مالمقصود بالنعيم ؟
ذكر المفسرون في المراد بالنعيم آراء عديدة تفوق العشرة، نورد منها ثلاثة وجوه لاتنافي بينها:
الوجه الأول: ( النعيم الصحة والعافية والشباب والمال):
ما ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: إنه العافية.
ويعضده قوله (ص): «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، و عن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه، و عن علمه ماذا عمل به».
وروي عن ابن عباس: النعيم صحة الأبدان و الأسماع و الأبصار. قال: يسأل اللّه العباد فيم استعملوا و هو أعلم بذلك منهم. و هو قوله: إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (الإسراء: 36).
الوجه الثاني: ( النعيم الرسول الأعظم "ص"):
عن جابر الجعفي قال: دخلت على الباقر(ع) فقال: ما تقول أرباب التأويل في قوله: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)؟ فقلت: يقولون الظل و الماء البارد فقال: لو أنك أدخلت بيتك أحدا و أقعدته في ظلٍّ و أسقيته ماءاً بارداً أتمـُن عليه؟ فقلت: لا، قال: فاللّه أكرم من أن يطعم عبده و يسقيه ثم يسأله عنه، فقلت: ما تأويله؟ قال: النعيم هو رسول اللّه (ص) أنعم اللّه به على هذا العالم فاستنقذهم به من الضلالة، أما سمعت قوله تعالى: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا (آل عمران: 164).
الوجه الثالث: ( ولاية أهل البيت "ع"):
ما ورد في شواهد التنزيل للعالم السني الحافظ الحسكاني: عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله عزّ و جلّ: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال:عن ولاية عليّ بن أبي طالب (ع).
وفي رواية أخرى عن جعفر بن محمد (ع) في قوله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال: نحن النعيم.
وروى المفسر السني الآلوسي في روح المعاني: أن أبا حنيفة سأل الصادق (ع): ما النعيم؟ قال: نحن أهل البيت النعيم أنعم اللّه تعالى بنا على العباد و بنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين.
منقول