ثلاث أقنعة :
لم أتقن يوماً فن النواح و جلب عطف الآخر .. لكنى قررت أن أتعلمه لكى أفهم لماذا يصر البعض على استخدامه ؟! فتنقلت بين جوانبه فرأيت أننى لكى أتعلمه لابد أن أرتدى ثلاث أقنعة :
قناع الملاك : أن يكون ظاهرى المحبة و التسامح مع الآخرين وفعل الخير هو مسكني الدائم .. أما باطني فهو يبث فى الخفاء سم سريع المفعول فى الآخر فيقع فريسة سهلة بالنسبة لي لكي أثبت للآخرين أنني لا أفهم ماهية الشر إلا من تعامل الآخر لي ولكنني أبدا لا أرتديه !
قناع الضحية : يأتي غالباً بعد قناع الملاك فبعد وقوع الشخص المختار فى الفخ أسارع بالشكوى التى دائماً تبدأ بصدمتي و بكائي على محبة كانت جزائها جراح و تنتهى بمغفرتي لهذا الشخص فأنا لن أنسى أنني ملاك !!
قناع الطيبة : هو قناع خاص للذين يعلمون جيداً أن الملائكة فى السماء فقط .. فأقنعهم بأن خبرتي فى الحياة لا تخرج عن خبرة طفل يرى كل الأشياء جميلة و الأشخاص أخيار دائماً فأبدو بالنسبة لهم ليس إلا ساذجة عديمة الخبرة وهنا تبدأ شبكتي اللامرئية فى التكوين لأصطاد بها كبش الفداء !!!
و بعد إتقانهم جيداً يمكنني التنقل بين جميع الأقنعة الأخرى بسهولة و يسر .. فعلمت وقتها أننى لن أتقنه أبداً .. فأنا إنسان لا حرباء و لن أتخلى عن إنسانيتي و أخسر ذاتي للحصول على عطف مؤقت من الآخر أو سعادة مؤقتة مبنية على عذاب الآخر !
و تعلمت أن ليس كل من يرتدى قناع سيء .. بل من الممكن أن يكون إنسان أراد التجربة فتاهت نفسه بين أقنعة الفن فصدق
و تعلمت أيضاً أن حقيقة هؤلاء ستظهر فى النهاية سواء كانوا فوق الأرض أو تحتها !