الحكام يذهبوب والشعوب واوطانها باقية
بقلم .د. كافي الجادري




تحية حب واعتزاز بالشباب والجيش المصري الذي استطاع ان يثبت للعالم بأن الشعوب قادرة على صنع القرار بنفسها وتقرر مصيرها اذا ما دون تدخل قوى خارجية ، واليوم برهن الشعب المصري و مؤسساته العسكرية والقضائية والاحزاب التي وقفت بوجه القوى الاسلامية التي اثبتت فشلها في حكم شعب مثل الشعب المصري وان ترسم خارطة طريق جديدة لمستقبل مصر بكل اطياف واتجاهات الشعب و ارسل حزب الاخوان رسالة سيئة للاسلام والمسلمين للعالم ، واليوم انتهت الاحزاب الاسلامية ليس في مصر فقط وانما في كل الدول العربية ولم يعد بعد اليوم ان تقبل الشعوب العربية ان تقبل ان تقع تحت وطأة الاحزاب الاسلامية خصوصاً في دول الخليج العربي .
البارحة رحل امير قطر الذي حاول ان يغير خارطة المنطقة العربية بتدخله في حياة ومصير الشعوب وتفكيكها مرة بأسم الاسلام ومرة اخرى بأسم الديمقراطية ، ولكن الذي لم يكن في حساباته ان تدور عليه الدائرة ويفاجىء بأنقلاب اسرته عليه فبل ان يقوم شعبه بخلعه وطردة . واليوم خلع الشعب المصري الرئيس مرسي والذي تصور بأنه ظل الله في الارض .ولا نعرف غدا من الذي سيرحل من حكام العرب او يخلعه شعبه بعد ان وجد تجربة الشعب المصري امامه .
يبقى السؤال الذي لابد من طرحه في التغيرات السياسية في مصر هل ستكون خارطة الطريق الجديدة في مصر تستطيع ان تكون هي اخر خارطة ؟ وهل ستنفذ دون ان تواجه صعوبات خصوصاً من قبل الاحزاب في الساحة المصرية التي هي لاتعرف ماذا تريد وليس لها برنامج واضح ولماذا لم تفوز في الانتخابات المصرية السابقة او على الاقل نسبة التأييد الجماهيري ، والمعروف ان الشعب وليس الاحزاب هي التي قادة الثورة ضد الرئيس مبارك وهي الان هي التي قامت بألانقلاب الشعبي بخلع الرئيس اصبح السابق مرسي ؟؟
وما هو موقف الاخوان في هذه النتيجة التي وصل اليها ولم يقبل بها اليوم واعلنوا بأنهم متمسكون بألشرعية الدستورية لمرسي ، وهل سيقبلون بألمصالحة والعيش ضمن دولة مدنية ديمقراطية ؟؟ وهل تجد من يدعمهم بألمال والسلاح وتصبح مصر سورية اخرى ؟؟
كل هذة التكهنات سواء كانت سلبية او ايجابية ستنكشف مع الايام القادمة .
واتمنى للشعب المصري ان يكون قادراً على تحمل مسؤولية المرحلة القادمة بألوحدة والتلاحم والحفاظ على ما حققه من انتصار على الافكار الظلامية الهدامة للحكام لذين لا يعرفون سوى لغة الدم ، وان تعطي هذه الثورة الجماهيرية الوجه الناصع للديمقراطية الشبابية وتكون تجربة ناجحة لشعوب العالم بان لا لغة السلاح ولا لغة الدم تصنع الاوطان سوى لغة العقل و السلام هي الطريق الوحيد .
مبروك للشعب المصري هذا النصر السياسي الكبير ونتمنى له ان يحافظ .