فيـــروس كــــورونا الغامض Corona Virus
أ.د. أحسان مهدي الصقر
وحدة ابحاث المناطق الحارة
مرض تنفسي فيروسي حاد ، يصيب مختلف الاعمار .يدعى كورونا فيروس coronavirus او الفيروس الكوروني البشري. سميت هذه الفيروسات بـ كورونا لأنها تظهر تحت المجهر على هيئة هالة أو تاجcrown-like
هذه المجموعة من الفيروسات تسبب التهابات تنفسية خفيفة إلى متوسطة للإنسان، كما أنها تسبب أمراضآ في الجهاز التنفسي و العصبي و الهضمي للحيوان.
الكورونا فايروس تندرج تحت فصيلة كبيرة جدا من الفيروسات تسمى Coronaviridae تختلف حدة المرض بإختلاف الاصابة بأحد انواعه وتندرج من ان تكون بين نزلات البرد الى الاصابه بالسارس common cold and SARS . هي عباره عن فايروسات مغلفة enveloped viruses تحوي على RNA genome.
ولكن الكورونا فايروس كما تظهر الان بهذا الشكل لم تكن معروفة لاصابتها الانسان او الحيوان . و اول معرفة بها بشكل مقارب -وليس مطابق لما هي عليه الان – كانت في عام ٢٠٠٦ حين تم عزلها من الخفافيش في هونغ كونغ.
الفايروس جديد جداً على مستوي العالم بأجمعه وليس فقط جديد على الدول العربية، حتي هذه اللحظة لا يوجد اي تاكيد عن طريقة الاصابة به أو انتقاله، جميعها أجتهادات من المختصين حتى يتم معرفة وحصر طرق الاصابة والانتقال.
وينتمي الفيروس التاجي الجديد "كورونا" إلى نفس العائلة التي ينتمي إليها فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) الذي ظهر في آسيا في عام 2003، إلا ان فيروس "كورونا" و"سارس" لم يحدد حتى الآن أوجه الأختلاف بينهما بدقة.
وتؤدي الفيروسات التاجية إلى الإصابة بالالتهابات الرئوية الحادة عند الإنسان والحيوان.
أشارت منظمة الصحة العالمية إن هناك احتمالات متزايدة عن انتقال فيروس كورونا بين البشر اذا حدث بينهم اتصال مباشر. وجاء ذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن إصابة شخص ثان بالفيروس جراء إنتقال العدوى من شخص مصاب. وأعلن في السعودية عن حالتي وفاة جراء اصابتهما بهذا الفيروس. ويعرف الفيروس الجديد "كورونا" بأنه يؤدي إلى الاصابة بالالتهاب الرئوي وأحياناً الفشل الكلوي.
وعبر المسؤولون في منظمة الصحة العالمية عن مخاوفهم من ارتفاع عدد الاصابات بالفيروس الجديد وإمكانية انتشاره.وأكدت منظمة الصحة أن 33 شخصاً أصيب بهذا الفيروس في أوروبا والشرق الأوسط في عام 2012 ، توفي منهم 18 شخصاً. وأضافت المنظمة أيضاً في بيان لها "ما يقلقنا أن الحالات التي أصيبت في العديد من البلدان تؤكد فرضية إنتقال الفيروس التاجي الجديد عن طريق "المخالطة عن قرب"، ولكن هذه الفرضية تبقى محدودة لبعض الحالات، إلا أنه ليس هناك دليل على قدرة الفيروس على الانتشار في المجتمعات. من جهة ثانية، أعلنت وزارة الصحة السعودية في بيان لها عن ظهور 24 حالة مؤكدة منذ الصيف الماضي توفي منهم 15 وإزدادت الإصابات والوفيات في الآونة الأخيرة. وفي شباط الماضي، توفي مريض مصاب بالفيروس الجديد في برمنغهام في انجلترا، بعدما أصيب ثلاثة أفراد من نفس العائلة بهذا الفيروس.
أعــــراض المـرض
أعراضه كالإنفلونزا، حيث يشعر المريض بالاحتقان في الحنجرة والسعال مع ارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس وصداع، وقد يتماثل بعدها المريض للشفاء، ولكن تكمن الخطورة إذا تطورت الأعراض إلى التهاب حاد في الرئة بسبب تلف الحويصلات الهوائية، وتورم أنسجة الرئة، أو إلى فشلٍ كلوي، كما قد يمنع الفيروس وصول الأكسجين إلى الدم؛ مما يسبب قصوراً في وظائف أعضاء الجسم فيؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات لا سمح الله. إلا أن فيروس كورونا الذي ظهر مؤخرًا هو فيروس جديد لا يُعرف حتى الآن الكثير عن خصائصه وطرق انتقاله، وتعكف منظمة الصحة العالمية والخبراء الدوليين على معرفة المزيد من المعلومات حول هذا الفايروس القاتل الغامض. مدة الحضانة الخاصة بالفيروس غير معروفة؛ ولكن فترة الحضانة للأنماط المعروفة لفيروس (كورونا) تقارب الأسبوع، وهي - في الغالب - لا تختلف عنها. يختلف فيروس كورونا الجديد بشكل واضح من الناحية الجينية عن الفيروس المسبب لـ(سارس).
طــرق العــدوى بالفيـــروس
حتى الآن لا توجد براهين تحدد طريقة انتقاله من شخص إلى آخر؛ ولكن يحتمل أنها مشابهة لانتقال العدوى الموجودة في أنواع فيروس (كورونا) الأخرى. وتسعى منظمة الصحة العالمية والعديد من المنظمات الدولية إلى معرفة المزيد حول طرق انتقاله، بما في ذلك الانتقال عن طريق الحيوانات. وتشمل طرق انتقال العدوى من أنواع كورونا الأخرى المعروفة ما يلي:
- الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطس.
- الانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين.
- المخالطة المباشرة للمصابين.
طرق الوقاية من هذا الفيروس
- المداومة على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسيل اليدين، خصوصاً بعد السعال أو العطس وعند إستخدام دورات المياه، وقبل وبعد التعامل مع الأطعمة وإعدادها.
- استخدام المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، ثم التخلص منه في سلة النفايات. وإذا لم يتوافر المنديل فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين.
- حاول قدر المستطاع تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليدان يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس.
- لبس الكمامات في أماكن التجمعات والازدحام أثناء الحج أو العمرة.
- المحافظة على العادات الصحية الأخرى كالتوازن الغذائي والنشاط البدني وأخذ قسط كافٍ من النوم والمحافظة على النظافة العامة.
- تجنب قدر الإمكان الاحتكاك بالمصابين.
- ينصح المصاب بالتزام الراحة التامة، وتناول الأدوية التي يصفها الطبيب له، والإكثار من شرب السوائل، بالإضافة إلى بعض الفيتامينات.
- ضرورة مراجعة الطبيب عند الضرورة، ومتابعة ما يستجد من معلومات حول المرض من قبل وزارة الصحة.
- إبلاغ الجهات الصحية المعنية عند ظهور حالات مشكوك بها.
العـــــــــــــــلاج
لا يتوفر أي تطعيم أو لقاح وقائي يقي من الإصابة بفيروس كورونا إلى الآن. وعادة الأمراض الفيروسية يكون العلاج فيها عن طريق حقن السوائل الوريدية، وأخذ الفيتامينات اللازمة إلى أن يتماثل المريض للشفاء، أما في حالة حدوث مضاعفات فلابد من التدخل بإعطاء الأدوية التي تناسب الحالة.
حتى الآن لا يُعرف عالميًّا ما إذا كانت الإصابة بـ(كورونا) تؤدي إلى وفيات أعلى من غيرها من الفيروسات، إلا أنه يتضح من الحالات المتوفاة أن معظمها من كبار السن أو ممن يعانون أمراضًا مزمنة أخرى تؤثر سلبًا في جهاز المناعة؛ ما يزيد فرص ظهور المضاعفات الوخيمة للمرض ما قد يؤدي إلى الوفاة. وهذا ما يحدث - أيضًا - في حالات الأنفلونزا الموسمية. وقد يكون هناك العديد من الحالات المصابة بالفيروس؛ ولكنها إصابات طفيفة لا تتعدى أعراضها أعراض نزلات البرد، وتشفي تمامًا دون مضاعفات تستدعي الإحالة إلى المستشفيات أو المنشآت الصحية؛ ما يؤدي إلى عدم اكتشافها.
مجلة علوم الالكترونية