طوال حياتي بحثت عن النصر لقيم ومباديء وجدت فيها غاية لوجود البشر وهو ان نتكامل من العبودية الى الحرية ومن الخوف الى الشجاعة ومن البخل الى الكرم ومن الظلم الى العدل والاهم من كل ذلك من الظلمات الى النور .تعلمت ان أكون صدريا فانتصر
ورغم ان الطرق التي سلكتها كانت وعرة ولم تزدني الا حيرة وبعدا عن هدفي الا أني لم ارض بالهزيمة .ولا يخفى على احد ان هذا البحث عن النصر في بلد مثل العراق تعاون الظالمون جميعا على هزيمته وإغراقه في الظلمات كان سيكون مستحيلا لولا اللطف الإلهي الذي تمثل في نور الصدر الثاني .المهم ان هذا النور له لذته وله مسارب في الروح لا تنتهي لا في عالم الملك ولا الملكوت واشراقاته كل آن آن ينهل منها الظامئون ويطمئن به الخائفون ولو كره الكافرون .صحيح اني لم ار النصر في وجه القمر ولا في قطرات الماء لكني وجدته في بيتي وفي مجتمعي وفي وطني .وجدته يوم تعلم أطفالي حب الإسلام وحب القيم الإلهية وحب المعصومين ،ووجدته يوم تعلم الفقراء ان يكونوا القوة الأولى في المجتمع للتغيير والإصلاح والتكامل .وفي كل معركة يقودها الظالمون لينتزعوا مني لذة الوجود أتمسك بالعروة الوثقى ، بشيبة الحمد ،ووجه التقوى ، بالصوت القرآني ، بعصا موسى وعباءة الحسين ، بمنبر الرسالة وطهر الانتماء ،أتمسك بمحمد الصدر ولينا الناطق . اذ في زمننا هذا وفي سنوات عمري التي ناهزت الثالثة والاربعون لا يصح لي ان افقد الحكمة في معرفة السبيل الى الحكيم . قد عشت سنوات طويلة - كما يعبرون - غفلت فيها عن رؤية إمام زماني ع وعن معرفة أخباره وواجبي تجاهه ومعرفة مدى نفعه لي ولعائلتي ولمجتمعي في دنياي وآخرتي وقد دلني الدليل إليه وجعل لي نورا يمشي بين يدي فهل استبدل النور بالظلمة وهل أعود بعد النصر مهزوما ؟ وهل أرضى بالذلة للظالمين وهل اقبل ان يصير وجودي وعدمه سيان ؟ هيهات ما لهذا خلقنا ولا يمكن قبوله في هذا النظام البديع للأكوان والإنسان .
اكتب لكم هذا لأقول حيعلا الدخول الى نور الصدر الثاني الى تجربته العظيمة في العراق الى فكره الزاخر في شتى العلوم المفيدة لتكامل الإنسان . تعالوا لتتعرفوا كيف عاش هذا العراقي بين شعبه وما كتبه لهم ليتعلموا ان يكونوا صدريين فينتصروا .