لكل زوج وزوجة
د . إسماعيل الفهري
إن من أهم عوامل التجاذب الروحي بين الزوجين - إضافة إلى سعي كل منهما في إيجاد موجبات ذلك التجاذب - هي مباركة الحق المتعال لتلك العلاقة ولهذا يسند الحق المتعال التوفيق إلى نفسه ،
عند إرادة الإصلاح من الزوجين بقوله : { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما } ...
ومن هنا كانت الاستقامة العملية للزوجين في ساحة الحياة - داخل البيت الزوجي
وخارجه - من موجبات نظرة الحق المتعال لهما ، مع ما تستتبعها من الألفة والثبات
في العلاقة الزوجية إن من الضروري أن ينظر كل من الزوجين إلى الآخر بوصفه
الإيماني لا بوصفه الشخصي .. فإن عدم وجود الرقابة البشرية داخل البيت ، وانفراد
كل منهما بالآخر في كثير من الساعات ، يهيئ الأرضية للتعدي وتجاوز الحدود ،
إذ أن الإحساس بالرقابة الإلهية المتصلة من موجبات الالتزام بالحدود والقيود ،
وإن غاب الرقيب البشريّ .. وقد أكّد الحق تعالى هذه الحالة من الرقابــة بقوله : { والله يسمع تحاوركما } .
إن من الأفضل - بل المتعيّـن في بعض الحالات - تحديد تحركات المرأة ،
وخاصة في ما لو استلزم التعامل المريب مع الرجال ، إذ أنها قد تفتقد بذلك تفرّغها
لما هي أهم لهـا و أقرب إليها من شؤون الزوج والأولاد ، بل قد تفقد في بعض
الحالات أنوثتها من خلال الاحتكاك المستمر بعنصر الرجال ، وهو ما نشاهده بوضوح
في بعض البيئ المختلطة ، وخاصة مع ضعف الروادع الدينية ..
ولا ننسى القول : أن للضرورات أحكامها ، إلا أنها تتقدّر بقَدَرها ينبغي التركيز
على أن الثابت والمؤثر في سعادة الزوجين هو جانب الدين والأخلاق ،
فهما العنصران المتحركان في تنظيم العلاقة بين الزوجين ،
بل هما العنصران المتجددان اللذان لا يوصفان بالبِـلى والقِـَدم ..
وأما الجمال فهو أمر نسبي ، تألفه العين في درجاته المختلفة ،
وعليه فإن المطلوب هي نسبة مقبولة من التناسب في المظهر الخارجي ..
ولا شك في أن الإقدام على الزواج من المنطلقات الإيمانية مما يوجب مباركة الحق
المتعال لذلك الإرتباط المقدس ، كما نلاحظه من خلال التجارب المختلفة
ينبغي التفريق بين الجاذبية الباطنية ( والتي لهـا معادلات غير معروفة بشكل واضح )
وبين الجاذبية الشكلية ، ولهذا يفرقون بين المليحة والجميلة ..
ومن المعلوم أن الأول نوع جمال يستند إلى الخصال الباطنية ،
التي لو اكتملت في فردٍ ، قذف الله تعالى محبته في قلوب الآخرين ، كما هو مشاهدٌ بالوجدان .