TODAY - February 27, 2011
دعوة لاحتجاجات عراقية جديدة تحت شعار جمعة الكرامة
الحكومة والبرلمان يبحثان محاصرة تداعيات يوم الغضب
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
في وقت لازال التوتر يسود عددا من مدن العراق، تسعى الحكومة والبرلمان إلى محاصرة التداعيات السلبية التي أفرزتها تظاهرات الغضب الجمعة حيث تعقدان اليوم الأحد اجتماعات طارئة لاتخاذ إجراءات لإرضاء المواطنين ومحاسبة العناصر الأمنية التي أطلقت الرصاص على المحتجين.
محتجون بساحة التحرير وسط بغداد
بغداد_ ايلاف
فيما دعا ناشطون عراقيون لاحتجاجات جديدة الجمعة المقبل تحت شعار "جمعة الكرامة" تسعى الحكومة والبرلمان العراقيان الى محاصرة التداعيات السلبية التي تنذر بالخطر التي أفرزتها تظاهرات الغضب الجمعة حيث تعقدان اليوم اجتماعات طارئة لاتخاذ إجراءات لإرضاء المواطنين ومحاسبة العناصر الامنية التي اطلقت الرصاص على المحتجين في مناطق مختلفة من البلاد وحيث ماتزال اجواء التوتر تسود عددا من المدن، فيما طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش السلطات العراقية بتحقيق في حوادث القتل التي وقعت خلال التظاهرات
اجتماع طارئ للحكومة وتوقعات بحل مجالس المحافظات
وتعقد الحكومة العراقية الأحد اجتماعا طارئا تدرس خلاله اتخاذ اجراءات لتفعيل عمل الوزارات والمحافظين ووضع خطط عاجلة لتنفيذ مطالب المواطنين.
وستتناول مناقشات الحكومة إمكانية التنسيق مع مجلس النواب لتحديد موعد لانتخابات مبكرة لمجالس المحافظات وتغيير المحافظين خاصة وان الاحتجاجات في المحافظات توجهت بالاساس ضد هذه المجالس نتيجة فشلها في تلبية مطالب الناس اضافة الى الفساد الذي يسود اجهزتها واعضاءها وقامت في العديد من المدن والبلدات بحرق مقراتها.
وازاء تدهور الاوضاع فيممدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) فقد أمر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي تشكيل لجنة تحقيقية لمحاسبة مطلقي العيارات النارية على المتظاهرين في المدينة الجمعة ومقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
وكان المالكي تعهد مساء الجمعة بعد ان شهدت مناطق العراق المختلفة تظاهرات احتجاج واسعة بتنفيذ جميع مطالب التظاهرات ووعد بالتحقيق في الخروقات الأمنية التي شهدتها تلك التظاهرات لكنه اشاد في الوقت نفسه بالإجراءات التي أتختها الأجهزة الأمنية حيال التظاهرات.
وأمس حذر المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني من مغبة استمرار الحكومةالعراقية على نهجها الحالي في إدارة الدولة ودعاها إلى اتخاذ قرارات حاسمة بإلغاء امتيازات أعضاء مجلس النواب السابقين والحاليين ومجالس المحافظات وكبار المسؤولين والامتناع عن استحداث مناصب حكومية جديدة
البرلمان يهيئ لإجراءات ويمدد فترة وجود النواب في المحافظات
من جهته قرر رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الذي الغى زيارة مقررة الى الكويت ويعقد مؤتمرا صحافيا اليوم الاحد حول تداعيات احتجاجات يوم الغضب تمديد فترة تواجد أعضاء مجلس النواب في المحافظات الذين اوفدوا اليها منتصف الاسبوع الماضي لغاية يوم السبت الخامس من الشهر المقبل و ذلك لإتاحة الفرصة الكاملة أمامهم للاتصال بالمواطنين والتعرف على احتياجاتهم و مطالبهم و تقديم التقرير الخاص بذلك إلى مجلس في اليوم التالي
ودعا النجيفي الحكومة الى فتح تحقيق في سقوط ضحايا من المتظاهرين وتلبية مطاليبهم . وشدد في بيان تلقته "إيلاف" دعم مجلس النواب الكامل للمتظاهرين في المطالبة بحقوقهم داعيا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين والحفاظ على ارواحهم وعلى الممتلكات العامة والخاصة مؤكدا ان حق التظاهر مكفول للجميع.
ودعا الى الاستجابة السريعة من قبل الحكومة لمطالب المتظاهرين معلنا دعم مجلس النواب الكامل لهذه المطالب والزام الحكومة في التحرك السريع لإنهاء ذلك.
وطالب بفتح تحقيق بشأن الضحايا الذين سقطوا اثناء التظاهرات من شهداء وجرحى ومحاسبة المهاجمين واطلاق سراح الابرياء . واكد على ضرورة التعامل الانساني مع المواطنين وفق مبادئ حقوق الانسان وعدم تكميم الأفواه وتقييد الحريات.
وطالب المتظاهرين بعدم الإخلال بالامن والتجاوز على الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية مجددا التاكيد على تبني مجلس النواب لمطالب الشعب وإلزام الحكومة بتنفيذها.
"العراقية" تدعو البرلمان للتحقيق في الاعتداءات على المتظاهرين
ومن جانبها قالت القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق أياد علاوي ان ما حصل للمحتجين الجمعة مقلق للغاية ولطخة سوداء في سفر العراق ومسيرته عبر التاريخ وانها ستطالب بتحقيق يقوم به البرلمان للتعرف على الوقائع والمرتكبين إياً كان موقعهم ليقدموا الى العدالة فتقول فيهم الكلمة الفصل.
واضافت ان معاناة العراقييين كبيرة وكثيرة منها ما هو بسبب انعدام الخدمات وتوقفها وتراجع الاقتصاد وإزدياد البطالة والفقر والجوع ومنها القمع والتهميش والاقصاء والاعتقال ومنها القوانين المسييسة كقوانين المخبر السري والاجتثاث والارهاب ومنها ما هو مرتبط بالفساد المالي والاداري والغلاء فضلا عن تبني سياسات المحاصصات الطائفية السياسية والجهوية والحزبية البغيضة.
واشارت الى انه لذلك تحركت ارادة الشعب معبرا عن معاناته المريرة بتظاهرات سلمية قانونية وعفوية تستهدف تحسين الأوضاع ومحاسبة المفسدين ورفع غطاء الخوف المخيم على البلاد وتحقيق العدالة والرفاهية المعقولة والتي تنهي الفقر في بلدٍ ثريٍ كالعراق عوضاً إن تكون ثرواته عرضة للنهب والسلب.
وقالت إن هذه التظاهرات انطلقت ايضا لتكرس مفاهيم الديمقراطية بشكل سلمي حسب ماكفله الدستور من مساحات للحريات العامة والخاصة وتحديدا لحرية التعبير إلا إنه وللأسف الشديد جوبهت هذه التظاهرات السلمية وحتى قبل إن تحصل باجراءات قمعية وتعطيلية مخيبة للآمال تعكس خوفاً من الشعب كما تعرضت لاتهامات ملفقة وقطع الطرق لكي تجهض هذه التظاهرات إلا إن ارادة الخير أبت إلا إن تنطلق هذه التظاهرات بموعدها لتعبر عن مكنونات هذا الشعب.
واضافت ان التظاهرات تعرضت لعمليات قمع واطلاق الرصاص واعتقالات وتشهير بسمعة هذه التظاهرات عوضاً عن توفير الأمن والطمأنينة للمتظاهرين بشكل سلمي واسلوب أبوي لكي تعبر حشود الجماهير عنارائها بحريةٍ وحسب ما أقرته شرائع السماء وقوانين الدساتير في البلدان الديمقراطية أو تلك التي تدعي انها سائرة في طريق الديمقراطية وكانت المشاهد مروعة للغاية واصابت ب الكبير بعد نضالٍ طويل ومرير في محاربة الدكتاتورية بهدف الوصول للديمقراطية إلا إن الممارسة القمعية ظلت نفسها مما لم يؤد الى بلوغ الهدف المرجو في تحقيق الحرية والكرامة.
واشارت الى ان ما حصل للمحتجين الجمعة مقلق للغاية ولطخة سوداء في سفر العراق ومسيرته عبر التاريخ.
وقالت أنها لذلك ستطالب بتحقيق يقوم به المجلس النيابي للتعرف على الوقائع والمرتكبين إياً كان موقعهم ليقدموا الى العدالة فتقول فيهم الكلمة الفصل اضافة الى تعويض ذوي الشهداء ومن ظلم ومن جرح من المتظاهرين.
وأوضحت إنها " ستدرس الموقف الخطير وتقَيم ما حصل لتتخذ القرار المنسجم مع ارادة الشعب من العميلة السياسية برمتها إن كانت هي متوازنة وتؤدي فعلاً نحو الديمقراطية النازجة وعلى ضوء ذلك ستتخذ العراقية موقفاً مستمداً من تأريخها وبرنامجها ومشروعها الوطني الذي يصطف مع الشعب دائما أيمانا بالديمقراطية من إن التغيير يمر عبر صناديق الاقتراع الحر والنزيه من دون خوف ومن دون قمع.
توتر واعتقالات في محافظات
هذا، وأعلن محافظ بابل جنوب بغداد إستقالته ليكون ثالث محافظ يتخذ هذا الإجراء بعد محافظي البصرة عبود شلتاغ وواسط لطيف الطرفة وذلك استجابة لمطالب المحتجين ضد سوء الخدمات.
وتأتي هذه التطورات في وقت ماتزال فيه مدن عراقية عدة وخاصة الموصل والبصرة والرمادي اجواء توتر واحتجاجات على ضوء ضرب القوات الامنية للمحتجين في العديد من المناطق العراقية مما ادى الى مصرع 21 عراقيا واصابة حوالي 100 اخرين بجروح.
ويوم امس استمرت الاحتجاجات والاضطرابات حيث قتل شخص واصيب سبعة اخرين بجروح جراء اطلاق نار ضد متظاهرين في منطقة كبيسة احدى مناطق محافظة الانبارغرب بغداد كما اعتقلت قوات الامن 14 متظاهرا بعد ان تجمع مئات المتظاهرين للمطالبة بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد.
وفي ناحية الغراف شمال مدينة الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) تظاهر عشرات امام مبنى المجلس البلدي مطالبين بتحسين الخدمات ومعالجة البطالة ومحاربة الفساد. كما طالب المتظاهرون باقالة المسؤولين المحليين وتحسين البطاقة التموينية وقامت الشرطة باطلاق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام المبنى دون وقوع ضحايا.
كما فرضت السلطات المحلية في مدينة الموصل كبرى مدن محافظة نينوى (370 كلم شمال بغداد) حظرا شاملا للتجول لمنع انطلاق تظاهرات مماثلة. وايضا اعلنت مصادر في شرطة كركوك (240 كلم شمال بغداد) العثور على ثلاث جثث تعود احداها لاحد المشاركين في تظاهرة السبت امام مجلس المحافظة وسط المدينة.
"رايتس ووتش" تدعو بغداد للتحقيق في قتل متظاهرين
وطالبت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان السلطات العراقية ب تحقيق في حوادث القتل التي وقعت خلال التظاهرات التي خرجت في ارجاء العراق الجمعة وكذلك في اي استخدام غير قانوني للعنف من جانب قواتها الامنية.
وقالت المنظمة في بيان المنظمة من مقرها في نيويورك إنه اضافة الى القتلى الذين سقطوا فإن المنظمة رصدت رجال الامن وهم يعتدون بالضرب على متظاهرين وصحفيين عزل مما ادى الى اصابة 18 منهم على الأقل بجروح بالغة.
وأكدت المنظمة أن أي استخدام غير مبرر وغير قانوني للقوة وعلى وجه الخصوص التي تؤدي الى الوفاة فيجب ان يؤدي بدوره الى مقاضاة المسؤولين عنه بمن فيهم اولئك الذين اصدروا الاوامر باستخدام العنف .واضافت ان على السلطات العراقية رفع كل الاجراءات التي تقيد من حرية التجمع والاحتجاج السلمي.
وأشارت الى ان الشرطة العراقية سمحت - في وقت سابق من الاسبوع الحالي لعشرات من المتعاونين معها بمهاجمة تجمع احتجاجي سلمي ببغداد مما ادى الى اصابة عدد من المحتجين بجروح. ففي ساعات الفجر الاولى من يوم 21 شباط فبراير) الحالي هاجم العشرات من الرجال المسلحين بالسكاكين والهراوات خمسين معتصما في ساحة التحرير ببغداد حين انهال المهاجمون على عشرين على الاقل من المعتصمين ضربا وطعنا.
ووقع الهجوم مباشرة عقب انسحاب الشرطة من الساحة وقال شهود إنهم شاهدوا رجال الشرطة يتشاورون مع المهاجمين قبل وقوع الاعتداء.
وقال توم بورتيوس نائب مدير البرامج في المنظمة ان على السلطات العراقية لجم قواتها الامنية والاتيان بتفسير مقنع عن كل حادثة قتل وعلى قوات الامن توخي اقصى درجات ضبط النفس في تعاملها مع المحتجين.
ومن جهتها دعت رئيسة اللجنة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون السلطات العراقية على ممارسة اقصى حد من ضبط النفس ازاء التظاهرات المستمرة واتخاذ تدابير كافية لضمان سلامة المتظاهرين.
وقالت المتحدثة باسم اشتون في بيان صحافي ان اشتون تتابع من كثب الاحداث التي يشهدها العراق حاليا واعربت عن اسفها ازاء الخسائر البشرية التي وقعت خلال التظاهرات التي حدثت في مدن العراق كما اعربت عن تعازيها لاسر الضحايا.
وامس اتهم اربعة اعلاميين عراقيين في مؤتمر صحافي السلطات العراقية باعتقالهم وتعريضهم للتعذيب قبل إطلاق سراحهم.
وأعلنوا في بيان شارك في اعداده عدد من الاعلاميين ومنظمات المجتمع المدني، بينها مرصد الحريات الصحافية "ان حرية التعبير تمر باسوأ ايامها في العراق وهذا ما كشفته وقائع".
وقالوا في البيان الذي قرأه الاعلامي عماد الخفاجي "لقد تعاملت السلطات السياسية مع التظاهرات بوصفها ظاهرة مدانة تستدعي معالجات أمنية".
وأضاف "فقد وصفها المالكي بانها مدفوعة من القاعدة والبعثيين والارهاب ثم اعلن حظرا للتجول قبل ساعات من انطلاقها".
واكد ان "الصحافة كانت هدفا للسلطات" موضحا انه تمت "مداهمة عدد من المؤسسات الصحافية ثم منعت التغطية الحية، ثم تعرض عدد من الصحافيين للاعتقال امام مرأى من الناس".
وقال انهم تعرضوا "الى ابشع انواع التعذيب من قبل عناصر استخبارات الفرقة 11 واجبروا على التوقيع على اوراق لا يعرفون محتواها".
والاعلاميون الاربعة هم حسام السراي مسؤول القسم الثقافي في جريدة الصباح الجديد وعلي عبد السادة مسؤول القسم السياسي في جريدة المدى وهادي المهدي الذي يعمل مقدما للبرامج في اذاعة ديموزي وعلي الموسوي المحرر في جريدة الصباح شبه الرسمية.
وشهد العراق الجمعة تظاهرات أحتجاج في معظم أنحاء البلاد تحت شعار "يوم الغضب العراقي" تطالب بالإصلاح والتغيير والقضاء على الفساد المستشري في مفاصل الدولة نظمها شباب من طلبة الجامعات ومثقفون مستقلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في شبكة الإنترنت.