TODAY - February 27, 2011
اصابة 27 شخصا في تظاهرات ميسان والمالية «تطفئ ديون» اهالي الرمادي
رئيس الوزراء يقيل ثالث محافظيه ومجلس البصرة يفتح باب الترشح لخلافة شلتاغ
مئات البصريين يشيعون احد قتلى احتجاجات الجمعة التي اسفرت عن سقوط عشرات الضحايا
بغداد – العالم
أطاحت موجة الاحتجاجات التي يشهدها العراق بثالث مسؤول محلي تابع لحزب رئيس الوزراء المالكي امس الاحد، فيما فرض الجيش والشرطة في ميسان حظرا على التجول بالاضافة الى تشديد الاجراءات في مركز المحافظة، بعد تظاهرات تخللها اشتباكات وتراشق بالحجارة سقط اثرها عشرات الجرحى من المواطنين.
يأتي هذا في وقت فتحت البصرة باب الترشح لشغل منصب المحافظ الذي استقال الجمعة الماضية، فيما أعلنت وزارة المالية "اطفاء ديون" اهالي الانبار في مسعى لتهدئة الاوضاع التي شهدت توترا اثر سقوط قتلى وجرحى في الاحتجاجات الاخيرة للمحافظة.
ونظمت نحو 18 تظاهرة الجمعة بمشاركة الالاف في عدد كبير من المدن العراقية بينها بغداد، حيث تظاهر نحو خمسة الاف شخص في ساحة التحرير بوسط المدينة، احتجاجا على الفساد والبطالة ونقص الخدمات. وتحدثت احصائيات عن سقوط ما لا يقل عن 10 قتلى ومئات الجرحى في عموم محافظات العراق.
وعلى خلفية موجة الاحتجاجات التي ضربت بابل، قدم المحافظ سلمان ناصر الزركاني استقالته امس، ليكون ثالث محافظ يقدم استقالته منذ بدء التظاهرات احتجاجا على نقص الخدمات والفساد والبطالة في العراق.وقال الزركاني في مؤتمر صحافي ان "هذه الاستقالة تأتي بسبب ضعف الخدمات البلدية ووجود مشاكل فنية في انجاز عدد من المشاريع التي تنفذ حاليا خاصة في مجال انشاء الجسور والطرق الرئيسية وعدم وجود التفاهم والانسجام بين مسؤولين مسؤولي المحافظة". وتولى الزركاني (43 عاما) منصبه منذ ثلاثة اعوام.وفي الوقت الذي قدم فيه استقالته، اعلن تلفزيون العراقية الحكومي ان رئيس الوزراء (نوري المالكي) طلب من الزركاني التنحي.
ومحافظ بابل هو ثالث محافظ من ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي يقدم استقالته بعد محافظ البصرة شلتاغ عبود ومحافظ واسط لطيف حمد الطرفة.
واوضح الزركاني "قدمت استقالتي في 23-11-2010 وهذه كانت بناءً على التوزيع المحاصصي للمحافظة والحكومة، إلا أن هذه الاستقالة لم يــُنظر بها من قبل مجلس المحافظة، وقدمت في 23-12-2010 طلباً للعدول عن الاستقالة لمزاولة عملي وقد تم قبول هذا الطلب من قبل مجلس المحافظة، لكنني لم أستطع في ضوء هذه الظروف العمل في المحافظة".
من جهة اخرى، اعلنت البصرة التي استقال محافظها السابق جلتاغ عبود الجمعة، عن فتح باب الترشيح لمنصب المحافظ. وقال مدير اعلام مجلس محافظة البصرة هاشم لعيبي في مؤتمر صحفي عقده امس ، أن "مجلس محافظة البصرة فتح اليوم باب الترشيح لمنصب المحافظ"، مبينا أن "ابواب الترشيح ستفتح لمدة خمسة ايام".
وأوضح أن "اربعة مرشحين تقدموا لحد الان لهذا المنصب، وهم كل من مدير صحة البصرة رياض عبد الامير، ورئيس مؤسسة السجناء السياسيين خلف عبد الصمد، ومدير الموارد المائية علاء طاهر، ورئيس مجلس المحافظة جبار امين"، متوقعا أن "يتقدم الكثير الى هذا المنصب خلال المدة القادمة".
وكانت مدينة البصرة شهدت الجمعة احتجاجات شعبية اندلعت على اثرها اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية ما أدى إلى مقتل شخص واصابة 84 آخرين أغلبهم من الشرطة، بحسب مصدر في غرفة عمليات محافظة البصرة.
وفي أعقاب ذلك صادق مجلس محافظة البصرة السبت بأغلبية أعضائه على استقالة المحافظ شلتاغ عبود بعد أن شهدت المدينة تظاهرات صاخبة للمطالبة بتحسين الخدمات وانهاء الفساد ومحاسبة المقصرين.
وفي ميسان، اعلن مصدر امني امس الاحد، اتخاذ اجراءات أمنية مشددة في مدينة العمارة على اثر احداث شغب بين متظاهرين وقوات امنية امام مبنى المحافظة.
وأوضح المصدر لـ"أصوات العراق"، أن "اجراءات امنية مشدة اتخذتها قوات من الجيش والشرطة العراقية اليوم على اثر احداث شغب بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب"، مشيرا الى ان "الاجراءات تضمنت غلق شارعي دجلة وبغداد الرئيسيين في المحافظة فضلا عن تشديد التفتيش في الشوارع الرئيسة الاخرى".
هذا وكانت قوات امنية فرقت تظاهرة باطلاق العيارات النارية في الهواء وفتح خراطيم المياه تجاه مئات المطالبين بالتعيين على سلك الشرطة الوطنية.
وقال المصدر لـ "أصوات العراق" إن "قوات مكافحة الشغب في محافظة ميسان قامت صباح اليوم بتفريق تظاهرة امام مبنى مجلس المحافظة بواسطة خراطيم المياه"، مبينا ان "المئات طالبوا بتعيينهم على سلك الشرطة الوطنية". وأضاف أن "الوضع تطور الى اطلاق عيارات نارية في الهواء لتفريقهم".في غضون ذلك، قال مصدر طبي في المحافظة ، إن 27 متظاهرا اصيبوا على خلفية الإحداث التي رافقت تفريق المئات من المتظاهرين امام مبنى المحافظة، مبينا ان المتظاهرين تم نقلهم الى مستشفى الصدر العام في العمارة.
وأوضح المصدر لـ "أصوات العراق" أن "مستشفى الصدر العام في العمارة استقبل اليوم (الأحد) 27 مصابا من المتظاهرين امام مبنى محافظة ميسان"، لافتا الى ان "جميع الإصابات جاءت نتيجة قذف الحجارة بين المتظاهرين والقوات الأمنية، فيما أصيب احد الأطفال من الذين صادف وجودهم وقت التظاهر بطلق ناري".
وفي مسعى لتهدئة غضب المحتجين، قال رئيس مجلس محافظة الانبار جاسم الحلبوسي، إن وزارة المالية أطفأت جميع الديون المترتبة على اهالي الانبار من جراء المبالغ المستحصلة من فواتير الماء والكهرباء وخطوط الهاتف.
وأوضح الحلبوسي لـ "أصوات العراق" أن "وزير المالية رافع العيساوي وافق على اطفاء جميع الديون المترتبة على اهالي الانبار، وهي فواتير الماء والكهرباء وخطوط الهاتف"، مبينا أن "المطالب المتبقية من القروض الزراعية تمت الموافقة عليها بعد استحصال الموافقات من الحكومة المركزية للتخفيف عن معاناة المواطن العراقي والارتقاء بمجمل ما هو مقدم للمواطن من خدمات".
وشهدت مدن الانبار أمس الاول الجمعة تظاهرات شعبية واسعة استقال على اثرها كل من قائم مقام قضاء الفلوجة ورئيس مجلسها واعضائه، ورئيس مجلس واعضاء ناحية الحبانية.
وقال مصدر مطلع أن نحو 16 متظاهرا في مدينة الفلوجة أصيبوا بجروح عقب إطلاق نار عشوائي من قبل القوات الأمنية على خلفية قيام المتظاهرين باقتحام المجمع الحكومي في المدينة.