TODAY - 23 February, 2011اجراءات مشددة في بغداد شملت قطع الجسور والشوارع الرئيسة
كتلة المالكي: حزب البعث يستغل المطالب المشروعة .. العراقية: نراهن على وعي المتظاهرين رغم المخاوف
متظاهر يردد شعارات احتجاجية تحت علم عراقي كبير رفعه المحتجون عند ساحة التحرير في بغداد أمس
بغداد – العالم
رغم ان العديد من الاطراف السياسية والدينية اعلنت تأييدها طيلة الايام الماضية للاحتجاجات التي تعم البلاد داعية الى ان تحافظ على طابعها السلمي، صعد ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي من اتهاماته لتظاهرات يوم غد الجمعة قائلا انها "بقيادة البعث"، في وقت تشهد العاصمة اجراءات امنية استثنائية تتضمن اغلاق طرق رئيسة وجسور اساسية.
ورغم وجود منظمات بارزة وناشطين معروفين في اوساط منظمي التظاهرة الا ان وزير التربية السابق خضير الخزاعي يؤكد لـ"العالم" ان مطالب الشعب المشروعة "ستكون معبرا للبعثيين"، في وقت قال احد وزراء القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي ان وجود "المندسين" لايعني ان العراقيين المطالبين بالاصلاح "يمكن القفز على وعيهم وبصيرتهم".
وقال عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون خضير الخزاعي ان المظاهرات امر طبيعي في بلد مثل العراق وهناك نقص في الخدمات يعطي المواطنين الحق في التظاهر من اجلها، لكنه استدرك بالقول ان المشكلة "في التوقيت والذين دعوا الى المظاهرة يوم 25 شباط (فبراير) هم حزب البعث العربي الاشتراكي وازلامه، ولديهم النية في العودة من خلال استغلال المطالب العادلة للشعب".
وتابع "لذلك ربما يرتكبون حماقة للانتقام من الشعب والحكومة وهناك احتمال أن يكونوا هم ذاتهم من سيعتدي على المتظاهرين او يقوم بمهاجمة القوات الامنية او لربما ينسقون مع الجماعات المسلحة لتفجير المتظاهرين وبالتالي خلق فتنة".
ويدعو الخزاعي وهو وزير تربية سابق، الشعب ان يخرج للتظاهر "ولكن ليس في يوم 25 شباط، وليخرجوا بعد هذا التاريخ وليكن خروجهم في يوم 26 او 27، وهذا حقهم ولكن ليس استجابة لدعوات البعثيين".
ويتابع ان الكثير من الناس "لا يعرفون ان الذين يدعون الى المظاهرات هم قيادة حزب البعث، وتحت يدي بيان منهم يشيد بعروس الثورات التي جرت في 8 شباط 1963، ولدينا معلومات دقيقة ان البعثيين سيستغلون هذه المظاهرة لخلق فتنة" مضيفا ان وجود البعثيين "هو السبب في تهويل مخاوف الناس فهم ربما يهاجمون المدنيين او رجال الشرطة او يهاجمون البنوك والمؤسسات الحكومية، او يكسرون السجون لاطلاق الارهابيين".
لكن وزير الدولة لشؤون العشائر جمال البطيخ وهو قيادي في القائمة العراقية حاول التركيز على "وعي المتظاهرين ومشروعية مطلبهم" رغم انه اقر بإمكانية حصول اختراقات.
وقال لـ"العالم" ان "نتيجة الضغط الشعبي الحالي جعلت البرلمان يشرع قوانين تصب في مصلحة المواطن، ومجلس الوزراء كذلك، وانا اعتبر ان هذه القوانين هي اولى ثمرات الضغط الشعبي".
ويشير البطيخ الى حزمة قوانين جرى اتخاذها مؤخرا ابرزها تخفيض المخصصات المالية لكبار المسؤولين ونقلها الى ابواب تخص المشاريع المهمة.
ويضيف ان الهواجس التي مرت على العراق بعد 2003 "حاضرة اليوم وهناك بعض الناس التي تريد ان تسلب وتنهب، وايضا في ظل ما حصل من تغييرات مرت على تونس ومصر".
وتابع "لكن الناس لدينا تعرف اننا لسنا بحاجة الى تغيير سياسي لاننا نمتلك حق التغيير كل اربع سنوات، والذي تحتاجه الناس وتتظاهر من اجله هو القصور في الخدمات وهذا حق من حقوقهم وبرعاية الدستور".
ويعرب البطيخ عن اعتقاده بأن الاجواء العامة "اجواء صحية اليوم، والاسبوع الماضي جرت مناقشات تحت قبة البرلمان والحكومة بهدف رفع سقف الخدمات للشعب وعلى وجه الخصوص موضوع المرتبات واصدار سلم وظيفي ينظم رواتب منتسبي الدولة".
ويذكر البطيخ ان هناك "مندسين لا يروق لهم ان يكون العراق معافى، ويستغلون كل الطرق لترويج افكارهم، لكن الواعين من ابناء هذا البلد سيكونون بالمرصاد لهؤلاء".
وفي السياق ذاته قال عضو مجلس النواب عن ائتلاف الكتل الكردستانية فرياد راوندوزي، خلال حديث مع "العالم" ان تصاعد وتيرة الوضع الامني "تجعل الناس يخافون.. لاحظنا انهم لا يودون الخروج من بيوتهم غدا وربما بعد غد وحتى يوم السبت، ويبدو ان بعضهم تبضع اكثر من الحد الطبيعي لهذا السب".
ويقول "لا احد يعرف ماذا سيحدث خصوصا وان مسألة المظاهرات تأتي في وضع سيء من الناحية الخدماتية وكذلك من ناحية المزاج السياسي المطالب بإدخال اصلاحات، وفي ظل الموجة المتصاعدة من الاحتجاجات في البلدان العربية".
ويرجح راوندوزي أن تنظيمات حزب البعث "ليست ببعيدة عن هذه المظاهرات رغم أن الحركة تقودها قوى وطنية تريد فعلا ادخال الاصلاحات".
ويضيف ان واجب الحكومة هو السيطرة على الوضع الامني والحفاظ على ارواح وممتلكات المواطنين والدولة "ولو خرجت المظاهرات بصورة سلمية ومن دون اي اشكالات عنفية لن تكون هناك دواعي للقلق وستزول المخاوف مع معرفة مسار التظاهرات".
ولا يخفي النائب الكردي وجود مخاوف سببها الوضع الامني السيء في العراق "فمن الممكن جدا استغلال هذه التظاهرات لتفجير السيارات والاحزمة الناسفة وذلك سيخلق مشكلة كبيرة، لذلك عندما تتحوط الحكومة بأي درجة كانت فهذا هو بغرض تسيير المظاهرات بشكل طبيعي دون ان تكون هذه القوات موجهة نحو المتظاهرين".
وشهدت بغداد اجراءات امنية مكثفة صباح امس الاربعاء، شملت قطع عدد من الطرق الرئيسية وسط العاصمة وتشديد الاجراءات الامنية عند نقاط التفتيش الرئيسية عند الشوارع الرئيسية التي تستخدم للوصول الى مركز المدينة التجاري والحكومي.
وانتشرت السيارات العسكرية المصفحة عند التقاطعات الرئيسية القريبة من الجسور الحيوية وشوهدت عربات الهمفي التابعة لوزارة الدفاع وهي تغلق الشريان المؤدي الى ساحتي الطيران والتحرير ابتداء من طريق محمد القاسم السريع وانتهاء بشارع الرشيد.
ولوحظ جنود الجيش العراقي وهم يقومون بعمليات تفتيش للمارة القريبين من ساحتي التحرير والطيران الامر الذي جعل السابلة القاصدين لتلك المنطقتين الحيويتين يصطفون بطوابير طويلة بانتظار دورهم في التفتيش الشخصي فضلا عن اصطفاف عشرات السيارات عند مداخل الشارعين الرئيسين لتفاجئهم بمنعهم من استخدامهما دون توضيح الاسباب وراء عملية القطع.
وعند مبنى مجلس محافظة بغداد شوهدت عربة سوداء اللون تستخدم لتفريق المتظاهرين عند وقوع اعمال شغب وهذا النوع من المركبات العسكرية لم يألفها الشارع البغدادي سابقا فيما انتشرت سيارات الاسعاف والاطفاء في ساحتي التحرير والطيران ولوحظ عشرات الجنود قرب هاتين الساحتين. ولكن عملية قطع الطرق المؤدية الى وسط المدينة انتهت ظهر الاربعاء بشكل سريع ومفاجئ ايضا.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fairy touch
