البقوليات تقاوم الكولسترول والسرطانات
شهدت بريطانيا مؤخرا الإعلان عن مكمل لخفض الوزن واستخلاصه من الفاصوليا البيضاء، في مؤشر جديد على أن فوائد البقوليات أكبر مما يدرك معظم الناس. وبات معروفا أن لعائلة البقوليات بأكملها طائفة من الفوائد الصحية، تحتم زيادة المحتوى الغذائي اليومي من الفاصوليا والبازلاء واللوبياء والفول والحمص والعدس، وغيرها من أصناف البقوليات الجافة.
خفض الدهون وعلى سبيل المثال، فإن طبق حمص بالطحينة أو شطائر الفلافل أو حساء العدس في الشتاء، تساعد على خفض مستويات الكولسترول الضار (منخفض الكثافة) في الدم والشرايين.
وتقول رئيسة أبحاث التغذية والصحة بمجلس الأبحاث الطبية البريطاني الدكتورة سوزان جيب إن البازلاء والحمص والفاصوليا مصادر جيدة للألياف القابلة للذوبان، وهذه معروفة بقدرتها على خفض مستويات الكولسترول الضار، الذي يراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين.
كذلك يحتوي فول الصويا والحمص على ستيرول نباتي، وهي جزيئات ثبتت قدرتها على خفض الكولسترول الضار، بينما تزيد مستويات الكولسترول النافع (عالي الكثافة).
وتشير أدلة متنامية إلى أن الغذاء الغني بالعدس والفول يقي من سرطان الرئة، فقد وجد باحثون بجامعة تكساس أن الغذاء الغني بالبقول يخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة بحوالي 20% إلى 45%. وعزوا ذلك لارتفاع مستويات الإستروجين النباتي الذي تحتوي عليه البقول.
موازنة الهرمونات وكانت أبحاث السرطان ببريطانيا قد وجدت أن النساء اللاتي تناولن غذاء غنيا بفول الصويا هن أقل تعرضا بنسبة 60% للإصابة بأنسجة الثدي الكثيفة والعالية المخاطر بالنسبة لنشوء سرطان الثدي، وذلك أيضا بسبب ارتفاع مستويات الأستروجين النباتي في فول الصويا.
وتقول الدكتورة مارغريت رتشي، خبيرة الأستروجينات النباتية بجامعة سانت أندروز، أن الكيماويات النباتية أضعف بعشرين ألف مرة من الأستروجين الطبيعي.
فعندما يعلق هذا الأستروجين الضعيف بأنسجة الثدي يخفف التأثير السلبي لأستروجين المرأة الطبيعي. وبهذا الاعتبار، يعتقد أن الأستروجين النباتي يمنح تأثيرا وقائيا من السرطانات المرتبطة بالهرمونات.
نفس هذه الجزيئات قد تفيد أثناء انقطاع الطمث، حيث تضاف إلى مستويات الأستروجين الموجودة لدى المرأة، عندما تأخذ تلك المستويات بالهبوط.
سرطان القولون من جهة أخرى، فإن غنى البازلاء والفاصوليا واللوبياء والفول بالألياف الغذائية يساعد على استدامة الهضم السليم ومنع الإمساك ويقي من سرطان الأمعاء.
وكانت دراسة شملت نصف مليون بريطاني يتناولون يوميا 35 غراما من الألياف، قد وجدت أنهم أقل تعرضا بنسبة 40% للإصابة بسرطان القولون، بل إن الوقاية الناجمة عن هذه البقول أعلى من ذلك.
فقد كشفت دراسة بمجلة \"التغذية الإكلينيكية\" أن الذين يتناولون البقوليات أكثر من مرتين أسبوعيا أقل تعرضا للإصابة بسرطان القولون بنسبة 47%. ويعود ذلك إلى جزيئات محددة تكافح السرطان موجودة في أنواع الفول والفاصوليا.
بروتين للعضلات ونظرا لأن البقول غنية بالكربوهيدرات والبروتين، يساعد تناول الكثير منها على تكوين اللبنات التي يحتاجها الجسم لبناء العضلات، فأصناف الفاصوليا والفول تحتوي على 21.4% من وزنها بروتينا، بينما تصل نسبته لدى فول الصويا 31.4%.
لكن خبراء التغذية يلفتون إلى أن البقول وإن كانت مصدرا جيدا للبروتين، فإنها لا تشمل جميع الأحماض الأمينية اللازمة للبدن، وبالتالي يقتضي استكمال هذه الأحماض إضافة الحبوب والأرز والمعجنات إلى الغذاء