة بوتيلنيك، درين مانديك اضطُر أن ينسحب ويقطع نفسه عن الحبل بعد أن افتقدت الأكسجين، ليدع فرصة للآخرين ليعبروا من مكانه وقد سقط ومات، وتسبب التأخير مع الزحام في هذه المنطقة في تأخر الناس للوصول إلى القمة، ولهذا وصل الجميع متأخراً عن الوقت الذي تم التخطيط له، حيث وصل الجميع الساعة 8 مساءً بينما الوقت المثالي كان الساعة 3 عصراً أو 5 عصراً، 18 شخصاً وصلوا للقمة هذا اليوم، وللأسف الساعة 8,30 كسرت قطعة جليد ضخمة وانهارت على الفريق النرويجي الذي فُقد معظمه واستطاع البعض أن ينحدر مساء للوصول إلى المخيم والبعض فضل الانتظار للصباح.2) هاراموش 1957أقنع فريق التسلق في جامعة أوكسفورد المتسلّق توني سترياسر في أن يقودهم لصعود قمة هاراموش والذي سبق وأن قام به بمفرده، وبعد أن قضوا بعض الوقت على القمة أعلن توني أنه يجب العودة ولكن بيرنارد جيلوت أصر على أن يصعد أكثر ليرى القمة التالية، انتظر توني مع راي كولبيرت وهو خريج من نيوزيلندا بينما ذهب بيرنارد مع جون إيرمي طالب في الطب ليتسلقا معاً لمشاهدة القمة وهم مربوطان معاً، بعد لحظات اكتشف توني أن الرجلين معلقان وأيديهم وأرجلهم علقت في الحبال والأرض من تحتهم تتحرك في انهيار جليدي يجرف الاثنان إلى الانحدار إلى الهاوية، وحصل توني وراي على بعض الإمدادات من المخيم قبل أن ينزلا لرؤية المصابين، واستغرق الأمر منهم يوماً كاملاً ليصلا إلى بيرنارد وجون وأراد توني أن يحمل الاثنان ويصعد سريعاً إلى المخيم، ولكن بعد 30 ساعة متواصلة من التعب والمحاولة لم يستطع واضطرا أن يبيتا ليلتهم في العراء، في اليوم التالي حول توني أن يجذب المصابين ولكن يديه تمزقت وجرح راي بشدة، وعادا إلى نفس النقطة التي سقط فيها الاثنان، وبعد يومين أصيب راي بالصقيع ومات واضطر توني أن يصعد بالاثنين مرة أخرى بمفرده، ولكن بعد أن وصل المخيم اكتشف موت بيرنارد واستطاع أن ينقذ جون ويصلا معنا إلى منطقة عامرة.3) ماترهورن 1865بعد منافسة شديدة استطاع إدوارد ويمبر مع فريقه أن يتسلقا جبل ماترهورن ويصلا إلى القمة ويجلسا بها لمدة ساعة، وبدأ في النزول بحذر شديد وكان كروز في المقدمة يليه هادو ثم هادسون ودوجلاس ثم تاجولتير الأب، ثم في النهاية يأتي إدوار ويمبر وتاجولتير الابن، ورغم الحذر الشديد في النزول من القمة إلا أنه بعد ساعة من الانحدار، تزحلق هادو ووقع على كروز الذي لم يكن مستعداً لهذه الصدمة، فوقع أيضاً وجذبا معهم هادسون ودوجلاس، وعندما سمع ويمبر وتاجولتير صراخ كروز تماسكا بالصخور جيداً وحاولا بأصابعهم المتشنجة التماسك والانتقال من صخرة إلى أخرى، ولكنهم سقطوا جميعاً في النهاية، وفي رسالة لمجلة التايمز وصف ويمبر اللحظات التالية بصعوبة ومشاهدة أصدقائه معلقين جميعاً في حبل واحد، والصخور فوقهم متناثرة والحبل الذي صار مشدوداً جداً وعلى وشك الانقطاع وصراخ الجميع من الإصابات ومن الخطر مع عدم مقدرة أي شخص على فعل شيء لإنقاذ الجميع من هذا الموقف الرهيب، إلى أن بدأ شخص وراء الآخر ينقطع حبله ويسقط من على ارتفاع 4000 قدم ومشاهدة الأصدقاء وهم ينزلقون على ظهورهم ويحاولون إنقاذ أنفسهم دون فائدة مع انقطاع الحبل.
وبعد فترة نجح الباقون في إصلاح بعض الحبال ومتابعة الانحدار إلى أن وصلوا إلى نهاية الجبل وشاهدوا بقايا أصدقائهم وبكوا دون فائدة، ولكنهم أكملوا طريقهم إلى زيرمات والتي وصلوا إليها في 15 يوليو.
4) البامير 1974
الفيرا شاتيفا مع مجموعة من 7 نساء أخرى قررن تسلق جبل بيك لينين في محاولة للوصول للقمة التي تقع على ارتفاع 7134 قدماً، من أجل إثبات أن المرأة تستطيع القيام بتسلق القمم بدون مساعدة من الرجل، وقد نجحن بالفعل في الوصول إلى القمة، في الوقت الذي اجتاحت مخيمهم عاصفة شديدة فقررن البقاء في القمة والنوم عليها، وعندما نزلن إلى المخيم اكتشفن أنه دمر تماماً، والخيم تقطعت، ولم يكن معهن معاول لحفر كهف للاحتماء، وفي أجواء عاصفة وسيئة وبعد 22 ساعة بدأت واحدة وراء الأخرى تسقط ميتة إلى أن توفين جميعاً.5) k2 1953يعد جبل k2 ثاني أعلى جبل في العالم، ولكن روبرت باتيس، تشارلز هيوستين، بيتي شونينج، دي مولنار، آرت جيلكي، وبوب كريج هم الفريق الذي قرر أن يتسلق هذا الجبل، وعند اقترابهم من القمة قامت عاصفة جليدية شديدة وشعر آرت جيلكي بالمرض وقررا النزول، ورغم أن آرت كان مصيره واضحاً، إلا أن أصدقاءه قررّا ألا يتركوه، وأن يصطحبوه معهم في نزول هذه المسافة في الطقس السيئ جداً في محاولة كادت أن تقتلهم جميعاً، إلا أنها تحولت إلى أهم كلاسيكيات الإنقاذ في عالم تسلق الجبال.6) إيجير 1936قام توني كورتس بتسلق الجانب الشمالي لجبل إيجير مع مجموعة من أصدقائه، ويلي إنجرير أصيب فجأة من تساقط بعض الصخور ولهذا قررا العودة ولم يكملا التسلّق، ولكن فجأة انهار الجزء الذي يسيرون عليه ومات ويلي إنجرير بعد أن سحق في الجدار وبعدها بدقيقة مات الشخص الآخر المسؤول عن حماية الفريق بعد أن أصيب بالاختناق، وظل كورتس وحده وحاول فريق الإنقاذ الوصول له إلا أنه لم يستطع بسبب قوة العاصفة فتركا كورتس يقضي الليلة في العراء دون أي حماية ليعودا في اليوم التالي، وفي الصباح تسلق كورتس لى مكان إنجرير ليفصله عن الحبل ثم إلى المتسلق الثاني ليقوم بتحرير نفسه، وإطالة الحبل الخاص به ليدليه إلى فريق الإنقاذ ليقوما بربط حبله معهم، ولكن حبل المرشدين في الجبال لا يتخطى 60 متراً، وقام كورتس بالنزول منفرداً إلى أن وصل في مكان لا بد فيه من أن يقوم بتمرير حبل المرشدين مع حبله في عقدة واحدة وبعد عدة محاولات لم يستطع أن يقوم بها وصرخ أنه لا يستطيع المضي أكثر من ذلك وتوفي، وقد وجد بعد فترة جثته فريق تسلق ألماني.7) سيولا جراندي 1991في عام 1985 نجح ياتيس وسيمبسون في أول صعود إلى مجموعة جبال سيولا جراندي، والتي لم يصعدها أي شخص من قبل، وعند عودتهم قرّرا النزول من مكان آخر عندما انزلق سيمبسون على الجليد وكسرت عظام ركبته على بعد 3000 قدم من القاعدة، وحاول ياتيس أن يقوم بإنزال سيمبسون بأن قام بربط حبلين كل منهما 150 متراً بعقدة محكمة ليكون طوله 300 متر وأسقطه لسيمبسون ليقوم بربطه حول نفسه ليجذبه ياتيس، ولكن سيمبسون لم يستطع ربط الحبل حوله نظراً لتجمد يديه، ولم يستطع ياتيس أن ينزل له أو أن يصعد سيمبسون، والاثنان مربوطان معاً بحبل واحد، وإذا ظلا معاً سيموتان معاً، عندما قرر ياتيس أن يقطع الحبل وقع سيمبسون داخل صدع عميق في الهاوية، ولأن ياتيس يعاني من الإجهاد وانخفاض درجة الحرارة قرر أن يختبئ داخل كهف حتى تمر العاصفة في أمان وفي اليوم التالي بدأ في نزول الجبل، وعندما شاهد من على بعد الوضع الذي صار عليه سيمبسون أخذ ينادي عليه، وعندما لم يرد عليه أعتقد أنه توفي، ولذلك استمر في النزول وحده، وبعد فترة استيقظ سيمبسون ليجد أن الحبل قطع وعرف أن ياتيس بالتأكيد أعتقد أنه توفي، فأخذ في الزحف للخروج من مكانه ولمدة 3 أيام أخذ في الزحف على الثلج دون ماء أو طعام ليصل إلى المخيم. وقد استطاع أن يصل إلى المخيم، وهو منهك تماماً وفي حالة هذيان ليصل قبل أن يقرر ياتيس المغادرة بساعات قليلة.8) إيفريست 1924إدموند هيلاري وشيربا تينزينج نورجاي أول شخصين يتسلقا قمة إيفريست ويعودا بسلام، ولكن قبلهم فشلت جميع المحاولات، وكل من ذهب في هذه الرحلة لم يعد، وأشهرهم جورج لي مالوري واندروايرفين، في 6 يونيو وبعد محاولتين فاشلتين بسبب نقص الأكسجين، قرر جورج واندرو أن يقوما بالرحلة مرة أخرى انطلاقاً من نورث كول آملين في الوصول إلى إيفريست خلال ثلاثة أيام مصطحبين معهم كاميرا قاما باستعارتها من أحد الأصدقاء، آخر مرة تمت مشاهدة جورج واندرو من خلال الضباب الكثيف في ظهيرة يوم 8 يونيه من قبل الجيولوجي نويل أوديل الذي كان يتابعهم للدعم في حالة حدوث أي شيء، وقد شاهد نقاط سوداء صغيرة جداً تقترب من القمة، وصعد أوديل لمعسكر أصدقائه ليشاهدهم وشاهد بعض عدتهم في خيمتهم، وعاد مرة أخرى إلى مركزه واستمر في المراقبة وصعد مرة أخرى بعد مرور يومين متتاليين ولم يظهر أصدقاؤه ووجد معسكرهم خالٍ وتأكد أنه فقد أصدقائه للأبد.
9) الإنديز 1972
كارثة الإنديز الشهيرة في أكتوبر 1972 والتي حدثت لطائرة من أوروغواي، والتي كانت تنقل 45 راكباً، مات ربعهم في التحطم الناتج عن اصطدام الطائرة بالجبل، بينما استسلم البعض للإصابة والبرد، ومات 8 بعد يومين من الـ29 شخصاً الناجين في انهيار جليدي مكان سقوط الطائرة، واجه الناجون الجوع وعدم وجود مصدر للحرارة في هذا الجو الصعب، وفي البداية بدأوا في أكل الجلد بالطائرة رغم معرفتهم أنه سيضر أجسامهم لأنه يحتوي على مواد كيميائية، وبعد فترة اقترح البعض أكل جثث الموتى المدفونة في الثلج، القرار كان صعباً جداً خاصة على أصدقاء من توفوا، ولكن في النهاية أقدم الجميع على أكل الجثث لعدم وجود أي مصدر آخر.
الراكب ناندو بارادو ومعه روبرت كانيسا وفيزينتي قرّرا تسلق الجبل بحثاً عن المساعدة، واستطاع ناندو أن يصل قبل الاثنين الآخرين في اليوم الثالث من بداية التسلق، ونظر ناندو ووجد مزيداً من قمم الجبال، ولكنه وجد في المنتصف بعيداً واد كبير وقد تكون به إحدى القرى، وقرر الاستمرار في التسلق رغم المشاقة التي سيواجهها، وعاد فيزينتي إلى مكان الحطام ليخبر الباقين، واستمر ناندو وكانيسا معاً في الرحلة، وبعد عدة أيام وصلا إلى الوادي ووجدا النهر وسارا بجواره وانتهى تواجد الثلج وبدأت مظاهر الحياة الإنسانية في الظهور، وظهرت بعض المخيمات، وأخيراً في اليوم التاسع شاهدا بعض الأبقار، وأثناء قيام ناندو بجمع الحطب لإشعال نار شاهد كانيسا رجلاً على حصان على الجانب الآخر من النهر، وحاول أن ينادي عليه، ولكنه اختفى، وبعد قليل ظهر 3 رجال على الأحصنة وحاول ناندو وكانيسا التحدث معهم ولكن ضجيج النهر كان حاجزاً بينهم ولكن استطاع ناندو وكانيسا أن يسمعا كلمة "غداً" ليناما مطمئنين، وفي 22 ديسمبر تم إنقاذ باقي الناجين، لتتم كتابة قصة عن الرحلة والناجين يحقق مبيعات كبيرة وتم تحويله إلى فيلم أيضاً.
10) إيفريست 1996
جون كراكور ذهب إلى قمة إيفريست ليكتب تقريراً لمجلة Outside عن كيفية تأثير الرحلات التجارية الكثيرة على الجبال، ولكن يوم وصوله إلى قمة إيفريست هبت عاصفة شديدة استمرت ليومين، وكطبيب كان مسؤولاً عن صحة كل الأشخاص على القمة، وحاول إنقاذ حياتهم وإنقاذ نفسه في ذات الوقت، وأكد جون أنه رغم التطور والتكنولوجيا التي وصل إليها العالم، إلا أن الإنسان مازال عاجزاً عن مواجهة الطبيعة في أسوأ حالتها، جون قام بتأليف كتاب عن هذه الحادثة وحقق أعلى مبيعات.