في يوم من الايام كان العبد الصالح الخضر(ع) برفقة مجموعة من اصحابه يحدثهم عن التزود من الدنيا لما ينفع المرء في آخرته ‘ فوصلوا كهف فقال لهم لندخل فدخلوا واذا بالكهف كان شديد الظلام‘ فقال الخضر(ع) ليأخذ كل واحد منكم ما تحت قدميه فأخذ بعض مقدار كف يد‘ وبعض اخذ مقدار كفين ‘ وبعض اخذ مقدار سلة ‘ وبعض لم يأخذ شيء . وعندما خرجوا من الكهف ونظروا لما أخذوا ‘ واذا هي كلها احجار كريمة من الياقوت . واذا بالذي اخذ مقدار كف يقول يا ليتني اخذت كفين ‘ و الذي اخذ كفين يقول لو ان أملأت سلتي ‘ و الذي اخذ مقدار السلة كان فرحا لأنه قد حصل على اكثر من الآخرين‘ و الذي لم يأخذ شيء تندم على ما فعل وأراد الرجوع ليأخذ اي مقدار ولكن قد فات الاوان. فقال لهم الخضر(ع) هذا حال الدنيا كلما تزودت منها اكثر فسوف تجده في آخرتك.
أرجو ان استفدتم ‘فهذا حال الدنيا و الآخرة فالدنيا دار ممر الى دار مقر فتزودوا من دار مقركم الى دار ممركم يرحمكم الله . وقد اقبل علينا شهر رمضان شهر العطاء شهر دعيتم فيه الى ضيافة الله ‘فاغتنموا الفرصة وتزودوا منه واطلبوا المغفرة فأبواب الجنة مفتحه ‘ وابواب النار مغلقه ‘ وموائد الرحمن ممدودة ‘ أسأل الله ان لا يحرمنا من صيامه وقيامه .
شهر رمضان كريم اعادة الله علينا بالخير والبركة ‘ وكل عام وانتم بخير.