TODAY - 24 February, 2011
الخناق يضيق على القذافي والليبيون يواصلون النزوح
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
التظاهرات في مدينة الزاوية الليبية ازدادت عزلة الزعيم الليبي معمر القذافي الخميس بعد أن بات يواجه معارضة مسيطرة في الشرق وضغوطا دولية تحضه على وقف حمام الدم مع ازدياد مخاوف المجتمع الدولي من كارثة انسانية بسبب النزوح والهجرة هربا من العنف.
البيضاء_ ايلاف
في اليوم العاشر من الانتفاضة ضد نظام القذافي التي ادت الى مقتل المئات بدت شوارع العاصمة طرابلس شبه مقفرة صباح الخميس بعد ليلة تخللها اطلاق رصاص كثيف ولا سيما في الضاحية الشرقية.
وفي الشرق الغني بالنفط الذي سيطر عليه المعارضون تشهد الجدران المليئة باثار الرصاص في مدينة البيضاء على عنف المعارك بين المعارضين و"المرتزقة" الذين استخدمهم النظام الليبي.
وفيما كان الرئيس الاميركي باراك اوباما يتحدث للمرة الاولى الاربعاء عن الازمة الليبية معتبرا حمام الدم الجاري "مشينا"، انشق حوالى عشرة جنرالات وعقداء من الجيش واقسموا الولاء للشعب الليبي وسط ترحيب الحشود في البيضاء.
وقال الرائد صلاح ماثك من الشرطة القضائية "قدمت استقالتي وجئت الى البيضاء للتضامن مع شعبي. وساكون في الخطوط الدفاعية الاولى ضد اي هجوم من الخارج". واوضح الرائد عبد العزيز البسطة "امرونا بمهاجمة الشعب فرفضت. لا يمكننا استخدام الاسلحة ضد شبابنا".
واضاف ضابط آخر "يجري الحديث عن التقدم الى طرابلس. هدفنا طرابلس ان عجزت على تحرير نفسها". ويبدو ان المعارضة سيطرت على شرق البلاد من الحدود المصرية الى بلدة اجدابيا غربا مرورا بطبرق ودرنة وبنغازي التي شكلت مركز الاحتجاجات وتقع على بعد 1000 كلم شرق طرابلس، بحسب صحافيين وسكان.
واعلن التلفزيون الرسمي الليبي الخميس ان الزعيم معمر القذافي سيلقي "بعد قليل" كلمة، هي الثانية له منذ بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحيه. وقال التلفزيون في نبأ عاجل "بعد قليل سيتحدث الاخ قائد الثورة الى اهالي شعبية الزاوية"، المدينة الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرب العاصمة طرابلس.
وكانت معلومات صحافية تحدثت عن تعرض هذه المدينة الخميس لهجوم شنته قوات القذافي بالاسلحة الثقيلة متحدثة عن وقوع "مجازر" فيها. افاد اربعة شهود وصلوا الخميس برا الى تونس ان مدينة زوارة الليبية التي تبعد 120 كلم عن طرابلس خلت من "الشرطة والعسكريين" وان "الشعب يسيطر على المدينة".
وكلفت دول الاتحاد الاوروبي خبراءها ببحث تجميد الاموال وحظر منح تأشيرات السفر واحتمال ملاحقة القادة الليبيين قضائيا. غير ان وزير الدفاع الفرنسي الان جوبيه صرح ان التدخل العسكري ليس واردا حاليا بعد ان تمنى "من كل قلبه" ان يكون القذافي "يعيش اخر لحظاته كرئيس دولة".
واعربت المفوضية الاوروبية عن قلقها حيال خطر وقوع كارثة انسانية وانكبت على تقييم الحاجات في حال هجرة ضخمة للسكان فيما يتم اجلاء عشرات الاف الاجانب جوا وبحرا وسط ظروف صبعة.
واعتبر الاتحاد الاوروبي وروسيا استخدام القوة ضد المتظاهرين المدنيين المسالمين في ليبيا بانه "غير مقبول" كما اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الخميس في ختام اجتماع مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في بروكسل. وأعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن خلال زيارة الخميس الى كييف ان الحلف لا ينوي التدخل في ليبيا التي تشهد احتجاجات دامية ضد نظام معمر القذافي.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس القمع الذي يمارس في ليبيا من قبل نظام معمر القذافي بانه "مروع" ودعا الى ادانات دولية "قوية". وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البولندي دونالد تاسك في القدس"امر مروع الذي يحدث في ليبيا حين يقوم جيش النظام باطلاق النار على شعبه بشكل عشوائي وعن قصد".
واضاف نتانياهو "انه يتطلب ادانة دولية وواضحة من قبل العالم المتحضر ناهيك عن العالم الديمقراطي". وقارن رئيس الوزراء الاسرائيلي بين القمع في ايران وليبيا حيث قامت في الحالتين "قوى الامن في النظام باطلاق النار بشكل متعمد على حشود المتظاهرين". ومن جانبه قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك انه يامل في سقوط معمر القذافي واكد انه يجب على اسرائيل الوقوف بحزم عندما يفتح الشرق الاوسط "فصلا جديدا في تاريخه".
ورست عبارة تتسع لالف شخص في ليبيا للبدء باجلاء حوالى 18 الف مواطن هندي علقوا وسط العنف. كما اقلعت ثلاث طائرات لنقل الجنود من طراز سي-130 من اليونان لاجلاء الرعايا اليونانيين. وعلى الحدود مع تونس ومصر تشهد النقاط الحدودية دفقا متزايدا من الليبيين والاجانب الفارين.
وحذر الهلال الاحمر التونسي من "خطر كارثة" هجرة جماعية فيما حث وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني شركاءه الاوروبيين على مساعدة بلاده في مواجهة خطر وقوع كارثة انسانية. اما القاعدة في المغرب الاسلامي فوعدت "ببذل كل ما تملك لنصرة" المحتجين، معتبرة ان معركتهم هي "معركة كل مسلم يحب الله ورسوله"، بحسب ما نقل مركز سايت الاميركي المتخصص بمراقبة المواقع الاسلامية.
وتملك ليبيا احتياطي نفط يعتبر من بين الاضخم في افريقيا، حيث ارتفعت اسعار الذهب الاسود بقوة في الاسوق لتصل الى اسعار قياسية منذ اكثر من عامين. ولامس سعر برميل نفط برنت بحر الشمال تسليم نيسان/ابريل 120 دولار قبل ان يتراجع.
وعلقت مجموعات نفطية على غرار الفرنسية توتال والايطالية ايني والاسبانية ريبسول نشاطاتها جزئيا او كليا وبدأت باجلاء موظفيها. ودعا القذافي الثلاثاء الشرطة والجيش وانصاره الى قمع المتظاهرين الذين وصفهم بانهم "جرذان" محذرا من وقوع "مجازر" ومهددا "بتطهير" البلاد منزلا بمنزل.
واعتبر وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل ان القذافي سينتحر "على ما فعل هيتلر". وقتل 300 شخص منذ انطلاق الاحتجاجات على نظام القذافي في 15 شباط/فبراير بحسب حصيلة رسمية، سقط اغلبهم في بنغازي ثاني مدن البلاد.
لكن الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسيان تحدث عن مقتل 640 شخصا على الاقل من بينهم 275 في طرابلس و230 في بنغازي. وتحدث الطبيب الفرنسي جيرار بوفيه العائد للتو من بنغازي عن "اكثر من الفي قتيل" في المدينة وحدها.