الإثنين 08-07-2013 08:03 مساء
بوابة ذي قار / متابعة:
كشفت وسائل إعلام كوبية عن تفاصيل جديدة تتعلق بمقتل الثائر الكوبي ايرنيستو تشي غيفارا، استناداً لما وصل إليه الباحثان الكوبيان اديس جونزاليس وفرويلان غانساليس من حقائق مخفية منذ 45 عاماً.
وبدأ الباحثان الكوبيان المختصان بعلوم التاريخ اديس جونزاليس وفرويلان غانساليس بدراسة حياة الثوري تشي غيفارا، ليقدما ما استجد من تفاصيل مقتله في كتاب بعنوان " مقتل تشي غيفارا في بوليفيا.. التكشف"، وتوصلا إلى معلومات تقول إن قتلته هموا بقطع رأسه وليس يده فقط . وأن الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بادر بإصدار أمر بقطع رأس تشي غيفارا ليرسله إلى كوبا، ولكن الإدارة الأميركية كانت ضد هذا الموقف. ونتيجة لذلك قطعوا يده ووضعوها في وعاء يحتوي على سائل ثم أرسلوها إلى هافانا.
وتحدث واضعو التقرير عن سوء سلوك جنود القوات الخاصة البوليفية، الذين أطلقوا النار على غيفارا في قرية لايجيرا في تشرين الأول/أكتوبر عام 1967 ويكشف الكتاب عن سلوك القتلة المشين مع غيفارا.
كما أن سيرو بوستوس، وهو رفيق تشي جيفارا، خرج عن صمته الذي دام 45 عاماً، في كتاب تحت عنوان "تشي يريد أن يراك" ليروي قصة مقتل المناضل الثوري في أدغال بوليفيا، نافيا المزاعم التي تحدثت عن خيانته لصديقه خلال التحقيقات التي تعرض لها أثناء اعتقاله من قبل الجيش البوليفي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
ومن الجدير بالذكر أن قوات خاصة من الجيش البوليفي، الذي تولى تدريبه الأميركيون اعتقلت غيفارا مساء يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ثم اقتيد وتم تقييده إلى مبنى مدرسة طينية متهالكة في قرية قريبة من قرية لا هيغويرا، وبعد يوم ونصف رفض غيفارا أن يتم استجوابه من قبل ضباط بوليفيين، وتكلم بهدوء إلى الجنود البوليفيين فقط، ومنهم كان نينو خايمي دي غوزمان .
ويذكر أن الرصاص أطلق على غيفارا في يوم 9 تشرين الأول /أكتوبر بأمر من الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس، ولجعل الأعيرة النارية متسقة مع القصة التي كانت الحكومة تخطط بنشرها للجمهور، أصدر أمر بإطلاق النار بعشوائية حتى يبدو أن غيفارا قد قتل في خلال اشتباك مع الجيش البوليفي.
وكان غوزمان شاهداً على إصابة غيفارا في ربلة الساق اليمنى وشعره كان متعقد بالتراب وكانت ملابسه ممزقة وقدماه كانتا مغطاتين بأغماد الجلود الخشنة، وعلى الرغم من مظهره المنهك يروي ذاك الجندي أن "تشي رفع رأسه عاليا ونظر للجميع مباشرة ولم يسأل عن شيء إلا الدخان ".
وأصيب غيفارا بتسعة أعيرة نارية في مجموعها، شمل هذا على خمس مرات في الساقين، مرة واحدة في كتفه اليمنى والذراع الأيمن، ومرة واحدة في صدره، وطلقه واحدة في الحلق. تم بعد ذلك تم إرسال جثة غيفارا في طائرة مروحية ونقلت إلى منطقة قريبة من فالقراندي حيث التقطت لها صور فوتوغرافية. ونشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية شائعات تدعي فيها اختفاء إرنستو تشي غيفارا في ظروف غامضة، ومقتله على يد زميله في النضال القائد الكوبي فيدل كاسترو.
فقام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو بالكشف عن الغموض الذي اكتنف اختفائه من الجزيرة للشعب الكوبي فأدلى بخطاب أشار فيه لرسالة كتبت بخط يد الرفيق إرنستو غيفارا، وقال فيها: "أشعر أني أتممت ما لدي من واجبات تربطني بالثورة الكوبية على أرضها، لهذا أستودعك، وأستودع الرفاق، وأستودع شعبك الذي أصبح شعبي. أتقدم رسميا باستقالتي من قيادة الحزب، ومن منصبي كوزير، ومن رتبة القائد، ومن جنسيتي الكوبية، لم يعد يربطني شيء قانوني بكوبا."
واعترف في 15 تشرين الأول/أكتوبر أن غيفارا مات وأعلن الحداد العام ثلاثة أيام في جميع أنحاء الجزيرة، وبقي مكان قبره مجهولاً إلى عام 1997، وأعيد دفنه في ضريح بمدينة سانتا كلارا، لتنتهي حياة غيفارا الثورية التي قادها آملا بتخفيف آلام الفقراء من الأرجنتين إلى غواتيمالا ومن كوبا إلى الكونغو ومنها إلى بوليفيا.