جاء في الجامعِ لسيرةِ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ خلال سبعة قرون (ص 134) ، تحت فصلٍ فيما قام به ابنُ تيميةَ وتفرد به وذلك في تكسير الأحجارِ لخادمِ شيخِ الإسلامِ إبراهيم بن أحمد الغياني ما نصه : فبلغ الشيخ أن جميعَ ما ذكر من البدعِ يتعمدها الناسُ عند العمودِ المُخَلَّقِ الذي داخل (البابِ الصغيرِ) الذي عند (دربِ النافدانيين).فشدَّ عليه وقام ، واستخار اللهَ في الخروجِ إلى كسرهِ ، فحدثني أخوهُ الشيخُ الإمامُ القدوةُ شرفُ الدينِ عبدُ اللهِ ابنُ تيميةَ قال : فخرجنا لكسرهِ فسمع الناسُ أن الشيخَ يخرجُ لكسرِ العمودِ المُخَلَّقِ ؛ فاجتمع معنا خلقٌ كثيرٌ . قال : فلما خرجنا نحوه ، وشاع في البلدانِ : ابنُ تيميةَ طالعٌ ليسكر العمودَ المُخَلَّقَ، صاح الشيطانُ في البلدِ ، وضجتِ الناسُ بأقوالٍ مختلفةٍ.هذا يقولُ : ما بقيت عينُ الفيجةِ تطلعُ ، وهذا يقولُ : ما ينزلُ المطرُ، ولا يثمرُ الشجرُ . وهذا يقولُ : ما بقي ابنُ تيميةَ يفلحُ بعد أن تعرّض لهذا ، وكل من يقولُ شيئاً غير هذا . قال الشيخُ شرفُ الدينِ : فما وصلنا إلى عنده إلا وقد رجع عنا غالبُ الناسِ ، خشية أن ينالهم في أنفسهم آفةٌ من الآفاتِ أو ينقطعُ بسببِ كسرهِ بعضُ الخيراتِ . قال : فتقدمنا إليه، وصحنا على الحجَّارين : دونكم هذا الصنم فما جسر أحدٌ منهم يتقدمُ إليه . قال فأخذتُ أنا والشيخ المعاول منهم ، وضربنا فيه ، وقلنا : ((جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)) (الإسراء : 81) . وقلنا : إن أصاب أحداً منه شيءٌ نكونُ نحن فداهُ . وتابعنا الناسُ فيه بالضربِ حتى كسرناهُ ، فوجدنا خلفهُ صنمين حجارة مجسَّدة مصوَّرة ، طول كل صنم نحو شبر ونصف . وقال الشيخُ شرفُ الدين : قال الشيخُ النووي : اللهم أقم لدينك رجلاً يكسر العمودَ المُخَلَّقَ ، ويخرب القبر الذي في جيرون فهذا من كراماتِ الشيخِ محيى الدين ( أي النووي ) . فكسرناهُ ولله الحمدُ ، وما أصاب الناسُ من ذلك إلا الخيرَ . والحمدُ للهِ وحدهُ '' .