TODAY - 27 February, 2011
شملت مجموعة من الصم والبكم
دراسة علمية تكشف روابط خفية بين اللغة والأرقام
أشارت دراسة قامت على أبحاث تناولت مجموعة من الصم والبكم إلى أن اللغة بما تنطوي عليه من إدراك لأمور غير محسوسة، على صلة مباشرة بالرياضيات، وأن تلك الصلة تجعل من الصعب على الذين لم يدرسوا لغة الإشارات الرسمية فهم التركيبة العددية للأرقام التي تتجاوز ثلاثة أو أربعة.
وجرت الدراسة على مجموعة من الصم والبكم في نيكاراغوا، ودرس بعضهم لغة الإشارة الرسمية، بينما لم يدرسها بعضهم الآخر واكتفى بتعلم الإشارات المنزلية التي تدل على حاجاته اليومية في التخاطب مع أفراد عائلته.
وعمد الباحثون إلى إجراء اختبار أول قاموا خلاله بعرض مجموعة من الأوراق النقدية أمام الصم والبكم، لمعرفة ما إذا كان بوسعهم إدراك الفارق السعري بينها، وذلك حسب ما ذكر في موقع محطة "سي إن إن" الأمريكية الأحد 27-02-2011.
وتمكّن الذين شملتهم الدراسة من معرفة أن الورقة النقدية التي تحمل الرقم 20 أكبر من تلك التي تحمل الرقم 10 من ناحية القيمة، ولكن العلماء شعروا بأنهم نجحوا في هذا الاختبار من خلال التعرف إلى لون الورقة النقدية وشكلها، وليس بالاستناد إلى قيمتها الفعلية.
وانتقل العلماء بعد ذلك إلى المرحلة الثانية من الاختبارات، فعرضوا على الذين شملهم البحث صوراً على الكمبيوتر لثمانية ضفادع تقفز أربعة منها خارج الصورة ومن ثم تعود ثلاثة منها إلى المجموعة.
وعلقت أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة شيكاغو، سوزان غولدن ميدو، وإحدى معدي البحث بالقول: "اللغة ليست مجرد مجموعة من المفردات والاصطلاحات، بل تنطوي في داخلها على الروابط المنطقية التي تحدد المعنى الدقيق لهذه المفردات".
وأضافت: "بما أن الصم والبكم الذين لم يتدربوا على لغة الإشارة الرسمية جهلوا الكلمات التي تعبر عن الأرقام المعروضة أمامهم، ظهر واضحاً لديهم العجز عن إدراك أن الأرقام هي متواليات تظهر بإضافة بعضها إلى البعض، فالرقم أربعة هو فعلياً ثلاثة أضيف إليها واحد، وهكذا دواليك".
يُذكر أن الدراسة ستكون محل بحث مستقبلي يهدف للتعرف إلى الطريقة التي يعتمدها الدماغ لفهم الأرقام وتحليلها، على أن يستفاد من النتائج في تحسين أساليب تدريس الأرقام والرياضيات للأطفال في المدارس.