كنت حينها بين انياب الذئاب في تلك السنين الحالكه استلب كرامتي ابناء وطني واودعوني بؤر التجمير كانت طرادا" غير متكافي بين الضحية والجلاد قضيت منها عشرا" عجافا" لم يخطر ببالي انتسابي لوطن او هويه سوى ليالي حالكة بظلمها مقرحة لجلدي بوخز دبابيرها جرى فيها تحطيم كل ذائقة او انتساب لما يعرف بكائن بشري بعدها حل اشقى ايامي حينما نودي باسمي للقاء اجمل بؤس تركته خلفي (امي) لم تتعرف على شبابي الابعد الاستفسار ومرارة تجمير الانتظار حينها لثمتني بعناق اسقطها صريعة دمعها المسجون كدرا" حاولت اخفاء لحن حزنها لكن معالمها فضحتها فأضحت بركان صرخات الدواهي ونشيج الم المأساة وقتها كان محراب صلاتي تراب نعل جنتها المتعب من ألم المسير وانتحاب الضمير انقضت تلك اللحظات المفعمه بوهج اللقاء وذكريات السنين بانتزاع كل بارقة امل باستجداء لحظة نوم لجسد متهاوي امام عنف المصائب وكلوم الايام
قلم ميشال فوكو