لم يكن الخطاب القرآني في رصده لمسار الإنسان منذ خلقه وحتى مماته
ببعيد عن واقع وحقيقة ما يضمره هذا المخلوق العجيب .
حتى جاءتْ صياغة هذه الآية الشريفة بأقوى أدوات التشنيع والتذمر من واقع هذا الإنسان
وما يكتنهه من قصودات لا تقبلها إرادة الله تعالى ولن تقرها أبدا .
وهي (قُتِلَ الإنسانُ )
بصيغة المبني للمجهول لتعطي أبشع دعوة على هذا الإنسان وهي القتل أو اللعن .
ذلك لأنَّ الإنسان من شأنه أن يطغى في هواه وينسى ربه وخالقه
ويستكبر عليه دون وجه حق .
هذا الإنسان الذي لم يك في يومٍ ما شيئا مذكورا
ولما كان ووجِد راح يتنكرُ لأصله وخالقه
من هنا إقترن الإستفهام مباشرة بالدعوة التذمرية على طبيعي الإنسان
فقال تعالى
( ما أكفره )
إستفهامٌ تَعجِّبي مما يقوم به هذا الإنسان بكفره وجحوده
وهو يدرك تماماً حقيقة أمره وإرتباطه بخالقه حدوثاً وبقاءً
ويعلم أنَّ الذي خلقه هو الله تعالى لاغير
ولكن قد فرّطََ هذا الإنسان بحق خالقه ومُوجده تفريطا
ويظهر إنَّ إطلاق الإستفهام التعجِّبي في هذه الآية الشريفة
يجعل مُنطَبقَ الكفر ومفهومه مُوسّعَا
بحيث لاينحصر في إنكار الخالق والجحود به
لا بل يدخل حتى ترك طاعته وعباداته سبحانه وكفران نعمه وعدم شكره .
منقول