عبد الكريم قاسم في فلسطين عام 1948
في 17 تموز عام 1948 تسلم المقدم عبد الستار حسين آمر فوج شرطة من القوة السيارة مسؤولية القطاع من المقدم الركن عبد الكريم قاسم آمر الفوج الثاني.وكانت الاوامر تقتضي ان يتحرك فوج عبد الكريم إلي نابلس للالتحاق بجحفل اللواء الاول. وتحرك الفوج فجر 18 تموز علي طريق جسر الشيخ حسين- دامية- جفتلك- نابلس برغم انه كان من المفروض حسب الاوامر الصادرة لعبد الكريم قاسم ان يسلك طريق (المجامع- المفرق- الزرقاء- عمان- جسر اللبني- اريحا- جفلتك- نابلس) الذي يزيد علي ضعف الطريق الاول وهو اكثر اماناً للقطعات وبعيداً عن خطوط نار العدو فيما كان الطريق الذي سلكه قاسم المستعمرات الصهيونية.
قرية عنتبا
وقد خاطر آمر الفوج فسلك الطريق القصير خلافاً لأوامر القيادة (متحملاً مسؤولية عمله .. ). وفعلاً وصلت قوة قاسم مساء اليوم نفسه ثم استمر بتنقله حتي عسكر جوار قرية (عنبتا) ضمن قطاع جحفل اللواء الاول!في 20 آب 1948 نقل المقدم الركن عبد الكريم قاسم إلي منصب آمر الفوج الاول من اللواء الاول بعد نقل المقدم الركن علي غالب عزيز بمنصب الحاكم العسكري لبلدة نابلس.
في اليوم نفسه الذي التحق فيه قاسم إلي منصبه الجديد هجم العدو الصهيوني علي مواضع (كفر قاسم) بالمشاة والمدرعات وباسناد نيران الهاون والرشاشات وتقدمت بعض قوات العدو واقتربت من مواضع الاحتياط !.
هجم العدو الصهيوني في ليلة 27- 28 آب 1948 واستهدف ربايا المتطوعين الفلسطينيين الموجودة في كفر قاسم واجبرهم العدو علي تركها الا ان آمر الفوج الاول المقدم الركن عبد الكريم قاسم لم يمهلهم في هذه المرة أيضاً فاستخدم قسماً من احتياطية واستطاع باسناد المدفعية ان يهاجم العدو ويسترجع جميع الربايا في معركة استمرت طيلة يوم 28 آب وفي المساء ابرق الجحفل الاول إلي القيادة العراقية برقية (711/ ح) الساعة السادسة مساءً قال فيها:
"ان من السهولة احتلال المجدل... "وطلب الجواب فكان رد القيادة ما يلي: "ليس لمجدل يابا اهمية كبري للاحتفاظ بها بعد احتلالها يتطلب استخدام فوج آخر كما انه يؤدي إلي اتساع جبهتنا والتقليل من قواتنا الاحتياطية.اطلب منكم الاحتفاظ بمواضعكم الأصلية وعدم الاسراف بقواتكم ولاسيما اعتدتكم على اغراض بسيطة جداً بالنسبة إلي الأهداف العامة التي تتوخاها القيادة العامة في المستقبل".وأعقب صدور هذه البرقية في 30 آب 1948 امر من القيادة العراقية باعادة الفوج الاول من كفر قاسم وقلقلية إلي الاحتياط في الهوارة وان تسلم مواضعه الي الفوج الثالث من اللواء الثالث. ونفذ الامر ليلة 2-3 أيلول 1948. كانت المدة التي قضاها عبد الكريم قاسم مشاركاً في حرب فلسطين اكثر من سنة (من 5 مايس 1948 إلي 11 حزيران 1949) وحصل علي شكر من قائد القوة العراقية في الاردن أثناء الهجوم علي مواقع الصهاينة علي رأس التل في 13 حزيران 1948 وحصل علي شكر آخر من القائد نفسه أثناء صده لهجوم العدو الصهيوني واسترجاعه لبعض المواقع التي احتلها العدو وغنمه بعض السلحة منه
الكاردينيا