TODAY - 24 February, 2011
أوروبا وأميركا لا تستبعدان تدخلاً عسكرياً ضد القذافي
في ظل تصاعد التوتر في ليبيا اعرب مصدران أميركي وأوروبي عن إمكانية التدخل العسكري ضد القذافي حال تطلب الأمر ذلك.
واشنطن_بروكسل_ CNN
وأعلن البيت الابيض أن الرئيس الاميركي باراك اوباما سيتصل الخميس بكل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتنسيق العمل بشان وضع حد لعملية القمع في ليبيا.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "سيبحثون بشان ليبيا والخيارات المختلفة المطروحة".
واضاف المتحدث "انا على يقين ان خياراتنا ستبحث"، ولم يشأ اعطاء تفاصيل حول الاعمال التي ستدرسها واشنطن على خلفية الدعوات الى فرض عقوبات ضد النظام الليبي واقامة منطقة حظر جوي فوق البلد. واكتفى المتحدث بالقول "لا استبعد شيئا".
إلى ذلك، أكد مصدر أوروبي لوكالة آكي الإيطالية أن الإتحاد الأوروبي لا يستثني اللجوء إلى عملية عسكرية دولية "لأهداف إنسانية" على أن تكون منسقة دولياً بهدف إيقاف العنف في ليبيا
واشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن مسألة التدخل العسكري تبقى محل نقاش في إطار العديد من السيناريوهات المحتملة لمواجهة تطورات الوضع في ليبيا، وأضاف " الوضع يتطور بسرعة والمعلومات القادمة من هناك متناقضة لدرجة كبيرة" وفق كلامه
وأقر المصدر في تصريحات له اليوم بوجود نوع من الإضطراب في أوروبا تجاه الوضع الليبي، وأضاف " إذ لا وجود لمحاور فعالة لدينا بسبب طبيعة النظام الخاصة"، مؤكداً أن أوروبا على قناعة أن الحوار مستحيل حالياً مع الزعيم الليبي معمر القذافي وكذلك مع المحيطين به
وحول العقوبات الأوروبية على ليبيا، شدد المصدر على أن دول الإتحاد متفقة على العقوبات من حيث المبدأ، مشيراً إلى أن المشاورات تجري بهذا الشأن وتبقى الإحتمالات مفتوحة على العديد من الإمكانيات، وزعم أن الإتحاد الأوروبي يفعل حالياً أقصى ما يمكنه من أجل تطويق الوضع هناك والتنسيق مع الشركاء الدوليين لمواجهة أسوأ السيناريوهات.
وأوضح أن الأولوية الآن هي لعمليات إجلاء الرعايا الأوروبيين من ليبيا، مؤكداً وجود الكثير من العقبات التي تعترض الأمر بسبب سوء وضع الإتصالات في ليبيا و صعوبة التحرك والحصول على المعلومات والبيانات الضرورية
وأضاف أن الإتحاد الأوروبي يجهز نفسه ليس فقط لإتمام عملية إجلاء رعاياه ، بل للتعاون مع كافة الدول غير الأوروبية لتأمين إجلاء رعاياها، وأضاف " نعمل أيضاً من أجل التوصل إلى طرق لإجلاء الرعايا الآسيويين في ليبيا إلى الدول المجاورة خاصة مصر و تونس، إذا دعت الحاجة، دون أن نستثني إمكانية مساعدة هذه الدول على استقبال مواطنين ليبيين أيضاً ممن يفرون من بلادهم"، كما قال
وقال أن أوروبا تعتقد أن خطر تدفق المهاحرين على أراضيها لا يأتي من الليبيين أنفسهم، وأضاف " فالليبيون ليسوا من الشعوب المهاجرة على ما يبدو"، وفق كلامه، مؤكداً أن الخطر قد يأتي من تدفق العمالة الأجنبية المتواجدة في ليبيا نحو أوروبا
وأشار إلى أن الإتحاد الأوروبي يتحضر أيضاً لمواجهة كارثة إنسانية ناتجة عن الوضع في ليبيا، موضحاً أن المنظمات الدولية لم تخطر الإتحاد، حتى الآن، بوجود مثل هذا الخطر حالياً
إلى ذلك، أعاد المصدر إلى الأذهان ما قام به الإتحاد الأوروبي من تعليق للمفاوضات التي كانت قائمة بين بروكسل وطرابلس الغرب من أجل التوصل إلى إتفاق إطار، مشيراً إلى أن عدم وجود بعثة للمفوضية الأوروبية في طرابلس الغرب يعقد الوضع أكثر فأكثر ويجعل تحرك التكتل الأوروبي الموحد أكثر صعوبة
وكانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، قد أكدت أمس دعم الإتحاد بشكل رسمي لإجراء تحقيق دولي فيما يحدث في ليبيا وتقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلى العدالة، مشددة على ضرورة أن يتم سماع أصوات المتحجين هناك
وفي أول مؤشر على إمكانية أن تتطور المواجهات المستمرة في ليبيا إلى مواجهة عسكرية مع الغرب، أكد مسؤول عسكري أميركي رفيع لـ CNN الخميس، أن وزارة الدفاع "البنتاغون" تنظر في "جميع الخيارات" المحتملة لدعم الرئيس باراك أوباما، في التعامل مع الوضع الراهن.
وطلب المسؤول بالجيش الأميركي عدم الكشف عن هويته، نظراً للحساسية الشديدة في الموقف الحالي، رغم أنه مطلع بشكل مباشر على الخطط الحالية التي تُعدها وزارة الدفاع بهذا الشأن. وقال المصدر: "وظيفتنا أن نجعل الخيارات متاحة من الجانب العسكري، وهذا ما نفكر فيه في الوقت الراهن"، وتابع قائلاً: "سوف نقوم بتزويد الرئيس بالخيارات التي قد يحتاج إليها."
وأضاف المسؤول الأميركي قوله إن الخطط الأولية للخيارات العسكرية المحتملة، والمتاحة أمام الرئيس حالياً، تضع ضمن أولوياتها حماية المواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية، ووقف العنف ضد المدنيين الليبيين. ورغم أن المصدر بدا حذراً إزاء التفكير في أن الجيش الأميركي أصبح "على مشارف غزو الشواطئ" الليبية، فقد رفض الكشف صراحة عن طبيعة الدور الذي قد تقوم به القوات العسكرية
ولم تطلب الخارجية الأميركية، حتى اللحظة، من الجيش التدخل للمساعدة في إجلاء المدنيين من ليبيا، فيما أكد عدد من المسؤولين الأميركيين لـCNN، أن هناك جدل حاد داخل الإدارة الأميركية حول الاستعانة بالجيش، وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى مزيد من الاستفزازات للنظام الليبي.
وكان الرئيس أوباما قد وجه كلمة مقتضبة حول تطورات الأوضاع في ليبيا، في وقت مبكر من صباح الخميس، قال فيها إن ما يحدث في المنطقة "تغيير تقوده الشعوب"، ولا علاقة لأميركا به، مطالباً السلطات الليبية بوقف العنف وإيصال المساعدات للمحتاجين.
شاهد الفيديو من اجمل الثورات: